تطبيقات عززت دورها في غرف الأخبار

تطبيقات الفيديو أتاحت خاصية الاجتماعات أثناء العمل عن بعد
تطبيقات الفيديو أتاحت خاصية الاجتماعات أثناء العمل عن بعد
TT

تطبيقات عززت دورها في غرف الأخبار

تطبيقات الفيديو أتاحت خاصية الاجتماعات أثناء العمل عن بعد
تطبيقات الفيديو أتاحت خاصية الاجتماعات أثناء العمل عن بعد

عززت تطبيقات إلكترونية من حضورها بشكل كبير في غرف الأخبار داخل الصحف والمجلات والمواقع الإخبارية مع انتشار (كورونا المستجد)، بعدما دفع الفيروس إلى العمل من المنازل، وأصبحت هذه التطبيقات هي وسيلة التواصل اليومي بين الصحافيين لعرض الأفكار، ومناقشة التكليفات مع مسؤولي التحرير... ومن بين هذه التطبيقات {زووم} و{سلاك} و{تلغرام} و{ميكروسوفت تيمز}، إلى جانب {واتساب}. وأكد صحافيون لـ«الشرق الأوسط» أن هذه التطبيقات أتاحت لهم فرصة المشاركة في الاجتماعات التحريرية اليومية، وتنسيق المهام فيما بينهم، والتواصل بشكل فعال خاصة في ظل أزمة الفيروس.
وتستخدم {الشرق الأوسط} في دورة العمل الجديدة {واتساب} في التنسيق اليومي وتوزيع المهام ومتابعة الإنتاج في الأقسام المختلفة، و{ميكروسوفت تيمز} لعقد اجتماعات التحرير، إضافة إلى {سلاك} لتنسيق العمل الرقمي.
وقال الصحافي أسامة الديب، رئيس قسم الوسائط المتعددة بمؤسسة «أونا للصحافة والإعلام» بمصر: «نعتمد على زووم في عقد الاجتماعات التحريرية، نظراً لسهولة استخدامه، حيث يتسم التطبيق بإمكانية تحميله على الأجهزة الذكية، وأجهزة الحاسبات الشخصية، وتتيح النسخة المجانية من التطبيق، إمكانية عقد الاجتماعات لمدة 40 دقيقة، وبعدها يمكننا عقد اجتماع آخر»، مضيفاً أن «هناك العديد من الخواص الموجودة في التطبيق مثل، رفع الأيدي والتي يضغط عليها أي محرر إذا أراد الكلام، ويستطيع رئيس القسم عقد اجتماع حي مع المحررين من خلال فتح السماعة، والضغط على أيقونة الفيديو، وكذلك الحال بالنسبة للمشاركين، ويمكن لرئيس القسم عمل مشاركة لأي ملفات، لعرضها على المحررين والتباحث حولها».
أيضاً موقع «النهار» الإلكتروني في لبنان يعتمد على زووم للتواصل مع المحررين. وقالت الصحافية ديانا سكيني، مديرة المحتوى الرقمي بالموقع: «نعقد الاجتماعات التحريرية عبر زووم، ولدينا مجموعات عديدة قمنا بتدشينها على (واتساب) لتنسيق المهام بين المحررين، بالإضافة إلى الاتصالات الهاتفية التي نجريها على مدار اليوم»، موضحة «لم نواجه أية صعوبات لأننا تعودنا على وتيرة العمل الصحافي من خلال العمل (أونلاين)، حيث يتم التواصل مع المراسلين، والكُتاب، وإنتاج المواد الصحافية، ورفعها على الموقع الإلكتروني».
ويستخدم المحررون في مكتب «بي بي سي» بالقاهرة زووم لعقد الاجتماعات التحريرية. وقالت الصحافية صفاء فيصل، مديرة المكتب: «يتسم التطبيق بسهولة استخدامه في عقد الاجتماعات التحريرية، ومناقشة الأفكار مع المحررين، حيث يتم إرسال الرابط الإلكتروني الخاص بموعد عقد الاجتماع لجميع المحررين عن طريق الإيميل، وبعدها يقومون بعمل (جوين) والانضمام للاجتماع».
هناك تطبيق آخر يستخدمه فرق عمل موقع «مصراوي» في مصر، وهو سلاك الذي يجمع ما بين مزايا تطبيقات المحادثة، وإدارة الأعمال والمهام. ويقول الصحافي أحمد الليثي، رئيس قسم المنوعات بالموقع: «سلاك يُتيح تنظيم الموضوعات التي تم إجراؤها بين فريق العمل، ويحتوي على خاصية عمل غُرف محادثات إضافية إما عامة وإما خاصة، ويستطيع أي عضو الانضمام لفريق العمل بمجرد الضغط على رابط الدعوة».
وفيما يتعلق بالتطبيقات الأخرى. قالت الصحافية سماح عبد العاطي، رئيسة قسم التحقيقات بصحيفة «الوطن» اليومية الخاصة بمصر: «يستخدم أعضاء الطاقم التحريري في الصحيفة نظام إيزي نيوز منذ عام 2012، حيث يستطيع أي محرر إرسال موضوعه في أي مكان يوجد فيه، حيث يتوافر لكل عضو من أعضاء الجهاز التحريري حساب على هذا النظام، وبمجرد إدخال الاسم، وكلمة المرور، يقوم برفع النص الصحافي، وإدراج الصور، والفيديوهات، ويتسم هذا النظام بمرونة استخدامه، وتصنيفه أعمال المحررين إلى أقسام، حتى يتسنى للقيادات الصحافية فرز المواد ومراجعتها»، مضيفة «نعقد اجتماعات التحرير عبر (واتساب) لعرض الأفكار».



