عداد وفيات «كورونا» يتوقف في الصين... ووهان تعود بلا قيود

الفيروس يغزو سجناً باكستانياً... وإصابات روسيا تواصل الارتفاع

عداد وفيات «كورونا» يتوقف في الصين... ووهان تعود بلا قيود
TT

عداد وفيات «كورونا» يتوقف في الصين... ووهان تعود بلا قيود

عداد وفيات «كورونا» يتوقف في الصين... ووهان تعود بلا قيود

سجّلت الصين أمس (الثلاثاء) حصيلة يومية خالية من أيّ وفاة ناجمة عن فيروس «كورونا المستجدّ» (كوفيد - 19)، في سابقة من نوعها في هذا البلد منذ بدأ في يناير (كانون الثاني)، الإعلان يومياً عن عدد ضحايا الوباء. وقالت لجنة الصحة الوطنية إنّ عدد الإصابات الجديدة المسجّلة بالفيروس خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة في سائر أنحاء البلاد بلغ 32 إصابة جميعها وافدة من الخارج. ومنذ مارس لا ينفكّ عدد المصابين الجدد بالفيروس يتضاءل في الصين، لكنّ البلاد تواجه موجة عدوى أخرى مصدرها الإصابات الوافدة من الخارج والتي بلغ عددها لغاية اليوم حوالي ألف إصابة.
ومن المقرر أن ترفع السلطات الصينية آخر القيود عن مدينة ووهان التي يقطنها 11 مليون نسمة، بؤرة تفشي «كورونا»، بعد أكثر من شهرين ونصف الشهر على خضوعها لإغلاق صارم. واعتباراً من منتصف ليل الأربعاء، ستعود حركة المرور لطبيعتها، ومن المقرر أيضا استئناف حركة الطيران. وسيكون باستطاعة السيارات مغادرة المدينة مجددا ويمكن للأشخاص السفر بالقطارات، شريطة أن يكونوا أصحاء ولم يخالطوا أي مصابين مؤخرا.
ومن بين إجمالي أكثر من 80 ألف إصابة سجلت رسميا في الصين، كان هناك 50 ألفا في ووهان وحدها، كما أن هناك 2500 وفاة في المدينة من بين 3300 وفاة.
وفي تايوان التي سجلت حتى الآن 376 حالة إصابة و5 وفيات و61 حالة شفاء، أعلن مركز قيادة مكافحة الأوبئة أن القدرة اليومية لإجراء اختبار فيروس «كورونا» ارتفعت من 1500 شخص إلى 3800 شخص، وبالتالي سيتم إخضاع المزيد من الأشخاص للاختبار في محاولة لاكتشاف المصابين بالفيروس بصورة فعالة.
وتشمل الفئات الجديدة التي ستخضع للاختبارات العاملين في المجال الطبي وفي مراكز الرعاية والأشخاص القادمين من الخارج وأفراد وطواقم الطائرات والأشخاص الذين زاروا الأماكن السياحية المزدحمة الأسبوع الماضي.

- كوريا الجنوبية
وأعلن مسؤولو قطاع الصحة في كوريا الجنوبية أمس تسجيل أقل من 50 إصابة جديدة لليوم الثاني على التوالي. وقال المركز الكوري لمكافحة الأمراض والوقاية منها في سيول إنه تم تسجيل 47 حالة إصابة أول من أمس الاثنين.
ولم يتغير عدد الإصابات مقارنة بالأحد، ما يمثل أدنى حصيلة إصابات يومية يتم تسجيلها منذ نهاية فبراير (شباط) الماضي، عندما سجل أكثر من 900 إصابة خلال 24 ساعة. وقد بلغ إجمالي الإصابات 10331، و192 وفاة، فما سجلت نحو 7000 حالة شفاء.
وطالبت السلطات المواطنين بالاستمرار في اتباع قواعد التباعد الاجتماعي على الرغم من انخفاض حالات الإصابة بالفيروس.

- إندونيسيا
أعلنت وزارة الصحة الإندونيسية تسجيل 247 إصابة جديدة، ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 2738 حالة، فيما توفي 12 شخصا ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 221، في حين تماثل 204 من المصابين للشفاء. وأجريت في البلاد فحوص على أكثر من 14300 شخص للتحقق من مدى انتشار الفيروس.

- الفلبين
أعلنت وزارة الصحة الفلبينية تسجيل 14 حالة وفاة جديدة و104 إصابات إضافية. وقال وزير الصحة فرنسيسكو دوكي في مؤتمر صحافي إن عدد الوفيات ارتفع إلى 177، في حين بلغ إجمالي الإصابات 3764.
وكان الرئيس رودريجو دوتيرتي قرر تمديد إجراءات العزل الصحي الصارمة حتى نهاية أبريل (نيسان) لاحتواء انتشار الفيروس.

