فرق الدوري الإسباني تتحدى «كورونا» وتستعد للعودة إلى التدريبات

سوسيداد يستأنف نشاطه بداية من الغد... وريال مدريد على الطريق

ريال سوسيداد وجه الدعوة للاعبيه للتجمع والتدريب بدءاً من غد (إ.ب.أ)
ريال سوسيداد وجه الدعوة للاعبيه للتجمع والتدريب بدءاً من غد (إ.ب.أ)
TT

فرق الدوري الإسباني تتحدى «كورونا» وتستعد للعودة إلى التدريبات

ريال سوسيداد وجه الدعوة للاعبيه للتجمع والتدريب بدءاً من غد (إ.ب.أ)
ريال سوسيداد وجه الدعوة للاعبيه للتجمع والتدريب بدءاً من غد (إ.ب.أ)

على خطى الأندية الألمانية، تتطلع فرق الدوري الإسباني إلى العودة للتدريبات بعد توقفها منذ أكثر من شهر بسبب تفاقم أزمة فيروس كورونا المستجد.
ويستعد ريال سوسيداد لأن يصبح أول فريق إسباني يستأنف تدريباته بداية من الغد، بعد أن وضع سلسلة من التدابير الاحترازية بالسماح للاعبين بالتدرب في مجموعات صغيرة في وجود الطاقم الطبي للفريق.
ويأتي هذا الإجراء في سياق إتاحة السلطات بعد عطلة عيد الفصح، معاودة بعض النشاطات الاقتصادية في البلاد التي تعد من الأكثر تأثراً عالمياً بوباء «كوفيد - 19»، والتي سجلت حتى أمس نحو 17 ألف وفاة معلنة بسببه.
ونقلت صحيفة «ماركا» الإسبانية بيان للنادي الباسكي قال فيه: «ما إن اتخذت الحكومة قرار السماح للعاملين غير الأساسيين بالعودة إلى وظائفهم، بات متاحاً أمام لاعبي الفريق الأول مواصلة تمارينهم الفردية في ثوبييتا (مقر التدريب في شمال إسبانيا) بدءاً من الثلاثاء».
وشدد النادي على أن معاودة التمارين لن تكون جماعية على الإطلاق، وسيبقى في مجموعات صغيرة، كما سيظل التدريب إلزامياً كما كان عليه حتى الآن»، في إشارة إلى ما قام به النادي ومعظم أندية كرة القدم حول العالم، بالطلب من اللاعبين مواصلة التمارين في منازلهم للحفاظ على لياقتهم البدنية في ظل فترة التوقف الراهنة للمنافسات، والتي باتت مدتها تناهز شهراً كاملاً.
وأوضح سوسييداد الذي كان يحتل المركز الرابع في ترتيب الليغا عند توقف المنافسات الشهر الماضي بعد المرحلة 27. أنه «يعود لكل لاعب أن يقرر ما إذا كان يرغب في التدرب في المنزل أو في ثوبييتا».
وشدد على أنه في حال قرر اللاعبون إجراء التمارين في مقر النادي، يجب عليهم احترام إجراءات الوقاية الصحية لا سيما لجهة عدم المصافحة باليدين والحفاظ على مسافة فاصلة عن زملائهم والتدرب بشكل منفرد.
ولم يكن سوسييداد وحده الذي فكر في العودة للتدريبات حيث أعلن نادي ريال مدريد جدياً التفكير في التجمع أيضاً هذا الأسبوع. وكان ريال مدريد هو أول فريق يفرض الحجر الصحي على لاعبيه ومسؤوليه في 12 مارس (آذار) الماضي، وذلك بعد إصابة لاعب فريق كرة السلة تري تومبكينز بفيروس كورونا. ووفقاً لصحيفة «ماركا» أمس فإن الجهاز الطبي للنادي الملكي بقيادة نيكو ميهيتش يعمل على وضع استراتيجية احترازية خاصة للفريق تحسباً للعودة إلى التدريبات.
ولم تحدد السلطات الكروية الإسبانية أي موعد محتمل لاستئناف المنافسات المعلقة حتى إشعار آخر، وسيكون ذلك مرتبطاً بالدرجة الأولى بتطورات الظروف الصحية الراهنة لـ«كوفيد - 19» الذي تسبب بأكثر من 107 آلاف وفاة معلنة حتى مساء السبت.
وكان سوسييداد أعلن أمس الاتفاق مع لاعبيه على خفض رواتبهم بنسبة قد تصل إلى 20 في المائة، وذلك للتعامل مع التداعيات المالية التي تسبب به التوقف بسبب تفشي الفيروس، لا سيما لجهة انعدام إيرادات المباريات وتوقف عائدات البث التلفزيوني، ما يؤثر سلباً على موازنات الأندية.
وقال النادي الباسكي: «تم التوصل لاتفاق مع لاعبي فريق الرجال الأول لخفض رواتبهم بنسبة 20 في المائة في حال عدم استئناف البطولة (هذا العام)، و5 في المائة في حال استؤنف الموسم».
وأشار إلى أن هذا القرار الذي تم اتخاذه مع جميع الأطراف المعنية، يساعدنا على تجنب إجراءات قاسية بحق بقية موظفينا ويساعد على تحقيق التوازن بين الأهداف الاقتصادية للنادي في مواجهة انخفاض الدخل الذي يعاني منه بعد تعليق المسابقات.
وأضاف: «نعرب عن امتناننا للتفاهم والتعاون والكرم الذي أظهره الجميع»، كاشفاً في الوقت ذاته عن إعادة 20 في المائة من قيمة الاشتراكات السنوية لمشجعيه.
ويذكر أن سوسييداد تأهل إلى نهائي مسابقة كأس إسبانيا لمواجهة جاره الباسكي أتلتيك بلباو في موعد غير محدد حتى الآن. وانضم سوسييداد إلى فرق عدة أخرى، مثل برشلونة وغريمه ريال مدريد وجار الأخير أتلتيكو وإشبيلية وسلتا فيغو، في التوصل إلى اتفاق مع اللاعبين من أجل خفض الرواتب في هذا الوضع الصعب جداً.
ويأمل رئيس رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم خافيير تيباس أن يكون قرار الحكومة بفتح بعض النشاطات الاقتصادية خطوة لعودة عجلة الليغا للدوران نهاية الشهر المقبل بأحسن الأحوال، بعد أن أكد مراراً إلى أن إلغاء الموسم الكروي «ليس خياراً» نظراً للضربة الهائلة التي سيخلفها نقص الإيرادات بالنسبة للأندية، علماً بأن الخسارة ستبلغ 150 مليون يورو حتى لو نجحت الليغا بإنهاء الموسم مع حضور للجماهير.
وحذر تيباس الأندية الإسبانية من أنها قد تخسر ما يصل إلى مليار يورو (1.1 مليار دولار أميركي) بحال عدم إكمال الموسم، مما دفع مسؤولي كرة القدم في البلاد إلى البحث عن موعد متأخر لإنهاء الموسم الحالي.
قال تيباس: «السيناريوهات المختلفة التي كنا نتطلع إليها مع الاتحاد الأوروبي للعبة من أجل العودة تبدأ على الأرجح قبل نهاية مايو (أيار) أو بداية يونيو (حزيران)».
وتابع: «لا ننظر فقط إلى ما يحدث في إسبانيا... نهدف أن تتناسق مواعيد جميع البطولات في أوروبا كي تنتهي كل المسابقات في فترة واحدة».
وكان برشلونة، حامل اللقب في آخر موسمين، يتصدر بعد 27 مرحلة على بداية الدوري (من أصل 38)، بفارق نقطتين عن غريمه التاريخي ريال مدريد و11 نقطة عن إشبيلية الثالث.