فوز ترمب «يُحطم» البنية الإعلامية التقليدية للديمقراطيين

ليلة انتصار ترمب... على الإعلام التقليدي (رويترز)
ليلة انتصار ترمب... على الإعلام التقليدي (رويترز)
TT

فوز ترمب «يُحطم» البنية الإعلامية التقليدية للديمقراطيين

ليلة انتصار ترمب... على الإعلام التقليدي (رويترز)
ليلة انتصار ترمب... على الإعلام التقليدي (رويترز)

قد يكون من الواجب المهني الاعتراف بأن الجميع أخطأ في قراءة مجريات المعركة الانتخابية، والمؤشرات التي كانت كلها تقود إلى أن دونالد ترمب في طريقه للعودة مرة ثانية إلى البيت الأبيض. وترافق ذلك مع حالة من الإنكار لما كانت استطلاعات الرأي تُشير إليه عن هموم الناخب الأميركي، والأخطاء التي أدّت إلى قلّة التنبُّه لـ«الأماكن المخفية»، التي كان ينبغي الالتفات إليها.

لا ثقة بالإعلام الإخباري

وبمعزل عن الدوافع التي دعت جيف بيزوس، مالك صحيفة «واشنطن بوست»، إلى القول بأن «الأميركيين لا يثقون بوسائل الإعلام الإخبارية» لتبرير الامتناع عن تأييد أي من المرشحيْن، تظل «الحقيقة المؤلمة» أن وسائل الإعلام الأميركية، خصوصاً الليبرالية منها، كانت سبباً رئيسياً، ستدفع الثمن باهظاً، جراء الدور الذي لعبته في تمويه الحقائق عن الهموم التي تقضّ مضاجع الأميركيين.

صباح يوم الأربعاء، ومع إعلان الفوز الكاسح لترمب، بدا الارتباك واضحاً على تلك المؤسسات المكتوبة منها أو المرئية. ومع بدء تقاذف المسؤوليات عن أسباب خسارة الديمقراطيين، كانت وسائل الإعلام هي الضحية.

وفي بلد يتمتع بصحافة فعّالة، كان لافتاً أن تظل الأوهام قائمة حتى يوم الانتخابات، حين أصرت عناوينها الرئيسية على أن الأميركيين يعيشون في واحد من «أقوى الاقتصادات» على الإطلاق، ومعدلات الجريمة في انخفاض، وعلى أن حكام «الولايات الحمراء» يُضخّمون مشكلة المهاجرين، وأن كبرى القضايا هي المناخ والعنصرية والإجهاض وحقوق المتحولين جنسياً.

في هذا الوقت، وفي حين كان الجمهوريون يُسجلون زيادة غير مسبوقة في أعداد الناخبين، والتصويت المبكر، ويستفيدون من التحوّلات الديموغرافية التي تشير إلى انزياح مزيد من الناخبين ذوي البشرة السمراء واللاتينيين نحو تأييد ترمب والجمهوريين، أصرّت العناوين الرئيسية على أن كامالا هاريس ستفوز بموجة من النساء في الضواحي.

جيف بيزوس مالك «واشنطن بوست» (رويترز)

عجز عن فهم أسباب التصويت لترمب

من جهة ثانية، صحيفة «وول ستريت جورنال»، مع أنها محسوبة على الجمهوريين المعتدلين، وأسهمت استطلاعاتها هي الأخرى في خلق صورة خدعت كثيرين، تساءلت عمّا إذا كان الديمقراطيون الذين يشعرون بالصدمة من خسارتهم، سيُعيدون تقييم خطابهم وبرنامجهم السياسي، وكذلك الإعلام المنحاز لهم، لمعرفة لماذا صوّت الأميركيون لترمب، ولماذا غاب ذلك عنهم؟

في أي حال، رغم رهان تلك المؤسسات على أن عودة ترمب ستتيح لها تدفقاً جديداً للاشتراكات، كما جرى عام 2016، يرى البعض أن عودته الجديدة ستكون أكثر هدوءاً مما كانت عليه في إدارته الأولى، لأن بعض القراء سئِموا أو استنفدوا من التغطية الإخبارية السائدة.