- ماليزيا
سجلت السلطات الصحية في ماليزيا 170 إصابة جديدة، ليرتفع إجمالي الإصابات في البلاد إلى 3963 حالة. وتكافح ماليزيا لمواجهة أعلى معدل للإصابات بالفيروس تشهده المنطقة. وسجلت البيانات الأخيرة أيضا حالة وفاة واحدة، ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 63 حالة وفاة.

- نيوزيلندا
تعتزم نيوزيلندا فتح حدودها أمام عبور الركاب الأجانب في مسعى للمساعدة في إعادة مواطنيها، بالتزامن مع تسجيلها 54 حالة إصابة جديدة بـ«كورونا» ليصل إجمالي عدد حالات الإصابة المؤكدة 1160 حالة.
وقال نائب رئيس الوزراء وينستون بيترز في بيان أمس إن الحكومة ستدخل في ترتيبات عبور مع مجموعة من الدول، من بينها دول جزر المحيط الهادئ، لتسهيل عودة مواطني بعضهم البعض. وأضاف أن المعايير الصارمة بشأن من يمكنهم المرور عبر نيوزيلندا ستحمي الصحة العامة وقوانين إغلاق «كوفيد - 19» المطبقة في البلاد.
وكانت نيوزيلندا قد أغلقت حدودها سابقا أمام الركاب العابرين في 25 مارس (آذار)، واستثني من هذا الإجراء مواطنو أستراليا.

- روسيا
قال مركز الأزمات المعني بمكافحة «كورونا» في روسيا أمس (الثلاثاء) إن البلاد سجلت 1154 إصابة جديدة بالفيروس خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ليصل إجمالي الإصابات إلى 7497. وأضاف المركز أن الإصابات الجديدة بلغت 1154 في حين ارتفع عدد الوفيات بواقع 11 ليصل إلى 58 حالة وفاة، وارتفع عدد المتعافين إلى 494 حالة. ووفقا لحسابات وكالة «بلومبرغ» للأنباء، فإن هذه الزيادة تعني ارتفاع عدد الإصابات بـ18 في المائة خلال يوم واحد. ولفتت الوكالة إلى أن 697 من الإصابات الجديدة سُجلت في موسكو وحدها.

- أفغانستان
أعلنت وزارة الصحة الأفغانية تسجيل 56 إصابة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية. ونقلت قناة «طلوع» الإخبارية أمس، عن وزارة الصحة العامة قولها إن العدد الجديد يرفع إجمالي الإصابات إلى 423. كما سجل وفاة 11 شخصاً على الأقل، بالإضافة إلى تعافي 18. وتسجل مدينة هيرات العدد الأكبر من حيث عدد حالات الإصابة، بواقع 27 حالة.

- أستراليا
قال بريندان ميرفي كبير المسؤولين الطبيين في أستراليا أمس، إن إجراءات العزل الصحي العام التي جرى تطبيقها أعطت البلاد متسعاً من الوقت في مكافحة «كورونا»، ويتعين عليها الآن تحديد مسارها المقبل بعدما حذر رئيس الوزراء من ضرر اقتصادي لا يمكن إصلاحه. وشهدت أستراليا انخفاضا حادا في معدل الإصابات في الأيام الماضية بعد تطبيق إجراءات تباعد اجتماعي صارمة، على الرغم من قلق السلطات بسبب زيادة حالات الإصابة مجهولة المصدر.
وسجلت أستراليا نحو ستة آلاف إصابة وارتفعت حصيلة الوفيات لديها إلى 46 بعد تسجيل خمس وفيات جديدة منهما راكبان كانا على متن السفينة السياحية روبي برنسيس الراسية جنوب سيدني.
وقال رئيس الوزراء سكوت موريسون إنه على الرغم من أن الحكومة تمتثل للنصائح الطبية فإنه لن يدعم سياسات تمدد الأزمة لدرجة تضر الاقتصاد على نحو لا يمكن إصلاحه.

- اليابان
أعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أمس حالة الطوارئ في محاولة لاحتواء الإصابات الجديدة بـ«كورونا» في المراكز السكانية الرئيسية، وكشف النقاب عن حزمة تحفيز وصفها بأنها من بين الأكبر في العالم لتخفيف حدة التداعيات الاقتصادية. وأعلن آبي حالة الطوارئ في العاصمة طوكيو وست مقاطعات أخرى تضم حوالي 44 في المائة من سكان اليابان لمدة شهر واحد تقريبا.
وقال أمام البرلمان في وقت سابق: «لقد قررنا إعلان حالة الطوارئ لأننا رأينا أن الانتشار السريع لفيروس (كورونا) في كل أنحاء البلاد سيكون له تأثير هائل على الأرواح والاقتصاد».

