العثماني: إجراءات المغرب جنبت سقوط آلاف الضحايا

قال إن قرار تمديد الطوارئ الصحية رهن الحالة الوبائية

TT

العثماني: إجراءات المغرب جنبت سقوط آلاف الضحايا

قال رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، أمس، إن الإجراءات التي اتخذتها بلاده لمواجهة انتشار فيروس «كورونا» المستجد «جنّبت البلاد الأسوأ وسقوط الآلاف من الضحايا».
ونبّه العثماني الذي كان يتحدث خلال جلسة المساءلة الشهرية حول التدابير التي اتخذتها الحكومة لمواجهة تداعيات انتشار الفيروس، إلى أن «المخاطر ما زالت قائمة، والوضع يحتاج إلى مزيد من الحذر والاستمرار في الالتزام بالحجر الصحي واتباع القواعد التي فرضتها السلطات في مختلف القطاعات»، مشدداً على أن «البلاد ستخرج منتصرة ومرفوعة الرأس لمحاصرة الوباء وتقليل الخسائر».
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت الحكومة المغربية ستمدد حالة الطوارئ الصحية، قال العثماني إن قرار تمديد الطوارئ أو رفعها رهن الحالة الوبائية وتطور الحالات، وإنه سيُتخذ عند اقتراب التاريخ المحدد الاثنين المقبل، و«آنذاك سيظهر لنا ما إذا كنا سنمدد أم لا».
ورداً على التساؤلات بشأن التمويل الخارجي واستعمال خط السيولة والوقاية، قال العثماني إنه جرى بإذن من البرلمان، «وهو لا يؤثر في الدين العام، ولا يعتبر زيادة في الديون... المغرب هو البلد الوحيد في العالم الذي استفاد منه». وكشف عن أن «هناك نقصاً في مؤشر انتشار الفيروس، وتحسناً بطيئاً في عدد الحالات الحرجة والحالات التي توجد في الإنعاش»، أي الرعاية المركزة.
ولفت إلى أن 82 في المائة من الإصابات «حالات محلية بسبب وجود عدد من البؤر داخل العائلات نتيجة حضور أعراس أو جنائز، فضلاً عن عدم التزام البعض في هوامش المدن بالحجر الصحي». وقال إن عدد الإصابات بالفيروس وصل إلى حدود 1746 حالة، وإن عدد الحالات التي تماثلت للشفاء ارتفع إلى 196 حالة، فيما بلغ عدد حالات الوفاة 120. وأضاف: «كل وفاة عندنا هي جنازة وكل حالة تعافٍ هي يوم عيد».
في السياق ذاته، خاطب العثماني النواب قائلاً: «لا أخفيكم سراً أننا نعيش وضعية غير مسبوقة وظروفاً دولية ووطنية وجهوية صعبة، وقاسية في بعض المستويات، في مواجهة وباء مستجد، ذي انعكاسات صحية واقتصادية واجتماعية غير مسبوقة في العقود الأخيرة».
وأضاف أن هذا الوباء «يطرح علينا، كما باقي دول العالم، كثيراً من الأسئلة التي لا تزال من دون أجوبة»، مسجلاً أن «هناك كثيراً من الأمور المرتبطة بفيروس كورونا؛ طبيعته، وكيف ينتشر، تأثيراته، كيف يتم العلاج منه، لا تزال غامضة أمام العقل الإنساني».
وتابع: «أحياناً تكون لدينا أجوبة، وندّعي ونظن أنها أجوبة نهائية، قبل أن يتم اكتشاف أنها ليست كذلك، وأنها تتغير»، مؤكداً أن «أول ما يعلمه هذا الوباء هو التواضع، ذلك أن البشرية كلها تشعر اليوم بأنها ضعيفة أمام قدرة الله، وأمام كثير من الحوادث التي تفاجئها وتحتاج إلى وقت كي تستوعبها، حتى تستطيع أن تتجاوزه بقوة العلم والبحث».
ونوّه نواب بالمبادرات الاستباقية التي اتخذها المغرب لمحاصرة الفيروس و«الشفافية التي اتبعتها الحكومة في التواصل»، ونبهوا في المقابل إلى التداعيات التي ستواجه المغرب على المستوى الاقتصادي. كما تطرقوا إلى قضية المغاربة العالقين في الخارج، وطالبوا الحكومة بإيجاد حل لمشكلتهم، كما تطرق آخرون إلى نقص الكمامات.
وأعلن حزب «الأصالة والمعاصرة» المعارض أنه سيدعم جميع الاقتراحات التي ستتخذها الحكومة لإيجاد الحلول لإعادة الإقلاع الاقتصادي، معتبراً أنه «لا مجال للمعارضة أو الجدال».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».