وحتى مع متابعة المشاهدين لنتائج الانتخابات، يرى الخبراء أن تقييمات متابعة التلفزيون والصحف التقليدية في انحدار مستمر، ومن غير المرجّح أن يُغيّر فوز ترمب هذا المأزق. وبغضّ النظر عن زيادة عدد المشاهدين في الأمد القريب، يرى هؤلاء أن على المسؤولين التنفيذيين في وسائل الإعلام الإخبارية وضع مهامهم طويلة الأجل قبل مخاوفهم التجارية قصيرة الأجل، أو المخاطرة «بتنفير» جماهيرهم لسنوات مقبلة.

وهنا يرى فرانك سيزنو، الأستاذ في جامعة «جورج واشنطن» ورئيس مكتب واشنطن السابق لشبكة «سي إن إن» أنه «من المرجح أن يكون عهد ترمب الثاني مختلفاً تماماً عمّا رأيناه من قبل. وسيحمل هذا عواقب وخيمة، وقيمة إخبارية، وينشّط وسائل الإعلام اليمينية، ويثير ذعر اليسار». ويضيف سيزنو «من الأهمية بمكان أن تفكر هذه القنوات في تقييماتها، وأن تفكر أيضاً بعمق في الخدمة العامة التي من المفترض أن تلعبها، حتى في سوق تنافسية للغاية يقودها القطاع الخاص».

صعود الإعلام الرقمي

في هذه الأثناء، يرى آخرون أن المستفيدين المحتملين الآخرين من دورة الأخبار عالية الكثافة بعد فوز ترمب، هم صانعو الـ«بودكاست» والإعلام الرقمي وغيرهم من المبدعين عبر الإنترنت، الذين اجتذبهم ترمب وكامالا هاريس خلال الفترة التي سبقت الانتخابات. وهو ما عُدَّ إشارة إلى أن القوة الزائدة للأصوات المؤثرة خارج وسائل الإعلام الرئيسية ستتواصل في أعقاب الانتخابات.

وفي هذا الإطار، قال كريس بالف، الذي يرأس شركة إعلامية تنتج بودكاست، لصحيفة «نيويورك تايمز» معلّقاً: «لقد بنى هؤلاء المبدعون جمهوراً كبيراً ومخلصاً حقّاً. ومن الواضح أن هذا هو الأمر الذي يتّجه إليه استهلاك وسائل الإعلام، ومن ثم، فإن هذا هو المكان الذي يحتاج المرشحون السياسيون إلى الذهاب إليه للوصول إلى هذا الجمهور».

والواقع، لم يخسر الديمقراطيون بصورة سيئة فحسب، بل أيضاً تحطّمت البنية الإعلامية التقليدية المتعاطفة مع آرائهم والمعادية لترمب، وهذا ما أدى إلى تنشيط وسائل الإعلام غير التقليدية، وبدأت في دفع الرجال من البيئتين الهسبانيكية (الأميركية اللاتينية) والفريقية (السوداء) بعيداً عنهم، خصوصاً، العمال منهم.

يرى الخبراء أن تقييمات متابعة التلفزيون والصحف التقليدية في انحدار مستمر ومن غير المرجّح أن يُغيّر فوز ترمب هذا المأزق

تهميش الإعلام التقليدي

لقد كانت الإحصاءات تشير إلى أن ما يقرب من 50 مليون شخص، قد أصغوا إلى «بودكاست» جو روغان مع ترمب، حين قدم تقييماً أكثر دقة لمواقفه ولمخاوف البلاد من المقالات والتحليلات التي حفلت بها وسائل الإعلام التقليدية، عن «سلطويته» و«فاشيته» لتدمير المناخ وحقوق الإجهاض والديمقراطية. ومع ذلك، لا تزال وسائل الإعلام، خصوصاً الليبرالية منها، تلزم الصمت في تقييم ما جرى، رغم أن توجّه الناخبين نحو الوسائل الجديدة عُدّ تهميشاً لها من قِبَل الناخبين، لمصلحة مذيعين ومؤثّرين يثقون بهم. وبالمناسبة، فإن روغان، الذي يُعد من أكبر المؤثّرين، ويتابعه ملايين الأميركيين، وصفته «سي إن إن» عام 2020 بأنه «يميل إلى الليبرالية»، وكان من أشد المؤيدين للسيناتور اليساري بيرني ساندرز، وقد خسره الديمقراطيون في الانتخابات الأخيرة عند إعلانه دعمه لترمب. وبدا أن خطاب ساندرز الذي انتقد فيه حزبه جراء ابتعاده عن الطبقة العاملة التي تخلّت عنه، أقرب إلى ترمب منه إلى نُخب حزبه، كما بدا الأخير بدوره أقرب إلى ساندرز من أغنياء حزبه الجمهوري.