هكذا يعيش سكان طرابلس بعد انقطاع المياه والكهرباء

ظلام تام من العاصمة إلى سبها... واتهامات بـ«تعمد تعطيش» السكان

TT

هكذا يعيش سكان طرابلس بعد انقطاع المياه والكهرباء

انشغل مواطنون في جُلّ مناطق العاصمة الليبية طرابلس عن متابعة أخبار الحرب، وأصوات القصف العشوائي للصواريخ، بشراء جالونات المياه العذبة، بعد انقطاعها عن منازلهم قبل ثلاثة أيام، بالإضافة إلى تعرض غالبية مناطقها إلى إظلام تام، بعد تعطل التيار الكهربائي، في وقت تتصاعد فيه تهديدات تفشي فيروس «كورونا» في البلاد.
وعمّ أمس إظلام تام في المنطقتين الغربية والجنوبية للبلاد، منذ الساعات الأولى، واتهمت عملية «بركان الغضب»، التابعة لحكومة «الوفاق»، ما سمّتها «ميليشيات حفتر»، القائد العام للجيش الوطني، بـ«إغلاق صمام خط الغاز بمنطقة سيدي السائح، الذي يغذّي محطات توليد الكهرباء في المنطقة الغربية، بعد أيام من إقفالها لصمامات مياه النهر الصناعي المغذية للمنطقة الغربية، بهدف معاقبة المواطنين، إلى جانب إيقافها إنتاج وتصدير النفط حتى تجاوزت الخسائر 4 مليارات دولار».
وقال عبد المنعم الحر، الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، المقيم بمدينة الخمس شرق العاصمة، لـ«الشرق الأوسط»: «نعاني منذ أيام من انقطاع المياه والكهرباء... واليوم اشتريت خزان ماء وأفرغته بالخزان الجوفي لمنزلي».
وكانت الشركة العامة للكهرباء قد أوضحت أول من أمس، أن «مجموعة مجهولة أغلقت خط الغاز بمنطقة سيدي السائح»، وحذرت من أن «استمرار قفل الصمام سيسبب عجزاً كبيراً في إنتاج الطاقة الكهربائية، وبالتالي سيتم اللجوء إلى طرح الأحمال اليدوية للمحافظة على سلامة واستقرار الشبكة الكهربائية».
ومع تصاعد شكاوى المواطنين، أمس، قالت الشركة العامة للكهرباء إن «قفل صمام خط الغاز لبعض وحدات التوليد في المنطقة الغربية أدى إلى توقف العديد من وحدات التوليد، وفقد نحو ألف ميغاواط نتج عنه إظلام تام في الجناحين الغربي والجنوبي». مشيرةً إلى أن هذا الإجراء أدى إلى وقف التغذية الكهربائية عن كثير من المناطق، ورأت أن هذا الوضع المأساوي «سيستمر إلى حين فتح الصمام وتغذية كامل الوحدات بالغاز الطبيعي، كما هو معتاد».
وإلى جانب انقطاع التيار الكهربائي، تعاني طرابلس وغالبية مدن الغرب الليبي منذ يومين من انقطاع المياه، في عملية تراها قوات السراج «تعطيشاً متعمداً» من قِبل قوات «الجيش الوطني»، ضمن أساليب الحرب الجانبية.
وقال رائف السعيدي، المقيم في حي الزهور بمدينة طرابلس، إن المياه لا تزال منقطعة عن العاصمة منذ ثلاثة أيام، مع فصل تيار الكهرباء، وتحدث عن «رفض وتعنت المجموعات المسلحة» التي أغلقتها في فتح منظومة النهر، قبل أن يشير إلى معركة تعطيش لمواطني طرابلس.
ورغم إعلان إدارة جهاز «النهر الصناعي»، أمس، عن عودة مياه الشرب، جزئياً، إلى بعض المناطق، فإنها «توقعت انقطاعها مرة ثانية عن العاصمة، نظراً لاستمرار اقتحام مسلحين لمحطة التحكم بالتدفق بالشويرف».
وقالت إدارة الجهاز إنه لظروف فنية «تعذر غلق صمامات التحكم بالتدفق بموقع الشويرف بنسبة 100%، ما تسبب في تسرب المياه من أحد الصمامات من القاطع الجنوبي لأنابيب النقل، التي ما زالت ممتلئة بالمياه عبر المسار الأوسط إلى خزان الموازنة بترهونة، وحدوث فيضان للمياه بالخزان، وهو ما استوجب تشغيل مضخة بمحطة الضخ لتصل المياه إلى بعض مناطق مدينة طرابلس أمس».
وتوقع الجهاز انقطاع المياه عن طرابلس من جديد عند نفاد حجم المياه بخزان الموازنة، مؤكداً استمرار رفض المجموعة المسلحة، التي اقتحمت موقع محطة التحكم بالشويرف في السادس من أبريل (نيسان) الجاري، إعادة التشغيل، وضخ المياه إلى المدن ومناطق الاستهلاك إلى حين تحقق مطالبهم الشخصية والفئوية، مشيرةً إلى استمرار تهديد المجموعة بقوة السلاح للعاملين بموقع محطة التحكم بالتدفق. إلا أنه أوضح وجود جهود تُبذل من بعض «الجهات والخيّرين للتفاوض مع بلدية الشويرف للوصول إلى تسوية، وإنهاء هذه الأزمة، وإعادة التشغيل وضخ المياه للمدن والمناطق».
ولم تكن مدن الغرب الليبي بمنأى عن معاناة سكان طرابلس، حيث اشتكى المواطنون هناك من انقطاع مياه الشرب والتيار الكهربائي، مما عمّق أزمتهم الممتدة منذ سنوات، بالتوازي مع ارتفاع أسعار الوقود وغاز الطهي.
وقال على إمليمدي، الذي يعمل محامياً وينتمي إلى مدينة سبها (جنوب)، إنه إلى جانب انقطاع التيار فإن المواطنين هناك «يعيشون معاناة بسبب ارتفاع أسعار أسطوانات غاز الطهي والوقود»، موضحاً أن التيار الكهرباء «ينقطع لمدد طويلة تصل إلى 9 ساعات في المرة الواحدة... وفور خروج محطة طرابلس (بلاك أوت)، فإن محطة (أوباري) الغازية تخرج هي الأخرى بالتبعية لأنها لا تتحمل الضغط عليها».
وأوضح إمليمدي لـ«الشرق الأوسط» أمس، أنه «رغم أن المواطنين تعودوا على ذلك، وأصبحوا يلجأون إلى المولدات الصغيرة لتعويض انقطاع التيار فإن المشكلة تظل أن الغالبية تستخدم الكهرباء في طهي الطعام، نظراً لارتفاع أسعار أسطوانات الغاز المنزلي (...) وجُلّ مواطني الجنوب عادوا إلى طهي الطعام باستخدام الحطب، بعد ارتفاع سعر الأسطوانة إلى 300 دينار، ما يعادل 62 دولاراً، بينما تُقدر في طرابلس وبنغازي من 3 إلى 5 دنانير».
وزاد إمليمدي موضحاً: «لقد سجل الوقود في السوق السوداء بمدن الجنوب دينارين ونص الدينار للتر، بينما وصل في طرابلس وبنغازي إلى 15 درهماً للتر. لكنّ المحطات ليس بها وقود، ولو توفر فإنه يتحتم عليك الانتظار في طوابير تمتد كيلومترات في ظل زحمة كبيرة ومشكلات، هذا بالإضافة إلى انعدام السيولة النقدية في المصارف».