- باكستان
وفي باكستان التي سجلت باكستان 3864 إصابة و54 وفاة، أصيب 49 سجيناً على الأقل بـ«كورونا» في سجن في لاهور (شرق)، كان نقل إليه مهرب مخدرات عائد من إيطاليا، على ما أعلنت السلطات، ما يؤشر إلى احتمال انتشار الوباء بقوة في سجون البلاد.
وأعلن حاكم ولاية بنجاب عثمان بوزدار التي يقطنها 100 مليون نسمة في تغريدة: «تعدّ البنجاب حتى الآن 1918 حالة إصابة بـ(كوفيد - 19)، 49 منهم هم في الحجر في (سجن) كامب جايل». وأفاد أمير رؤوف خواجة المتحدث باسم سلطات السجون في بنجاب بأنهم «كانوا على تواصل مع أول سجين تبينت إصابته في 23 مارس».
وأشار إلى أن باكستانياً أوقف بتهمة تهريب المخدرات نقل إلى هذا السجن في 9 مارس عقب عودته من إيطاليا، وبعد 14 يوماً من سجنه، تبينت إصابته بالوباء.
ونقل مذاك إلى المستشفى، لكن «العدوى انتقلت داخل القسم الذي كان يقيم فيه في السجن، ووضع السجناء الموجودون هناك في الحجر. وجرى تعقيم المنطقة بالكلور من أجل التخلص من الفيروس»، وفق خواجة، نافياً أي «إهمال».
وأثار الإعلان عن أول إصابة بفيروس «كورونا» المستجد في سجن في باكستان قلق منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان.
وسجن كامب جايل شديد الاكتظاظ مثل معظم السجون في باكستان وهو يستقبل 3500 سجين، وفق منظمات دعت السلطات للإفراج عن سجناء لتفادي تفشي المرض.
وأفرج عن 519 سجيناً في السند في جنوب البلاد، لكن المحكمة العليا حظرت بعد ذلك أي مبادرة جديدة كهذه.


مقالات ذات صلة

«كورونا» خفَّضت أعماركم عاماً ونصف عام!

يوميات الشرق الوباء الرهيب قصَّر أعمارنا (أ.ف.ب)

«كورونا» خفَّضت أعماركم عاماً ونصف عام!

انخفض متوسّط العمر المتوقَّع الذي كان يزداد منذ عقود في مختلف أنحاء العالم، بشكل مفاجئ عامَي 2020 و2021 في خضمّ أزمة «كوفيد - 19»، وفق دراسة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
صحتك لقاح «كورونا» (إ.ب.أ)

لم يعان أي آثار جانبية... ألماني يتلقى لقاح كورونا 217 مرة

تلقّى رجل ألماني يبلغ من العمر 62 عاماً لقاح كورونا 217 مرة لكنه لم يعان أي آثار جانبية نتيجة لذلك

«الشرق الأوسط» (برلين)
علوم انخفضت أسعار «قرود المختبرات» مع معاناة قطاع الدواء في الصين (رويترز)

ما العلاقة بين تراجع «كورونا» وانخفاض أسعار القرود في الصين؟

ألقى بطء حركة الأبحاث الطبية في الصين في فترة ما بعد جائحة «كورونا» بظلاله على سوق فريدة من نوعها، حيث انخفضت أسعار «قرود المختبرات».

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك الأطفال الذين ولدوا خلال الإغلاق لديهم المزيد من الميكروبات المفيدة المكتسبة من أمهاتهم (رويترز)

دراسة: الأطفال المولودون خلال إغلاق «كورونا» طوّروا حماية أعلى ضد الحساسية

أظهرت دراسة جديدة أن عملية الإغلاق التي فُرضت خلال جائحة «كوفيد - 19» أدخلت تغييرات في صحة الأطفال حديثي الولادة «ربما تحميهم من الإصابة بالحساسية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ جرعة من لقاح «كورونا» (رويترز)

توصية أميركية بحصول كبار السن على جرعة أخرى من لقاحات «كورونا» في الربيع

وقعت مديرة المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أمس (الأربعاء)، على استخدام جرعة سنوية ثانية من لقاحات «كورونا» محدثة للبالغين بدءاً من سن 65 عاماً

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

قصف جوي باكستاني داخل أفغانستان

مسؤول أمني باكستاني يقف حارساً عند نقطة تفتيش في بيشاور عاصمة مقاطعة خيبر بخوا بباكستان في 18 مارس 2024 وقالت حكومة «طالبان» إن طائرات مقاتلة باكستانية قصفت قرى أفغانية عدة (إ.ب.أ)
مسؤول أمني باكستاني يقف حارساً عند نقطة تفتيش في بيشاور عاصمة مقاطعة خيبر بخوا بباكستان في 18 مارس 2024 وقالت حكومة «طالبان» إن طائرات مقاتلة باكستانية قصفت قرى أفغانية عدة (إ.ب.أ)
TT

