واحدة من أكثر اللحظات المفصلية في حياة الأطباء قبل أن يمارسوا مهنتهم بعد تخرجهم في الجامعات، هي تأدية القسم الأخلاقي؛ ما يعرف بـ«قسم أبقراط»، الذي يرسم إطار معاملتهم مع المرضى، والتزامهم بالمعايير الأخلاقية؛ من حفظ لخصوصية المرضى وتأدية لواجبهم.
منذ يناير (كانون الثاني) الماضي؛ تحديداً بعد أن بدأ فيروس «كورونا (كوفيد19)» ينتشر حول العالم، كانت المهنة الأكثر خطراً على حياة ممارسها هي مهنة الطب؛ حيث الفيروس الذي لا يُرى بالعين ويصيب الأشخاص دون علمهم. في ذلك الوقت، استُنفرت معظم الدول واستعدت للخطر الآتي إليها، حيث يوجد في هذه الدول أطباء من مختلف دول العالم، ومنهم أطباء سعوديون.
وتفاقمت الأزمة في مختلف دول العالم، ووصلت الإصابات إلى عشرات الآلاف؛ ودول تجاوزت مئات الآلاف. ورغم أن الحكومة السعودية أتاحت لجميع مواطنيها العودة في حال رغبوا في ذلك، فإن الأطباء السعوديين الذي ينتشرون عبر القارات للعمل في مستشفيات، أو للتعلم والحصول على درجات أعلى في تخصصهم مثل برامج الزمالة، فضّلوا عدم العودة، والتزامهم بالقسم الذي أَدَّوه، ومكافحة الفيروس مهما كان الثمن.
يتجاوز عدد الأطباء السعوديين الذين ينتشرون خارج السعودية ألف طبيب؛ في أميركا وكندا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا... وغيرها من الدول، وبرز منهم مؤخراً الأطباء في فرنسا وألمانيا الذين يصل عددهم إلى 930 طبيباً وطبيبة.
في فرنسا؛ يشارك نحو 280 طبيباً سعودياً في 35 تخصصاً مختلفاً في مكافحة (كوفيد19)، وذلك خلال وجودهم في مختلف المناطق هناك ضمن برنامج الزمالة الطبية الفرنسي. بينما في ألمانيا؛ قرر 650 طبيباً سعودياً يعملون في المستشفيات الألمانية، البقاء ومواجهة الجائحة، مؤكدين التزامهم بالقسم الأخلاقي. بورغ راناو، السفير الألماني في الرياض، قال في تغريدة نشرها حساب السفارة الألمانية على «تويتر»: «أودّ أن أشكر 650 طبيباً سعودياً في المستشفيات الألمانية، فهم شركاؤنا في مكافحة (كوفيد19)، ويستحقون منا خالص التقدير»، وكان السفير الألماني أكد أن السعوديين أكثر من شركاء، حيث وصفهم بأنهم «رفقاء درب» لمحاربة وباء «كوفيد19».
حديث السفير الألماني يأتي في وقت يبتزّ فيه بعض الدول بعضاً، تحت ما تعرف بـ«دبلوماسية الوباء»، عبر إرسال فرق طبية بمقابل، أو ترك بعض الدول لحلفائها، وقصر دورهم محلياً، بعكس ما يحدث من الأطباء السعوديين خارج السعودية.
طبابة لا تعرف الحدود... سعوديون عبر القارات لمواجهة «كوفيد ـ 19»
أكثر من ألف طبيب أكدوا التزامهم قسم «أبقراط»
طبابة لا تعرف الحدود... سعوديون عبر القارات لمواجهة «كوفيد ـ 19»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة