الجيش التركي يفضّ اعتصاماً ضد الجيش الروسي شمال غربي سوريا

قوات النظام تقيم سواتر وخنادق بين حماة وحلب

عناصر من الجيش التركي وقواته الخاصة خلال فض اعتصام سوريين في ريف إدلب أمس (أ.ف.ب)
عناصر من الجيش التركي وقواته الخاصة خلال فض اعتصام سوريين في ريف إدلب أمس (أ.ف.ب)
TT

الجيش التركي يفضّ اعتصاماً ضد الجيش الروسي شمال غربي سوريا

عناصر من الجيش التركي وقواته الخاصة خلال فض اعتصام سوريين في ريف إدلب أمس (أ.ف.ب)
عناصر من الجيش التركي وقواته الخاصة خلال فض اعتصام سوريين في ريف إدلب أمس (أ.ف.ب)

بدأت قوات النظام السوري وروسيا بإقامة سواتر ترابية وحفر خنادق من ريف حماة باتجاه جنوب حلب في إطار العمل على تشغيل طريق حلب - دمشق، في وقت استعملت قوات خاصة تركية القوة لفك اعتصام في الطريق الثانية من سراقب على طريق حلب - اللاذقية.
وقال الناشط بكار حميدي، أمس، إن «قوات عسكرية تركية من المهام الخاصة مدججة بآليات مصفحة وجرافات وجنود أتراك يحملون دروعاً، داهمت مكان الاعتصام صباح الاثنين، بالقرب من مدينة أريحا جنوب إدلب، وحاولت فك الاعتصام بالقوة وإبعاد المعتصمين المدنيين عن المكان وفتح الطريق الدولية أمام الدوريات الروسية والتركية وسط مشادات كلامية وتدافع استمرت لساعات». وأضاف، أنها عملت على «إزالة الكتل الإسمنتية والحجارة والسواتر والمتاريس من الطريق؛ ما دفع بالمعتصمين للوقوف بشكل جماعي ضد محاولات إزالتها، وأجبروا القوات التركية على الانسحاب وسط وصول أعداد كبيرة من المدنيين إلى مكان الاعتصام للتعبير عن مواصلتهم قطع الطريق الدولية أمام الدوريات الروسية».
وأشار إلى أن القوات التركية نفذت 3 دوريات عسكرية عبر سيارات مصفحة على طول الطريق الدولية من محيط مدينة سراقب إلى غرب مدينة جسر الشغور غرب إدلب، بمفردها دون مشاركة القوات الروسية، بينما عملت الأخيرة على تنفيذ دوريات ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام الممتدة من منطقة سراقب حتى بلدة النيرب شرق إدلب.
من جهته، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «قوة كبيرة من الجيش التركي عمدت صباح الاثنين إلى اقتحام نقطة متقدمة للمعتصمين على طريق اللاذقية - حلب الدولية؛ ذلك أن عشرات الجنود الأتراك اقتحموا نقطة اعتصام للمدنيين الرافضين للاتفاق الروسي - التركي، وقاموا بهدم الخيام وتشكيل جدار بشري أمام المعتصمين كما تعرضوا بالضرب لبعضهم».
إلى ذلك، أوضح الناشط نصر الحموي، أن قوات النظام بدأت مع القوات الروسية إلى إقامة «سواتر ترابية وحفر الخنادق وإنشاء نقاط أشبه بنقاط الحراسة. بدأت من مدينة محردة 30 كلم غرب حماة مروراً بشمال مدن حلفايا وطيبة الإمام وصوران، وصولاً إلى منطقة الشيخ هلال في أقصى الشمال الشرقي لحماة». وتابع، أن قوات النظام واصلت «رفع السواتر الترابية وحفر الخنادق من منطقة الشيخ هلال شمال شرقي حماة وصولاً إلى منطقة خناصر وأبو ظهور ومناطق واقعة جنوب مدينة حلب»، لافتاً إلى أن ذلك «يشير إلى أنها أشبه بترسيم حدود مناطق النفوذ بين قوات النظام من جهة والمعارضة السورية بحسب اتفاقي سوتشي وآستانة بين الجانبين التركي والروسي، ولا سيما أن هذه الخنادق يتم حفرها خلف النقاط التركية.
كما بدأت قوات النظام والمؤسسات الحكومية قبل أيام بترميم بعض الأجزاء المتضررة من الطريق الدولية بين مدينة حلب وحماة، مع بدء انطلاق حركة مرور بطيئة للقوافل المدنية والتجارية على الطريق منذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين التركي والروسي، الذي أقره الرئيسان فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب إردوغان مطلع الشهر الماضي في موسكو.
ورصد «المرصد» ليل الأحد - الاثنين، اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين من طرف، والفصائل من طرف آخر على محور كفرنبل بريف إدلب الجنوبي، ترافقت مع قصف للأول على مواقع الأخير. وكان سُجل قصف صاروخي نفذته قوات النظام على بلدات البارة والفطيرة وسفوهن في ريف إدلب الجنوبي؛ تزامناً مع تحليق طائرات الاستطلاع في أجواء المنطقة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».