قصف جوي باكستاني داخل أفغانستان

مسؤول أمني باكستاني يقف حارساً عند نقطة تفتيش في بيشاور عاصمة مقاطعة خيبر بخوا بباكستان في 18 مارس 2024 وقالت حكومة «طالبان» إن طائرات مقاتلة باكستانية قصفت قرى أفغانية عدة (إ.ب.أ)
مسؤول أمني باكستاني يقف حارساً عند نقطة تفتيش في بيشاور عاصمة مقاطعة خيبر بخوا بباكستان في 18 مارس 2024 وقالت حكومة «طالبان» إن طائرات مقاتلة باكستانية قصفت قرى أفغانية عدة (إ.ب.أ)

قالت حركة «طالبان» التي تحكم أفغانستان إن باكستان نفذت، أمس (الاثنين)، ضربتين جويتين داخل الأراضي الأفغانية؛ ما أسفر عن مقتل 8 أشخاص، وأضافت أن قواتها الأمنية ردت على الجيش الباكستاني على الحدود بأسلحة ثقيلة.

ويأتي هذا التطور في وقت تتبادل فيه الدولتان الاتهام بالمسؤولية عن هجمات شنها متشددون في باكستان مؤخراً. وتقول باكستان إن هذه الهجمات انطلقت من الأراضي الأفغانية، لكن «طالبان» تنفي ذلك.

وذكر ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم حكومة «طالبان» في بيان: «إمارة أفغانستان لا تسمح لأحد بالمساس بالأمن باستخدام الأراضي الأفغانية». وأضاف أن الغارتين أسفرتا عن مقتل 5 نساء و3 أطفال على الحدود الشرقية لأفغانستان في إقليمي خوست وبكتيكا.

وتأتي الضربات بعد مقتل 6 جنود باكستانيين في هجومين انتحاريين ضد نقطة تفتيش عسكرية بمناطق الحدود الباكستانية _ الأفغانية، السبت.

ونسب الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري هذا الهجوم إلى «إرهابيين» متعهداً الردّ عليه. وقال أثناء مراسم تشييع العسكريين وبينهم ضابطان: «قررت باكستان أنه كائناً من كان العابر لحدودنا أو الداخل لمنازلنا أو بلدنا لارتكاب أعمال الإرهاب، سنردّ عليه بقوة، بصرف النظر عن هويته أو من أي بلد كان».


سيول تؤكد أن كوريا الشمالية زوَّدت روسيا بسبعة آلاف حاوية سلاح

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يتصافحان خلال اجتماعهما في قاعدة فوستوشني الفضائية خارج مدينة تسيولكوفسكي شرق روسيا 13 سبتمبر 2023 (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يتصافحان خلال اجتماعهما في قاعدة فوستوشني الفضائية خارج مدينة تسيولكوفسكي شرق روسيا 13 سبتمبر 2023 (أ.ب)
TT

سيول تؤكد أن كوريا الشمالية زوَّدت روسيا بسبعة آلاف حاوية سلاح

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يتصافحان خلال اجتماعهما في قاعدة فوستوشني الفضائية خارج مدينة تسيولكوفسكي شرق روسيا 13 سبتمبر 2023 (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يتصافحان خلال اجتماعهما في قاعدة فوستوشني الفضائية خارج مدينة تسيولكوفسكي شرق روسيا 13 سبتمبر 2023 (أ.ب)

زوَّدت كوريا الشمالية روسيا بنحو 7 آلاف حاوية أسلحة منذ يوليو (تموز)، لعملياتها العسكرية في أوكرانيا، وفق ما أعلن وزير الدفاع الكوري الجنوبي، اليوم (الاثنين)، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتخضع بيونغ يانغ وموسكو، الحليفتان تاريخياً، لحزمة من العقوبات الدولية، روسيا بسبب هجومها في أوكرانيا، وكوريا الشمالية بسبب تجاربها للأسلحة النووية.

وكان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قد التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سبتمبر (أيلول) في أقصى شرق روسيا، وأعلنت واشنطن بعدها أن بيونغ يانغ بدأت في إمداد موسكو بالأسلحة.

وقال وزير الدفاع الكوري الجنوبي شين وون-سيك في مؤتمر صحافي، الاثنين، إن «عدد الحاويات القادمة من الشمال إلى روسيا ازداد بمقدار 300 ليبلغ عددها الإجمالي نحو 7 آلاف حاوية حتى الآن»، على ما نقلت وزارته لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ويشير هذا العدد إلى المعدات المرسلة منذ يوليو الماضي، وأوضح شين أنه «مع إغلاق بعض الطرق البحرية الآن، تم إرسال بعضها بالسكك الحديدية إلى روسيا».

