هنية يؤكد استعداد «حماس» لإنجاز صفقة تبادل

الحركة تدعو إسرائيل إلى «التقاط الفرصة» وتحذّر من «بروباغندا»

شاب من غزة بوجه الجندي الإسرائيلي الأسير شاؤول آرون خلال مظاهرة في 2017 (رويترز)
شاب من غزة بوجه الجندي الإسرائيلي الأسير شاؤول آرون خلال مظاهرة في 2017 (رويترز)
TT

هنية يؤكد استعداد «حماس» لإنجاز صفقة تبادل

شاب من غزة بوجه الجندي الإسرائيلي الأسير شاؤول آرون خلال مظاهرة في 2017 (رويترز)
شاب من غزة بوجه الجندي الإسرائيلي الأسير شاؤول آرون خلال مظاهرة في 2017 (رويترز)

قال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، إنه يمكن إنجاز صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل إذا استجابت لمتطلبات ذلك.
وأضاف هنية في اتصال هاتفي أجراه مع المبعوث الخاص لرئيس الاتحاد الروسي لـ«الشرق الأوسط» والبلدان الأفريقية، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، أن حركته «مصممة على الإفراج عن الأسرى في إطار التبادل الذي يمكن إنجازه في حال استجاب قادة إسرائيل لمتطلبات ذلك».
ولم يوضح هنية ما هي المتطلبات، لكن الحركة طالما طرحت الإفراج عن جميع أسرى الصفقة السابقة الذين اعتقلوا لاحقا، قبل البدء في مفاوضات لصفقة جديدة.
ويتطلع الطرفان إلى إنجاز صفقة شاملة. وأكدت حماس أمس أنها «ستتعامل بشكل مسؤول مع أي استجابة فعلية وحقيقية لمبادرة قائدها في غزة يحيى السنوار حول ملف تبادل الأسرى مع إسرائيل».
وقال الناطق باسم الحركة حازم قاسم «نؤكد على مبادرة قائد الحركة في قطاع غزة يحيى السنوار بخصوص الجنود الأسرى لدى كتائب القسام بإطلاق الاحتلال سراح عدد من الأسرى من كبار السن والنساء والمرضى والأطفال، مقابل أن يقدم القسام خطوة إيجابية». وأضاف أن «الكرة في ملعب الاحتلال باتخاذ خطوات عملية».
تصريحات هنية وقاسم جاءت بعدما استجاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشكل مبدئي، لدعوة السنوار لتحريك ملف الأسرى لدى الطرفين. وأعربت الحكومة الإسرائيلية عن استعدادها البدء بمحادثات غير مباشرة مع حركة حماس، لإبرام اتفاق يُفضي إلى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.
وجاء في بيان صادر عن رئاسة الحكومة الإسرائيلية، أن «منسق شؤون الأسرى والمفقودين الإسرائيلي يارون بلوم وطاقمه، مع هيئة الأمن القومي الإسرائيلية، والأجهزة الأمنية، مستعدون للعمل بشكل بناء، من أجل استعادة القتلى والمفقودين في قطاع غزة، وإغلاق هذا الملف، ويدعون إلى بدء حوار فوري من خلال الوسطاء».
لكن عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى دودين وهو مسؤول ملف الأسرى حذر في بيان من أن يكون «نتنياهو يدير بروباغندا إعلامية» قائلا إن «آخر ما يهمه هو استرجاع الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، وهو لا يفعل شيئا على أرض الواقع».
وحذر القيادي في حماس سلطات الاحتلال من أن الفرص «لا تأتي دوما» وقال: «نحذر الاحتلال من أن الفرص لا تأتي دوماً، وقد يضطر إلى التفاوض في ظروف أعقد بكثير، ونحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن حياة كل أسير فلسطيني».
وأضاف دودين في البيان «الاحتلال يعرف ما المطلوب، وهذا لا يُطرح عبر الإعلام، والمقاومة كانت دائماً مستعدة لصفقة تبادل، والتعطيل كان من طرف الاحتلال».
وأردف: «المرونة الجزئية مرهونة بمدى تعاطي الاحتلال معها، ومدى ما يمكن أن يقدمه في هذه القضية، وهل سيضيع الفرصة كما حدث في المرات السابقة، أم سيتعاطى بجدية».
وفشلت جولات كثيرة سابقة في إحراز أي تقدم لإنجاز صفقة تبادل، في ظل أن إسرائيل لم تدفع الثمن المطلوب لإنجاز صفقة جديدة، وهو إطلاق سراح المحررين في الصفقة السابقة التي عرفت بصفقة شاليط عام 2011، ممن أعادت اعتقالهم.
وكان السنوار، أعلن الخميس، استعداد حركته تقديم «مقابل جزئي» لإسرائيل، مقابل أن تفرج عن معتقلين فلسطينيين. وأضاف في مقابلة متلفزة أجراها السنوار مع فضائية «الأقصى» التابعة للحركة: «هناك إمكانية أن تكون مبادرة لتحريك الملف (تبادل الأسرى) بأن يقوم الاحتلال الإسرائيلي بعمل طابع إنساني أكثر منه عملية تبادل، بحيث يطلق سراح المعتقلين الفلسطينيين المرضى والنساء وكبار السن من سجونه، وممكن أن نقدم له مقابلاً جزئياً».
ولم يوضح السنوار ما المقابل الجزئي، لكن ذلك يمكن أن يشمل تقديم معلومات حول حقيقة أن الجنود في غزة أحياء أو أموات وقد يتضمن إطلاق سراح مدنيين. وهذا لا يشمل الصفقة النهائية. وأكد السنوار أن المقابل الكبير لصفقة تبادل الأسرى هو ثمن كبير يجب أن يدفعه الاحتلال.
وجاء حديث السنوار بعد قليل من حديث وزير الدفاع الإسرائيلي، نفتالي بنيت، الذي أعلن رفضه تقديم مساعدات لمكافحة كورونا في قطاع غزة، إذا لم يحرروا المحتجزين الإسرائيليين. وربطت إسرائيل أي مساعدات يتم تقديمها في المستقبل بشأن فيروس كورونا في غزة بالتقدم في جهود استعادة رفات الجنديين، اللذين قالت إنهما قُتلا في حرب غزة عام 2014، والمدنيين اللذين دخلا قطاع غزة في واقعتين منفصلتين.
ونجح السنوار وهو مسؤول الحركة في القطاع، كما هو واضح من جر إسرائيل نحو مفاوضات صفقة تبادل للأسرى.
ويفترض الآن أن تتدخل دول حاولت سابقا التوسط مثل مصر وتركيا وقطر والسويد وألمانيا، من أجل دفع المفاوضات قدما.
ويوجد في قطاع غزة 4 إسرائيليين لدى «حماس»؛ الجنديان شاؤول آرون وهادار جولدن اللذان أسرتهما «حماس» في الحرب التي اندلعت في صيف 2014، (تقول إسرائيل إنهما جثتان ولا تعطي «حماس» أي معلومات حول وضعهما)، وأباراهام منغستو وهاشم بدوي السيد، ويحملان الجنسية الإسرائيلية، الأول إثيوبي والثاني عربي، دخلا إلى غزة بمحض إرادتيهما بعد حرب غزة في وقتين مختلفين.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.