السودان: قرارات بحل منظمة الدعوة الاسلامية ومصادرة أملاكها

استرداد عقارات بمليارات الدولارات

أرشيفية للرئيس السوداني المعزول عمر البشير خلال جلسة محاكمته (ا.ف.ب)
أرشيفية للرئيس السوداني المعزول عمر البشير خلال جلسة محاكمته (ا.ف.ب)
TT

السودان: قرارات بحل منظمة الدعوة الاسلامية ومصادرة أملاكها

أرشيفية للرئيس السوداني المعزول عمر البشير خلال جلسة محاكمته (ا.ف.ب)
أرشيفية للرئيس السوداني المعزول عمر البشير خلال جلسة محاكمته (ا.ف.ب)

استردت السلطات السودانية قرابة مائة وخمسين عقاراً مملوكة لقادة نظام الإسلاميين المعزول، حصلوا عليها بغير وجه حق، وحلت "منظمة الدعوة الإسلامية" وألغت تسجيلها في السودان، وقضت بأيلولة ممتلكاتها للحكومة السودانية.
وأعلنت لجنة تفكيك واجتثاث نظام الثلاثين من يونيو 1989، حل وإلغاء تسجيل "منظمة الدعوة الإسلامية" وإلغاء قانونها، واستردت عقارات حاز عليها قيادات إسلامية في النظام المعزول، تجاوز عددها مائة وأربعين عقار، حاز عليها بشكل غير مشروع قادة كبار في نظام الإنقاذ المعزول بثورة شعبية.
وحول نظام الرئيس المعزول "منظمة الدعوة الإسلامية" من منظمة دعوية إقليمية إلى واجهة لأنشطته السياسية، وتناقلت تقارير أن البيان الأول للإنقلاب تم تسجيله داخل استديوهاتها، ما دفع عدد من الدول الإسلامية المؤسسة للمنظمة للتخلي عنها.
وقال عضو لجنة تفكيك وإزالة الفساد وتمكين النظام المعزول طه عثمان، في مؤتمر صحافي بثته وكالة الأنباء الرسمية "سونا" أمس، إن اللجنة صادرت 99 عقاراً مسجلاً باسم وزير الخارجية الأسبق، علي أحمد كرتي، وتجري تحريات وتقصي بشأن 343 من قطع الأراضي الأخرى مسجلة باسمه وأسماء أقاربه، وأضاف: "هذه العقارات والأراضي، خصصت لهم من قبل الحكومة دون وجود عقودات شراء".
ويعد علي كرتي، الذي شغل في وقت سابق منصب وزير الخارجية، أحد قيادات الإسلاميين البارزة والمؤثرة، وترجح التقارير أنه من يقود تنظيم الإسلاميين منذ الإنقلاب ويشرف على تمويله، وتعد مصادرة أملاكه العقارية ضربة موجعة للإسلاميين السودانيين.
ووفقاً لعثمان، استردت لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو (حزيران) 1989، 33 عقاراً مملوكة لحاكم ولاية الخرطوم الاسبق، هاشم عثمان الحسين، و22 عقار باسم والي الخرطوم ووزير الزراعة الأسبق عبد الحليم المتعافي.
وقال عضو اللجنة وجدي صالح في ذات المؤتمر الصحافي، إن القرار قضى بحجز أموال وأصول وممتلكات منظمة الدعوة الإسلامية، ومصادرة جميع شركاتها وإستثماراتها التجارية وفروعها داخل وخارج البلاد، وأضاف: "يشمل القرار أيضاً إلغاء تسجيل جميع أسماء العمل والشركات التابعة للمنظمة وفروعها في عدد من البلدان".
وكشفت لجنة التفكيك عن وضع يدها على أكثر من 300 ألف عقار وأراض مملوكة لمنسوبي النظام المعزول، وذلك في أعقاب توافق بين المدنيين والعسكريين في السلطة الانتقالية السودانية، بمنح لجنة التفكيك صلاحيات واسعة لاتخاذ القرارات الحاسمة منإجتثاث فساد النظام المعزول.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».