أعلنت الصين، أمس، عن 97 إصابة «وافدة» من الخارج بفيروس كورونا المستجد، في أعلى حصيلة منذ أوائل مارس (آذار) وبدء تسجيل هذه الإصابات «المستوردة». وتمّت السيطرة على الوباء في جميع أنحاء البلاد بشكل عام باستثناء إصابتين محليتين تم تسجيلهما من قبل وزارة الصحة. لكن السلطات تخشى موجة تفشٍ جديدة مصدرها هذه المرة مصابون وافدون من الخارج.
وأكّد مسؤولون صينيون أمس تعزيز البلاد إجراءات فحص الأجانب القادمين لأراضيها، وتشديد القيود على الحدود. وقال رئيس بلدية غوانغتشو، وهي مركز للأنشطة الاقتصادية في جنوب البلاد، في مؤتمر صحافي إن «خطر الحالات القادمة من الخارج تزايد بشكل حاد». وقال مسؤول في الشؤون الخارجية في المؤتمر الصحافي ذاته إن المدينة ستطبق إجراءات لمكافحة الفيروس على كل وافد بغض النظر عن جنسيته وعرقه وجنسه، كما نقلت وكالة «رويترز». من جهته، قال تشونغ نانشان المستشار الطبي للحكومة الصينية إنه حتى ووهان، أول بؤرة للمرض التي بدأت هذا الشهر أخيراً في تخفيف القيود التي فرضت لمواجهة «كورونا» بعد احتواء التفشي، معرضة لخطر انتشار العدوى من جديد بسبب الحالات القادمة من الخارج. وأضاف في مقابلة نشرتها صحيفة الشعب اليومية الرسمية: «في الوقت الراهن... الوباء لا يزال ينتشر بسرعة في الخارج، وبالتالي مدن الصين الساحلية الكبرى التي لها تواصل دولي وثيق معرضة لذلك بشدة، وقد تشهد عودة للوباء مرة أخرى».
وحذر تشونغ من أنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت ذروة انتشار المرض في العالم وشيكة بعد، مع تحول بؤرته من أوروبا للولايات المتحدة. وقال: «لم يحن الوقت بعد لنزع الكمامات»، مضيفاً أن تجربة الصين في تطبيق إجراءات مكافحة الفيروس تقدم خبرة للدول الأخرى التي تسعى لاحتوائه.
وأغلقت الصين حدودها في نهاية مارس (آذار) أمام جميع الأجانب تقريباً. وبذلك تكون الحالات المستوردة الجديدة بشكل أساسي نتيجة عودة صينيين إلى بلادهم. وأعلنت السلطات الصحية في شنغهاي، أمس، عن وصول 51 مصاباً على متن طائرة قادمة من روسيا، جميعهم صينيون، كانوا من بين الـ97 حالة «المستوردة» الجديدة التي سجلت في البلاد. ويرتفع بذلك العدد الإجمالي للمصابين القادمين من الخارج إلى 1280. منذ بدء العمل بهذا الإحصاء.
في المقابل، لم تعلن وزارة الصحة أي حالة وفاة جديدة بسبب «كوفيد - 19» كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. ومضت عشرة أيام على عدم تجاوز عدد الوفيات اليومية خمس حالات. ومنذ ظهر الفيروس الفتّاك، سجّلت الصين القارية ما مجموعه 82 ألفاً و52 إصابة، توفي منهم 3339 شخصاً. وللحد من تدفق المرضى القادمين من الخارج، أغلقت الصين حدودها لفترة غير محددة أمام جميع الأجانب تقريباً. كما خفضت بشكل كبير عدد الرحلات الدولية. ويخضع كل وافد إلى البلاد للحجر المنزلي لمدة 14 يوماً.
وفي بكين، وجد عدد كبير من الأجانب أمس أن «رمزهم الصحي» قد تحول فجأة من اللون الأخضر (لا توجد مشكلة)، إلى اللون البرتقالي (الالتزام بالحجر الذاتي). ويمنح هذا الرمز، الذي تم تعيينه عبر تطبيق وضعته البلدية بواسطة الهواتف الذكية، للأشخاص حسب تنقلاتهم في المناطق المعرضة للخطر واحتمال التواصل مع أشخاص مصابين. وأصبح إظهار الرمز الأخضر ضرورياً للتمكن من دخول المباني أو المراكز التجارية. وعادت الرموز، في نهاية المطاف، لتتغيّر من اللون البرتقالي إلى اللون الأخضر في فترة ما بعد الظهر، في إشارة على ما يبدو إلى أنها كانت مشكلة تقنية وليست رغبة متعمدة من بكين في عزل الأجانب من المدينة.
وبالإضافة إلى الإصابات الوافدة إلى شنغهاي، أعلن إقليم هيلونغ جيانغ شمال شرقي الصين تسجيل 21 إصابة جديدة واردة من الخارج في 11 أبريل (نيسان)، وكلها لصينيين قادمين من روسيا. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أمس أن مجموعة من الخبراء الطبيين الصينيين وصلوا لموسكو السبت، إضافة لشحنة من المعدات لمكافحة الفيروس لمساعدة روسيا على احتواء التفشي لديها.
من جهة أخرى، قالت لجنة الصحة الوطنية إن الحالات الجديدة التي لم تظهر عليها أعراض زادت إلى المثلين تقريباً إلى 63 الجمعة، مقابل 34 في اليوم السابق.
تشدد صيني في فحص الوافدين مع ارتفاع الإصابات «المستوردة»
مخاوف من تفشٍ آخر للعدوى... وروسيا مصدر الحالات الجديدة
تشدد صيني في فحص الوافدين مع ارتفاع الإصابات «المستوردة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة