> الفيلم: Klaus
> إخراج: سيرجيو بابلوس
> تحريك | الولايات المتحدة 2020
> تقييم الناقد: (ممتاز)
إذا ما بدا «كلاوس» شبيهاً، صوتاً وصورة، بفيلم أميركي من صنع ديزني أو دريمووركس، فهذا يعود إلى أن المخرج سيرجيو بابلوس مارس فن الأنيميشن عندما كان يعمل لحساب ديزني في التسعينات. بعدها ساهم في كتابة ورسم Despicable Me والآن ينجز فيلمه الأول «كلاوس» الذي ينتمي إلى الرسوم المتحركة في أسلوبها الأميركي أكثر من انتمائه إلى أي أسلوب آخر.
ليس فقط لأن الفيلم ناطق بـ«الأميركية» (نسبة للّهجة وليس للّغة وحدها) وأبطاله من الممثلين الأميركيين (يتقدّمهم جاسون شوارتزمان وج. ك. سيمونز)، بل كذلك بسبب أسلوب العمل التقني وطبيعة الحركة السلسة والخاطفة كما نظراً لموسيقى ألفونسو ف. أغويلار التي تشبه تلك التي يكتبها جون ويليامز وهانز زيمر لأفلامهما.
تتضافر الجهود هنا لخلق فيلم أطفال بديع وسريع يحكي قصّة شاب اسمه جسبر (شوارتزمان) يرسله والده إلى جزيرة قاصية كساعي بريد. يفاجأ جسبر بالمكان ووحشته وعداوة سكّانه والكوخ الحقير الذي عليه أن يعيش فيه. وهناك مشهد متقن لوصول جسبر للبلدة والاستقبال المريع الذي لاقاه. بعد أيام قليلة يتعرف على رجل ضخم اسمه كلاوس يعيش منعزلاً لكنه يحمل قلباً من ذهب. حالما يدرك كلاوس أن أطفال البلدة محرومون من الدمى والألعاب ينبري للتبرع لهم بمساعدة جسبر الذي يصبح صلة الوصل بين الأطفال المحرومين كذلك من الدراسة. ذلك لأن المدرّسة ألفا (رشيدة جونز) عزفت عن التعليم وافتتحت لنفسها «مسمكة». تدريجياً تتأثر ألفا برغبة الأطفال في التعلّم وتعود مجدداً إلى عملها الأول. والتغيير لا يشمل الأولاد والمعلمة فقط، بل كل أهل البلدة الذين كانوا منقسمين إلى قبيلتين كل منهما تعادي الأخرى.
تم إنتاج «كلاوس» تحت غطاء توفير فيلم أنيميشن لموسم عيد الميلاد، وهذه الغاية ملحوظة وناجحة بحد ذاتها مع مشاهد تذكّر بشخصية «سانتا كلاوز» من دون أن يكون الفيلم إعادة لأي حكاية سابقة في هذا المضمار. وما هو بديع بالفعل تلك الحيوية الطاغية والألوان المشبعة بالاختلافات من مشهد لآخر من دون إقحام. تبدو بعض المشاهد كما لو كانت رسوماً زيتية مع بعض التأثر بأسلوب تيم بيرتون في هذا الخصوص. وفي مجمله، ورغم بعض الأحداث المتوقعة سلفاً، يبقى «كلاوس» عملاً أنجح من كثير من الأفلام الكرتونية الأخرى على كل صعيد يمكن التفكير به.