وفي منتصف أكتوبر (تشرين الأول)، أفادت واشنطن بأن بيونغ يانغ سلَّمت «أكثر من ألف حاوية» تحتوي على معدات عسكرية وذخيرة إلى روسيا.

وفي الشهر التالي، اتهمت سيول بيونغ يانغ بإرسال أكثر من مليون قذيفة مدفعية إلى روسيا. في المقابل يبدو أن بيونغ يانغ تلقت مشورة فنية من موسكو بشأن مشروعها لإطلاق قمر اصطناعي للاستطلاع العسكري.

وخلال زيارته لروسيا في سبتمبر، أعلن كيم أن العلاقات الثنائية مع روسيا «في مقدمة أولوياته»، وأصبحت بيونغ يانغ مدافعاً قوياً عن غزو موسكو لأوكرانيا.

ولفت خبراء ومسؤولون أميركيون إلى أن روسيا مهتمة بشراء الذخيرة لاستخدامها في أوكرانيا، بينما تسعى بيونغ يانغ إلى تحديث معداتها العسكرية التي تعود إلى الحقبة السوفياتية.

وبعث كيم برسالة تهنئة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمناسبة إعادة انتخابه بنسبة 87.29 في المائة من الأصوات، على ما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية، الاثنين.

وجاء في الرسالة: «سأتعاون معكم بقوة، وسأنقل الصداقة بين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وروسيا إلى مصاف عهد جديد».


سيول تستقبل بلينكن وبيونغ يانغ تستعرض صواريخها

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيره الكوري الجنوبي تشو تاي يول في سيول (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيره الكوري الجنوبي تشو تاي يول في سيول (أ.ف.ب)
TT

سيول تستقبل بلينكن وبيونغ يانغ تستعرض صواريخها

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيره الكوري الجنوبي تشو تاي يول في سيول (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيره الكوري الجنوبي تشو تاي يول في سيول (أ.ف.ب)

أطلقت كوريا الشمالية صواريخ باليستية قصيرة المدى باتجاه مياهها الشرقية، صباح الاثنين، بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لسيول التي تستضيف قمة حول الديمقراطية، وبعد أيام من انتهاء مناورات عسكرية أميركية - كورية جنوبية، تعدّها بيونغ يانغ بمثابة بروفة للغزو.

وتمثل عمليات الإطلاق هذه تجارب صاروخية هي الأولى لكوريا الشمالية منذ نحو شهر، وسط توقعات لخبراء أن توسع كوريا الشمالية نطاق تجاربها الصاروخية، وتكثف خطابها الحربي قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في 5 نوفمبر (تشرين الثاني)، لتعزيز نفوذها في الدبلوماسية المستقبلية.

وتزامنت عمليّات الإطلاق الصاروخيّة مع زيارة بلينكن الذي وصل إلى سيول مساء الأحد. والتقى هناك الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، عشية انعقاد الدورة الثالثة من «القمّة من أجل الديمقراطية».

مناورة محسوبة

وقال الخبير في الدراسات العسكرية بجامعة سانغيي البروفسور شوي جي - إل لوكالة «الصحافة الفرنسية»، إنها «مناورة محسوبة جداً من بيونغ يانغ، فإطلاق صواريخ عدة يظهر أنها قادرة على ذلك حتى عندما يكون وزير الخارجية الأميركية في المنطقة».

كوريون جنوبيون يتابعون الأخبار على شاشة كبيرة بمحطة قطارات في سيول الاثنين (إ.ب.أ)

وأفادت وزارة الدفاع اليابانية بأن كوريا الشمالية أطلقت 3 صواريخ؛ اثنان معاً عند الساعة 7:44 صباحاً والآخر بعد نحو 37 دقيقة. وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا أمام جلسة برلمانية، إن الصواريخ سقطت في المياه بين شبه الجزيرة الكورية واليابان، وكلها خارج المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان، ولم يبلغ عن أي أضرار أو إصابات.

وندد كيشيدا بهذه التجارب، واصفاً إياها بأنها أعمال «تهدد السلام والأمن في اليابان والمنطقة والمجتمع الدولي». وأضاف أن اليابان احتجت بشدة على تجارب كوريا الشمالية، مذكراً بأنها تنتهك قرارات مجلس الأمن التي تحظر على كوريا الشمالية القيام بأي نشاطات باليستية.

وأعلنت هيئة الأركان المشتركة للجيش الكوري الجنوبي، أنه رصد أيضاً «عدة» عمليات إطلاق باليستية قصيرة المدى مشتبه بها قامت بها كوريا الشمالية صباح الاثنين. ووصفت عمليات الإطلاق بأنها «استفزاز واضح» يهدد السلام في شبه الجزيرة الكورية، مضيفة أن كوريا الجنوبية ستحافظ على استعدادها لصد أي استفزاز من كوريا الشمالية، استناداً إلى تحالفها العسكري القوي مع الولايات المتحدة.

