احتجاج ضد السلطات الجزائرية لـ {تعمّد مطاردة نشطاء الحراك»

عشرات المحامين وقّعوا عريضة تدين كثرة استدعائهم إلى مراكز الأمن

TT

احتجاج ضد السلطات الجزائرية لـ {تعمّد مطاردة نشطاء الحراك»

طالب محامون في الجزائر سلطات البلاد بوقف مطاردةِ الناشطين في الحراك الشعبي، واستدعائِهم بكثافة للاستجواب داخل أقسام الشرطة والدرك، وذلك على خلفية كتابة منشورات على شبكات التواصل الاجتماعي أزعجت السلطات.
وأطلق 39 محامياً لائحة، أمس، لفائدة 20 ألف محامٍ في البلاد بغرض التوقيع عليها، يعاتبون فيها الحكومة؛ ووزير العدل بلقاسم زغماتي، على وجه الخصوص، بصفته الجهة المسؤولة عن النيابة التي تحرك الدعاوى العمومية ضد الناشطين. وسمَّى الذين وقّعوا على الوثيقة أنفسَهم: «محامون من أجل كرامة الإنسان»، وعبّروا فيها عن الاستياء الشديد من «استمرار التضييق على نشطاء الحراك الشعبي والمجتمع المدني، ومطاردتهم بالاستدعاءات أمام الضبطية القضائية. يأتي ذلك ونحن في الجزائر، على غرار العالم أجمع، في وضع صحي كارثي استثنائي».
وتتضمن اللائحة اسم المحامي والناشط الحقوقي مصطفى بوشاشي؛ أحد أبرز رموز المظاهرات الشعبية، والذي طرح اسمه في بداية الحراك العام الماضي مرشحاً محتملاً لانتخابات الرئاسة.
ونددت اللائحة أيضاً بـ«استمرار استفزاز النشطاء سياسياً وأمنياً، رغم تقيدهم بقواعد الحجر الصحي، وانخراطهم في جهود التوعية للوقاية من وباء (كورونا)». وطالبوا بـ«احترام» مرسوم تنفيذي أصدره وزير العدل في 24 من الشهر الماضي، يحدد فيه «التدابير التكميلية للوقاية من انتشار وباء فيروس (كورونا) ومكافحته»، وهي أوامر أعطيت للنيابة وقضاة التحقيق بوقف كل الإجراءات السالبة للحرية. غير أن ما لوحظ منذ أسبوعين هو أن قوات الأمن اعتقلت كثيراً من النشطاء، واستدعت عدداً كبيراً منهم للتحقيق، وأحالت البعض إلى النيابة وقضاة التحقيق، فتم إيداع بعضهم الحبس الاحتياطي.
وفي سياق متصل، جرى أول من أمس اعتقال متظاهر بسوق اهراس (شرق)، يدعى رحال خليل بسبب تعليقات له على «فيسبوك»، بشأن طريقة تعامل السلطات مع «كوفيد19». وقال «محامي الحراك»، عبد الغني بادي، الذي يوجد اسمه ضمن اللائحة، لـ«الشرق الأوسط»، إن الشرطة استجوبته وأطلقت سراحه في اليوم نفسه. ودعا المحامي إلى إطلاق سراح كل الموقوفين رهن الحبس الاحتياطي، وكل المساجين المرضى، مؤكداً أن السلطة «ارتكبت خطأً فادحاً بإيداع أشخاص الحبس بسبب آرائهم ومواقفهم السياسية، أو بسبب ممارستهم مهنتهم، كما هو شأن المناضل عبد الوهاب فرساوي (رئيس تنظيم شبابي)، والصحافيين خالد درارني وسفيان مراكشي، والمناضل السياسي كريم طابو، والناشطين سمير بلعربي وسليمان حميطوش».
ولاحظ «محامون من أجل الكرامة» أن السلطة «تسوق خطاباً مهادناً، لكن الواقع يتسم بالقمع والتضييق». في إشارة إلى إشادة الرئيس عبد المجيد تبون بالحراك الذي وصفه بـ«المبارك»، في حين أن أعضاءه يواجهون الاعتقال والحبس على أيدي رجال الأمن والقضاة.
وأكد المحامون أن نشطاء الحراك «في حيرة من أمرهم. ففي حال الاستجابة لاستدعاءات الشرطة سيعرضون صحتهم وصحة آخرين للخطر. وفي حال رفض الاستجابة للاستدعاء، يحتمل أن تتخذ إجراءات ضدهم باسم القانون المسلط عليهم كسيف الحجاج».
كما طالب أصحاب اللائحة السلطات بـ«احترام الدستور، وما تفرضه العهود والمواثيق الدولية، التي صادقت عليها الجزائر في مجال حقوق الإنسان».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.