انقلابيو اليمن يصعّدون عملياتهم العسكرية في ست جبهات

عناصر مسلحة من القبائل الموالية لجماعة الحوثي (أ.ف.ب)
عناصر مسلحة من القبائل الموالية لجماعة الحوثي (أ.ف.ب)
TT

انقلابيو اليمن يصعّدون عملياتهم العسكرية في ست جبهات

عناصر مسلحة من القبائل الموالية لجماعة الحوثي (أ.ف.ب)
عناصر مسلحة من القبائل الموالية لجماعة الحوثي (أ.ف.ب)

اتهم الجيش اليمني جماعة الحوثيين الانقلابية بالتصعيد على ست جبهات قتالية رغم إعلان وقف إطلاق النار من قبل تحالف دعم الشرعية والحكومة اليمنية من جانب واحد والذي دخل حيز التنفيذ، الخميس الماضي لمدة أسبوعين قابلين للتمديد.
وأكدت المصادر الرسمية للجيش اليمني أنه منذ الساعات الأولى من سريان دعوة وقف إطلاق النار نفذت ميليشيات الحوثي الانقلابية عددا من الهجمات على مواقع قوات الجيش اليمني في جبهات البيضاء والجوف ومأرب ونهم وتعز ولحج، مستغلة وقف إطلاق النار لتعزيز مواقعها.
وقال المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية إن «الجيش الوطني أفشل محاولة لميليشيات الحوثي زرع ألغام وعبوات متفجّرة في مناطق شرق مدينة الحزم بمحافظة الجوف، في إطار مساعيها لاستغلالها وقف إطلاق النار بحفر الخنادق وبناء التحصينات وزراعة الألغام».
وأشار إلى أن «قوات الجيش أفشلت هجوما شنته ميليشيات الحوثي الانقلابية على معسكر الخنجر بمديرية خب الشعف، شمال الجوف، بدأته مساء الخميس حتى فجر الجمعة، ضمن خروقاتها ومحاولاتها استغلال وقف إطلاق النار».
وأضاف المركز في بيان له أن «قوات الجيش الوطني أفشلت هجمات شنّتها ميليشيات الحوثي الانقلابية على مواقع في صرواح والمشجح وهيلان غرب مأرب، بدأتها ليل الخميس - الجمعة، في محاولة منها لاستغلال التزام الجيش الوطني بوقف إطلاق النار».
وذكر أن «ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران قامت بمهاجمة مواقع الجيش الوطني في منطقة صلب بمديرية نهم، شرق صنعاء، وشنت قصفها على منطقة نجد العتق بعد ساعات من سريان الهدنة، فيما قامت قوات الجيش بصد وإفشال تلك المحاولة البائسة والرد على الاعتداءات وأجبرت عناصر العدو على الفرار».
وتزامن ذلك مع إفشال قوات الجيش هجوما حوثيا، الجمعة، على محيط جبل «هان» والصياحي ووادي حذران غرب مدينة تعز بعد استقدام الجماعة الحوثية الانقلابية تعزيزات، بشرية ومعدات قتالية، إلى المنطقة ضمن خروقاتها، وفق ما ذكره المركز الإعلامي للجيش.
وقال المركز إن «ميليشيات الحوثي شنت هجوما على مواقع الجيش بعد ساعات من استقدامها تعزيزات بشرية من صعدة وحجة وذمار، مستغلة مبادرة وقف إطلاق النار».
وفي البيضاء، ذكر المركز أن ميليشيات الحوثي شنت قصفا عشوائيا على مناطق قانية بالمدفعية الثقيلة ومواقع الجيش شمال البيضاء بعد ساعات من استقدامها تعزيزات إلى المنطقة، مستغلّة الهدنة التي أعلنها تحالف دعم الشرعية، والتزمت بها قوات الجيش الوطني فضلا عن دفع الجماعة الحوثية بتعزيزات إلى معسكر الشيرة واستعدادها لمهاجمة مواقع الجيش في جبهة الملاجم.
وفي جبهة صرواح غرب مأرب، قال المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية في بيانه، إن «ميليشيات الحوثي تواصل استهداف مواقع الجيش الوطني في جبهة صرواح بالأسلحة المتوسطة وتواصل حشد المسلحين إلى الجبهة لاستهداف مواقع الجيش في صرواح وهيلان والمشجح بالمدفعية والصواريخ الموجهة، والأعيرة النارية».
وفي حين أكد الجيش اليمني أن ميلشيات الحوثي أرسلت، 3 طائرات مسيرة في صرواح قبل أن يتم تدميرها، كانت أعلنت القوات المشتركة، مساء الخميس، إسقاط طائرة مسيرة حوثية في مديرية التحيتا جنوب الحديدة.
وقال مصدر عسكري في القوات المشتركة إن «قوات لواء النقل العام المرابطة في المديرية تمكنت من إسقاط طائرة مسيرة كانت تحلق في سماء المنطقة».
وفي لحج، جنوب البلاد، قال الجيش الوطني إن «ميليشيات الحوثي الانقلابية قصفت مواقع الجيش الوطني في جبل الكوكب بمديرية القبيطة، شمالا، وشنت قصفاً عشوائياً على منازل المواطنين في قرى أريام وعنفات بالمديرية نفسها، مستغلة التزام الجيش الوطني بوقف إطلاق النار».
إلى ذلك، استهدفت الميليشيات الحوثية، الخميس، مخيمات النازحين في مديرية رازح بمحافظة صعدة، بقصف مدفعي وصاروخي بعد ساعات من استجابة الحكومة والجيش لدعوة وقف إطلاق النار.
ونقلت وكالة «سبأ» عن مدير المركز الإعلامي في اللواء السادس حرس حدود العقيد حسين الشدادي، قوله إن «الميليشيا الحوثية قصفت النازحين بعشرات الصواريخ والمدافع طويلة المدى في منطقة الأزهور بمديرية رازح في محافظة صعدة».
وأشار إلى أن «الاستهداف جاء بعد يوم واحد من توزيع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مساعدات إغاثية وإيوائية للنازحين الهاربين من بطش الميليشيا الإرهابية المدعومة إيرانياً، مخترقين جميع الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية المحرمة لاستهداف النازحين والمدنيين».
وكان وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محمد علي المقدشي، عقد الخميس في مأرب اجتماعا استثنائياً بحضور رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن صغير بن عزيز، وضم عدداً من قادة المناطق العسكرية، لمناقشة المستجدات الميدانية في مختلف الجبهات.
ووقف الاجتماع - بحسب المصادر الرسمية - على اعتداءات الميليشيا الحوثية المتمردة وما قامت به من قصف مدفعي وصاروخي على مواقع الجيش الوطني بعد الساعات الأولى من سريان الهدنة.
وأكد الاجتماع أن الوحدات العسكرية ستظل تحتفظ بحق الدفاع والرد على أي اعتداءات وستقوم بواجباتها في حماية المواطنين والمصالح العامة والخاصة وعدم السماح للميليشيا بتعريضهم للخطر.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».