ووفقاً للتقييمات اليابانية والكورية الجنوبية، عبرت الصواريخ الكورية الشمالية مسافة من 300 إلى 350 كيلومتراً، ووصلت إلى أقصى ارتفاع 50 كيلومتراً. ويقول المراقبون إن الصواريخ ومسافاتها أسلحة تستهدف منشآت رئيسية في كوريا الجنوبية.

تنديد أميركي

ونددت وزارة الخارجية الأميركية بعمليات الإطلاق قائلة إنها تشكل «تهديداً لجيران كوريا الشمالية وتقوض الأمن الإقليمي»، مكررة التزام الولايات المتحدة الدفاع عن كوريا الجنوبية واليابان.

وتنشر الولايات المتحدة ما مجموعه 80 ألف جندي في كوريا الجنوبية واليابان، وهم العمود الفقري لوجودها العسكري بمنطقة آسيا والمحيط الهادي.

وخلال مناورات عسكرية لكوريا الجنوبية والولايات المتحدة انتهت الخميس الماضي، أشرف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون على سلسلة من التدريبات العسكرية التي شملت دبابات ومدافع مدفعية ومظليين، ودعا إلى تعزيز القدرات القتالية الحربية لبلاده.

كوريون جنوبيون يحتجون على زيارة بلينكن لسيول الاثنين (أ.ب)

ومع ذلك، لم تجرِ بيونغ يانغ أي اختبارات صاروخية خلال المناورات الأميركية - الكورية الجنوبية. وتعد التجارب الصاروخية الكورية الشمالية استفزازات أكبر بكثير، لأن كوريا الشمالية تسعى إلى تركيب رؤوس حربية نووية على صواريخها التي تستهدف البر الرئيسي للولايات المتحدة وحلفائها. ويقول كثير من الخبراء إن كوريا الشمالية تمتلك بالفعل صواريخ مسلحة نووياً قادرة على الوصول إلى جميع أنحاء كوريا الجنوبية واليابان، لكنها لا تملك بعد صواريخ طويلة المدى قادرة على ضرب الولايات المتحدة.

وقبل إطلاق الصواريخ الاثنين، أجرت كوريا الشمالية آخر تجربة صاروخية في منتصف فبراير (شباط) الماضي، بإطلاق صواريخ «كروز» في البحر. ولا تزال العداوات في شبه الجزيرة الكورية مرتفعة في أعقاب وابل التجارب الصاروخية التي أجرتها كوريا الشمالية منذ عام 2022. وشمل كثير من الاختبارات صواريخ ذات قدرة نووية مصممة لمهاجمة كوريا الجنوبية والبر الرئيسي للولايات المتحدة. وردت القوات الأميركية والكورية الجنوبية بتوسيع تدريباتها الثلاثية التي تشمل اليابان.

بلينكن يشارك في القمة الثالثة للديمقراطية في سيول الاثنين (أ.ف.ب)

ويقول الخبراء إن كوريا الشمالية تعتقد على الأرجح أن امتلاك ترسانة أسلحة أكبر من شأنه أن يزيد من نفوذها في الدبلوماسية المستقبلية مع الولايات المتحدة. ويقولون إن كوريا الشمالية تريد الحصول على تخفيف واسع النطاق للعقوبات مع الحفاظ على أسلحتها النووية.

وتفاقمت المخاوف بشأن التحركات العسكرية الكورية الشمالية منذ تعهد كيم في خطاب ألقاه في يناير (كانون الثاني) الماضي، بإعادة كتابة الدستور لإلغاء هدف البلاد القديم المتمثل في السعي إلى التوحيد السلمي لشبه الجزيرة الكورية وترسيخ كوريا الجنوبية بعدّها «عدوها الرئيسي الثابت». وقال إن الميثاق الجديد يجب أن يحدد أن كوريا الشمالية ستقوم بضم وإخضاع الجنوب في حالة اندلاع حرب أخرى.

ويقول مراقبون إن كوريا الشمالية قد تقوم باستفزازات محدودة على طول حدودها المتوترة مع كوريا الجنوبية. لكنهم يقولون إن احتمالات شن كوريا الشمالية هجوماً واسع النطاق ضئيلة، لأنها ستعرف أن جيشها يتفوق على القوات الأميركية والكورية الجنوبية.