السيطرة على حريق في خط بترول شمال القاهرة

حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)
حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)
TT

السيطرة على حريق في خط بترول شمال القاهرة

حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)
حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)

سيطرت قوات الحماية المدنية المصرية على حريق في خط «ناقل لمنتجات البترول»، بمحافظة القليوبية (شمال القاهرة)، الثلاثاء، فيما أعلنت وزارة البترول اتخاذ إجراءات احترازية، من بينها أعمال التبريد في موقع الحريق، لمنع نشوبه مرة أخرى.

وأسفر الحريق عن وفاة شخص وإصابة 8 آخرين نُقلوا إلى مستشفى «السلام» لتلقي العلاج، حسب إفادة من محافظة القليوبية.

واندلع الحريق في خط نقل «بوتاجاز» في منطقة (مسطرد - الهايكستب) بمحافظة القليوبية، فجر الثلاثاء، إثر تعرض الخط للكسر، نتيجة اصطدام من «لودر» تابع للأهالي، كان يعمل ليلاً دون تصريح مسبق، مما تسبب في اشتعال الخط، حسب إفادة لوزارة البترول المصرية.

جهود السيطرة على الحريق (محافظة القليوبية)

وأوضحت وزارة البترول المصرية أن الخط الذي تعرض للكسر والحريق، «ناقل لمُنتَج البوتاجاز وليس الغاز الطبيعي».

وأعلنت محافظة القليوبية السيطرة على حريق خط البترول، بعد جهود من قوات الحماية المدنية وخبراء شركة أنابيب البترول، وأشارت في إفادة لها، الثلاثاء، إلى أن إجراءات التعامل مع الحريق تضمنت «إغلاق المحابس العمومية لخط البترول، وتبريد المنطقة المحيطة بالحريق، بواسطة 5 سيارات إطفاء».

وحسب بيان محافظة القليوبية، أدى الحريق إلى احتراق 4 سيارات نقل ثقيل ولودرين.

وأشارت وزارة البترول في بيانها إلى «اتخاذ إجراءات الطوارئ، للتعامل مع الحريق»، والتي شملت «عزل الخط عن صمامات التغذية، مع تصفية منتج البوتاجاز من الخط الذي تعرض للكسر، بعد استقدام وسائل مخصصة لذلك متمثِّلة في سيارة النيتروجين»، إلى جانب «الدفع بفرق ومعدات إصلاح الخط مرة أخرى».

ووفَّرت وزارة البترول المصرية مصدراً بديلاً لإمدادات البوتاجاز إلى محافظة القاهرة من خلال خط «السويس - القطامية»، وأكدت «استقرار تدفق منتجات البوتاجاز إلى مناطق التوزيع والاستهلاك في القاهرة دون ورود أي شكاوى».

وتفقد وزير البترول المصري كريم بدوي، موقع حريق خط نقل «البوتاجاز»، صباح الثلاثاء، لمتابعة إجراءات الطوارئ الخاصة بـ«عزل الخط»، وأعمال الإصلاح واحتواء آثار الحريق، إلى جانب «إجراءات توفير إمدادات منتج البوتاجاز عبر خطوط الشبكة القومية»، حسب إفادة لوزارة البترول.

تأتي الحادثة بعد ساعات من إعلان وزارة الداخلية المصرية القبض على تشكيل عصابي من 4 أفراد قاموا بسرقة مواد بترولية من خطوط أنابيب البترول، بالظهير الصحراوي شرق القاهرة. وقالت في إفادة لها مساء الاثنين، إن «إجمالي المضبوطات بلغ 3 أطنان من المواد البترولية، و25 ألف لتر سولار».