بوليفيا عرفت الزراعة قبل 10 آلاف عام

جزر الغابات التي عثر بداخلها على أدلة للزراعة القديمة
جزر الغابات التي عثر بداخلها على أدلة للزراعة القديمة
TT

بوليفيا عرفت الزراعة قبل 10 آلاف عام

جزر الغابات التي عثر بداخلها على أدلة للزراعة القديمة
جزر الغابات التي عثر بداخلها على أدلة للزراعة القديمة

انضم مكان جديد من بوليفيا إلى قائمة صغيرة بالأماكن التي بدأت فيها زراعة المحاصيل لأول مرة في العالم القديم. ووفقاً للبحث المنشور في العدد الأخير من دورية «نيتشر»، وجد فريق بحثي دولي يضم باحثين من بريطانيا وسويسرا وبوليفيا والبرازيل، علامات على زراعة الكسافا والقرع، قبل ما يزيد قليلاً عن 10 آلاف عام، في جزر بمنطقة غابات السافانا بشمال بوليفيا، ترتفع بضعة أقدام فوق الأراضي الرطبة المحيطة.
ويعتقد الباحثون أن هذه الجزر هي بقايا سكن الإنسان في أوائل عصر الهولوسين ومنتصفه، وهو الفترة الأخيرة من الزمن الجيولوجي، وتمتد منذ 11 ألف و700 سنة حتى يومنا هذا.
ويقول عالم الآثار خوسيه إيريارتي من جامعة إكستر في المملكة المتحدة، والباحث المشارك بالدراسة، في تقرير نشره أمس الموقع العلمي «ساينس أليرت»: «هذا الاكتشاف مثير للإعجاب، لأن هذا التوقيت الذي تم رصده بالدراسة، يضع هذه المنطقة قبل نحو 8 آلاف سنة من الأدلة السابقة التي عثر عليها في جنوب غربي حوض الأمازون، الذي تنتمي له هذه المنطقة». ويضيف: «من النتائج المهمة أيضاً، أنه يضع تلك المنطقة مع أربعة مناطق أخرى في الصين والشرق الأوسط وأميركا الوسطى، كأقدم مناطق شهدت الممارسات الزراعية في العالم».
وكان علماء الآثار والأحياء قد جادلوا لسنوات عدة بأن جنوب غربي الأمازون مركزاً محتملاً لتدجين النباتات المبكر، لأن العديد من الأصناف المهمة مثل قرع العسل والفول السوداني وبعض أصناف الفلفل الحار والفاصوليا قريبة جداً من النباتات البرية التي توجد هناك، وتقدم الدراسة الجديدة دليلاً على حدوث ذلك في جزر شمال بوليفيا.
واستخرج الباحثون خلال الدراسة عينات من الرواسب الموجودة بهذه الجزر، وكشف مزيد من التحليل عن أجزاء صغيرة من فيتوليث «phytolith»، وهي تراكيب مصنوعة من السيليكا المعروف أنها تتشكل داخل خلايا النباتات، وتترك بعد أن تتحلل. ويمكن لهذه الأجزاء أن تخبر العلماء عن النبات الذي أتوا منه، باستخدام تقنيات التأريخ بالكربون المشع، وتمكن الفريق من معرفة وقت زراعة هذه المحاصيل، حيث وجدوا أن الكسافا زرعت قبل 10 آلاف و350 عاماً، وقرع العسل قبل 10 آلاف و250 عاماً.
ويقول أومبرتو لومباردو من جامعة برن في سويسرا، والباحث الرئيسي بالدراسة: «هذه الأدلة التي وجدناها تظهر أن سكان المنطقة لم يكونوا مجرد صيادين مستعمرين كما كان يعتقد، بل كانوا يزرعون النباتات، أيضاً، وهذا يفتح الباب للإشارة إلى أنهم تناولوا بالفعل نظاماً غذائياً مختلطاً عند وصولهم إلى المنطقة».



طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
TT

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)

يستخدم فريق أساليب جديدة بينها الألعاب النارية ومجموعة أصوات لطرد الطيور من مطار أورلي الفرنسي لمنعها من التسبب بمشاكل وأعطال في الطائرات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتطلق كولين بليسي وهي تضع خوذة مانعة للضجيج ونظارات واقية وتحمل مسدساً، النار في الهواء، فيصدر صوت صفير ثم فرقعة، مما يؤدي إلى فرار الطيور الجارحة بعيداً عن المدرج. وتوضح "إنها ألعاب نارية. لم تُصنّع بهدف قتل الطيور بل لإحداث ضجيج" وإخافتها.
وتعمل بليسي كطاردة للطيور، وهي مهنة غير معروفة كثيراً لكنّها ضرورية في المطارات. ويقول المسؤول عن التنوع البيولوجي في أورلي سيلفان ليجال، في حديث إلى وكالة فرانس برس، إنّ "الاصطدام بالحيوانات هو ثاني أخطر احتمال لتعرّض الطائرة لحادثة كبيرة".
وللمطارات التي تطغى عليها الخرسانة، مناطق برية محمية ترمي إلى حماية الطيران، تبلغ في أورلي مثلاً 600 هكتار. وتضم هذه المناطق مجموعة من الحيوانات كالثعالب والأرانب وأنواع كثيرة من الطيور من البشلون الرمادي إلى زاغ الجيف.
ويوضح ليجال أنّ الاصطدام بالحيوانات قد "يُحدث أضراراً كبيرة للطائرة"، كتوقف المحرك في حال سحبت المحركات النفاثة الطائر، أو إصابة الطيارين إذا اصطدم الطائر بالزجاج الأمامي. إلا أنّ الحوادث الخطرة على غرار ما سُجل في نيويورك عام 2009 حين استدعى تصادم إحدى الطائرات بإوز هبوطها اضطرارياً، نادرة. وفي أورلي، شهد عدد الحوادث التي تتطلب وقف الإقلاع أو عودة الطائرة إلى المطار انخفاضاً إلى النصف منذ العام 2014.
ويعود سبب انخفاض هذه الحوادث إلى تطوّر مهارات طاردي الطيور الـ11 في أورلي. ويقول ليجال "كنّا نوظّف في الماضي صيادين، لأننا كنّا بحاجة إلى شخص يدرك كيفية حمل سلاح"، مضيفاً "كنا نعمل ضد الطبيعة".
إلا أنّ القوانين تغيّرت وكذلك العقليات، "فنعمل منذ العام 2014 لصالح الطبيعة"، إذ "بات السلاح حالياً آخر الحلول المُعتمدة".
ويضيف "نوظّف راهناً علماء بيئيين، لأننا نحتاج إلى أشخاص" يتمتعون بـ"مهارات علمية"، بهدف توسيع المساحات الخضراء للحد من وجود الطيور قرب المدارج. ويوضح أنّ "معلومات الخبراء عن الحياة البرية" تساهم في "تحديد الأنواع وسلوكها بصورة سريعة، وإيجاد الخطة الأنسب" في حال كان تخويف الحيوانات ضرورياً.