«حرب نجوم» بين المنجمين في سريلانكا على موعد احتفالات العام الجديد

تخرج سريلانكا من أزمة اقتصادية تاريخية طويلة أدت إلى استقالة الرئيس في 2022 (أ.ب)
تخرج سريلانكا من أزمة اقتصادية تاريخية طويلة أدت إلى استقالة الرئيس في 2022 (أ.ب)
TT

«حرب نجوم» بين المنجمين في سريلانكا على موعد احتفالات العام الجديد

تخرج سريلانكا من أزمة اقتصادية تاريخية طويلة أدت إلى استقالة الرئيس في 2022 (أ.ب)
تخرج سريلانكا من أزمة اقتصادية تاريخية طويلة أدت إلى استقالة الرئيس في 2022 (أ.ب)

فشل منجمون تستشيرهم الحكومة السريلانكية تقليدياً في الاتفاق على تاريخ مناسب لاحتفالات رأس السنة الجديدة، واختلفوا حول تفسير مواقع النجوم، حتى أن البعض توقع حدوث «كارثة».

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أعلنت مجموعة مكونة من 42 منجماً يعملون لدى وزارة الشؤون الثقافية في الجزيرة الواقعة في جنوب آسيا، لأول مرة، عن انقسامها حول تحديد موعد مناسب لاحتفالات العام الجديد.

وقال الناطق باسم لجنة ليلة رأس السنة الجديدة أناندا سينيفيراتني، اليوم (الاثنين): «لقد أجرينا مناقشات معمقة للغاية».

وأضاف: «بعد الكثير من المداولات، حددنا الوقت المناسب من خلال قرار الأغلبية» الذي ارتأى أن يكون موعد رأس السنة السنهالية والتاميلية الجديدة التقليدية ليلة 13 أبريل (نيسان).

لكن روشان شاناكا، أحد الأصوات المعارضة داخل المجموعة، رأى أن هذا التاريخ مضر بالبلاد وسيقودها إلى «كارثة».

ويتمتع المنجمون بتأثير قوي في سريلانكا، حيث تستشيرهم المجتمعات البوذية والهندوسية لتحديد التواريخ الملائمة للأحداث المهمة، من حفلات الزفاف إلى الصفقات التجارية... وحتى الانتخابات الوطنية.

تخرج سريلانكا من أزمة اقتصادية تاريخية طويلة أدت، بعد أشهر من تظاهرات سلمية نظمها السريلانكيون، في يوليو (تموز) 2022 إلى استقالة الرئيس في ذلك الوقت، غوتابايا راجاباكسا.

ومن المتوقع أن يترشح خليفته، الرئيس رانيل ويكرمسينغه، للانتخابات في وقت لاحق من هذا العام، ربما بين سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول).

وبتوجيه من منجمه الشخصي، دعا الرئيس السابق ماهيندا راجاباكسا، شقيق غوتابايا، إلى إجراء انتخابات مبكرة في يناير (كانون الثاني) 2015، لكنه خسرها.

في وقت لاحق، ادعى منجمه أنه خمّن مسبقاً هزيمة رئيسه، لكنه لم يجرؤ على مكاشفته بذلك. وقال: «لو لم أبلغه بأنه سيفوز لكان سيُحطّم نفسياً»، و«كان من الممكن أن تكون هزيمته أسوأ بكثير».


أفغانستان تحذر باكستان من تبعات «خارجة عن السيطرة» بعد ضربات قتلت 8 أشخاص

مسؤول أمني باكستاني يقف حارساً عند نقطة تفتيش في بيشاور عاصمة مقاطعة خيبر بخوا بباكستان في 18 مارس 2024 وقالت حكومة «طالبان» إن طائرات مقاتلة باكستانية قصفت قرى أفغانية عدة (إ.ب.أ)
مسؤول أمني باكستاني يقف حارساً عند نقطة تفتيش في بيشاور عاصمة مقاطعة خيبر بخوا بباكستان في 18 مارس 2024 وقالت حكومة «طالبان» إن طائرات مقاتلة باكستانية قصفت قرى أفغانية عدة (إ.ب.أ)
TT

أفغانستان تحذر باكستان من تبعات «خارجة عن السيطرة» بعد ضربات قتلت 8 أشخاص

مسؤول أمني باكستاني يقف حارساً عند نقطة تفتيش في بيشاور عاصمة مقاطعة خيبر بخوا بباكستان في 18 مارس 2024 وقالت حكومة «طالبان» إن طائرات مقاتلة باكستانية قصفت قرى أفغانية عدة (إ.ب.أ)
مسؤول أمني باكستاني يقف حارساً عند نقطة تفتيش في بيشاور عاصمة مقاطعة خيبر بخوا بباكستان في 18 مارس 2024 وقالت حكومة «طالبان» إن طائرات مقاتلة باكستانية قصفت قرى أفغانية عدة (إ.ب.أ)

نفذت طائرات سلاح الجو الباكستاني في وقت متأخر من الليل غارات جوية ضد أهداف للمسلحين في ولايتي «بكتيكا» و«خوست» بأفغانستان، مع استمرار تردي العلاقات بين إسلام آباد وكابل، في خضم اتصالات رسمية رفيعة المستوى بين البلدين.