مقالات ذات صلة

برشلونة يبحث بيع مقصورات كبار الشخصيات في «كامب نو» لجمع 200 مليون يورو

رياضة عالمية يسعى النادي إلى جمع الأموال في مناورة من شأنها أن تساعده على تسجيل داني أولمو وباو فيكتور (رويترز)

برشلونة يبحث بيع مقصورات كبار الشخصيات في «كامب نو» لجمع 200 مليون يورو

يبحث نادي برشلونة بيع مقصورات كبار الشخصيات في ملعب كامب نو الذي تم تجديده حديثاً في إطار التزامات لمدة 20 عاماً في خطوة لتسجيل لاعبي الفريق الأول في يناير.

The Athletic (برشلونة)
رياضة عالمية كيليان مبابي (أ.ب)

مبابي يلجأ إلى «تأديبية» رابطة المحترفين لحل نزاعه مع سان جيرمان

لجأ قائد المنتخب الفرنسي كيليان مبابي إلى اللجنة التأديبية في رابطة محترفي كرة القدم في بلاده من أجل البت في نزاعه المالي مع ناديه السابق باريس سان جيرمان.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية يأمل برشلونة أن يوقف نزف النقاط ويتمسك بصدارة الدوري الإسباني لكرة القدم (أ.ف.ب)

«لاليغا»: برشلونة لوقف نزف النقاط… والريال أمام اختبار شاق في الباسك

يأمل برشلونة أن يوقف نزف النقاط، ويتمسك بصدارة الدوري الإسباني لكرة القدم، حين يحل الثلاثاء ضيفاً على ريال مايوركا.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية كيليان مبابي (أ.ب)

ريال ومبابي يداويان الجراح القارية ويشددان الخناق على برشلونة

داوى ريال مدريد ونجمه الفرنسي كيليان مبابي جراحهما القارية بتشديد الخناق على برشلونة المتصدر بعد الفوز على الجار خيتافي 2-0 الأحد على ملعب «سانتياغو برنابيو».

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية دييغو مارتينيز (رويترز)

مدرب لاس بالماس: نقاط برشلونة مكافأة لنا مقابل العطاء

عبر دييغو مارتينيز مدرب لاس بالماس عن سعادته بالمجهود الجماعي الذي قدمه فريقه ليحقق فوزاً مفاجئاً 2 - 1 أمام برشلونة متصدر الدوري الإسباني لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».