إسرائيل توثّق زيارة مسؤول عسكري سوري مواقع «حزب الله» في الجولان

نقطة عسكرية إسرائيلية في هضبة الجولان تم تصويرها من بلدة القنيطرة السورية
نقطة عسكرية إسرائيلية في هضبة الجولان تم تصويرها من بلدة القنيطرة السورية
TT

إسرائيل توثّق زيارة مسؤول عسكري سوري مواقع «حزب الله» في الجولان

نقطة عسكرية إسرائيلية في هضبة الجولان تم تصويرها من بلدة القنيطرة السورية
نقطة عسكرية إسرائيلية في هضبة الجولان تم تصويرها من بلدة القنيطرة السورية

رغم تقديرات في تل أبيب بأن إيران خفضت من نشاطها في سوريا، في أعقاب انتشار فيروس «كورونا»، نشرت إسرائيل، أمس، شريطي فيديو، وثقت فيهما نشاطات عسكرية للميليشيات التابعة لطهران، أحدها في الجنوب، أي في الجولان الشرقي، والثاني في الشمال، عند مطار شعيرات قرب حمص، الذي تم قصفه، في نهاية الشهر الماضي، ويجري الآن ترميمه.
وقد نشر الشريط الأول، الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، وفيه يوثق زيارة قام بها قائد الفيلق الأول في الجيش السوري، اللواء علي أحمد أسعد، في جولة بين مواقع «حزب الله» في الجهة الشرقية من هضبة الجولان السورية، وأضاف تغريدة على «تويتر» يحذر فيها من تموضع الحزب في سوريا.
ويبدو من الشريط أن تصويره تم من الجانب المحتل من الجولان. ظهر فيه اللواء أسعد، الذي بدأ مهام منصبه مؤخراً، برفقة مجموعة من مسلحي «حزب الله»، وفي مقدمتهم قائد قيادة الجنوب في الحزب الحاج هاشم، وهم يتصافحون ويتحدثون.
وكتب أدرعي على «تويتر» و«فيسبوك»، أمس (الجمعة)، بلغة عربية ركيكة، يقول: «حتى في زمن (كورونا)، قائد الفيلق الأول في الجيش السوري يواصل مساندة منظمة (حزب الله) الإرهابية بالتموضع في منطقة هضبة الجولان. في هذا الشريط الذي نكشفه اليوم (أمس) يظهر قائد الفيلق الذي بدأ مهام منصبه مؤخراً، اللواء علي أحمد أسعد، في جولة شملت التنقل بين المواقع المعروفة باستخدامها من قبل (حزب الله)، برفقة قائد قيادة الجنوب في الحزب الحاج هاشم».
ويضيف: «يهدف تموضع (حزب الله) في سوريا عامة وفي الشق السوري من هضبة الجولان خاصة لخلق بنية إرهابية ضد دولة إسرائيل بتعاون ورعاية النظام السوري. لن نحتمل هذا التموضع. سيبقى وسيواصل النظام السوري مسؤولاً عن أي نشاط تخريبي سينطلق من أراضيه. وأعذر من أنذر».
أما الشريط الثاني، فنشرته شركة «إيماجسات» التابعة للصناعات الجوية الإسرائيلية العسكرية، لكنها تعمل كشركة هولندية متخصصة في التقاط الصور من قمرين صناعيين تمتلكهما. ووثق الشريط أعمال الترميم التي يقوم بها سوريون في الأيام الأخيرة في مطار شعيرات، بعدما كان تعرض لـ6 - 7 غارات جوية في نهاية شهر مارس (آذار) الماضي. وقد نسبت هذه الغارات إلى سلاح الجو الإسرائيلي، لكن إسرائيل لم تؤكد ولم تنفِ علاقتها بالموضوع. وفي يوم أمس، عقبت مصادر عسكرية في تل أبيب على الشريط بالقول إن «القصف هذه المرة لم يستهدف مخازن أسلحة إيرانية في سوريا، بل شل عمل المطار في رسالة موجهة إلى إيران تقول إنه في زمن (كورونا)، ينبغي التوقف عن نقل الأسلحة».
وكانت مصادر عسكرية في تل أبيب أشارت، فقط قبل يومين، إلى أن «النشاط الإيراني في سوريا انخفض بدرجة كبيرة في الأيام الأخيرة، بل بات قريباً من الجمود، على ما يبدو بسبب (كورونا)». ونقلت القناة 12 للتلفزيون الإسرائيلي عن مصدر عسكري قوله إن «الجيش السوري أغلق جميع المعابر الحدودية في إطار مكافحته انتشار (كورونا). ويبدو أن اتساع انتشار الفيروس في إيران بشكل يزيد عن انتشاره في كل دول المنطقة، وضع الإيرانيين في قفص الاتهام بنقل العدوى. فقرر الإيرانيون تخفيض وجودهم وتحركاتهم حتى لا يثيروا الغضب عليهم بين الناس».
لكن هذه المصادر لم تستبعد تجدد هذا النشاط في أي وقت، وقالت: «طهران لم تتنازل عن هدفها الاستراتيجي في تعزيز وجودها في سوريا، وما زالت تستخدم بذلك ميليشياتها بمختلف أشكالها، وفي مقدمتها (حزب الله) اللبناني، وهي تقيم مواقع لها على مقربة من الحدود مع إسرائيل».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.