مسؤول أمني باكستاني يتفقد الأشخاص والمركبات عند نقطة تفتيش في بيشاور عاصمة مقاطعة خيبر بخوا بباكستان الاثنين (إ.ب.أ)

وأعلن وزير الدفاع الأفغاني أن مقاتلات سلاح الجو الباكستاني هاجمت مناطق مكتظة بالسكان في ولايتي «خوست» و«بكتيكا» على الحدود مع باكستان، ما أسفر عن مقتل أطفال ونساء أبرياء، وفق زعمه. ولم يعلق الجيش الباكستاني أو الحكومة على الأمر.

وتأتي الضربات بعد مقتل 6 جنود باكستانيين في هجومين انتحاريين ضد نقطة تفتيش عسكرية بمناطق الحدود الباكستانية ـ الأفغانية. وأتت الضربات الجوية بعد مقتل 7 عسكريين السبت في هجوم بشمال غربي باكستان في إقليم وزيرستان الشمالي قرب الحدود مع أفغانستان. ونسب الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري هذا الهجوم إلى «إرهابيين» متعهداً بالردّ عليه. وقال أثناء مراسم تشييع العسكريين وبينهم ضابطان: «قررت باكستان أنه كائنا من كان العابر لحدودنا أو الداخل لمنازلنا أو بلدنا لارتكاب أعمال الإرهاب، سنردّ عليهم بقوة، بصرف النظر عن هويته أو من أي بلد كان».

مسؤولو أمن باكستانيون يقفون للحراسة عند نقطة تفتيش في بيشاور عاصمة مقاطعة خيبر بخوا بباكستان الاثنين (إ.ب.أ)

وحذرت كابل، الاثنين، إسلام آباد من تبعات «خارجة عن السيطرة» بعد مقتل 8 أشخاص بينهم 8 أطفال جراء غارات جوية شنّتها باكستان على مناطق أفغانية حدودية معها.

مسؤولو أمن باكستانيون يقفون للحراسة عند نقطة تفتيش في بيشاور عاصمة مقاطعة خيبر بخوا بباكستان الاثنين (إ.ب.أ)

وقال المتحدث باسم حركة «طالبان» التي تتولى الحكم في كابل ذبيح الله مجاهد: «عند قرابة الساعة الثالثة فجراً (22:30 بتوقيت غرينتش ليل الأحد)، قصفت طائرات باكستانية منازل مدنية في ولايتي خوست وبكتيكا». وأكدت حكومة «طالبان» في بيان نشره مجاهد، أنها «تدين بشدة هذه الهجمات، وتعد هذا التصرف الأرعن انتهاكاً واعتداءً على سيادة أفغانستان». وحذّرت من أن «حوادث كهذه ربما تكون لها تداعيات سيئة للغاية خارجة عن سيطرة باكستان».

يذكر أن ولاية بكتيكا تقع بالقرب من منطقة جنوب وزيرستان الباكستانية، بينما تقع «خوست» بالقرب من شمال وزيرستان.

وقال المتحدث باسم الحكومة الأفغانية، مجاهد، في بيان عبر منصة التواصل الاجتماعي «إكس»: «يقول الجانب الباكستاني إن (المتشدد) عبد الله شاه كان مستهدفاً بالضربات، وهو يعيش في الجانب الباكستاني». وعادة ما يعيش أفراد من نفس القبيلة على الجانبين، ويعبرون الحدود بشكل روتيني.

وقبل يومين فقط، دعا وزير الخارجية الأفغاني المؤقت أمير خان متقي نظيره الباكستاني لزيارة كابل، من أجل كسر جمود العلاقات بين الجانبين.

ويعد هذا أول اتصال رفيع المستوى بين البلدين منذ شهور، وجاء في يوم شهد هجوماً إرهابياً آخر أسفر عن مقتل 7 جنود باكستانيين، بينهم ضابطان، في شمال وزيرستان.

وفي بيان نُشر عبر منصة «إكس»، قال وزير الخارجية إسحاق دار إنه سعيد لتلقيه تهنئة عبر الهاتف من متقي.

وقال إن كليهما اتفقا على مواصلة العمل معاً لتأسيس «علاقات ثنائية أخوية». وأضاف وزير الخارجية أن «تعزيز التعاون في مجالات الاتصال والتجارة والأمن ومكافحة الإرهاب والاتصالات بين الشعبين يعد أولوية قصوى لباكستان». ويزعم مسؤولون باكستانيون أن عناصر من حركة «طالبان» الباكستانية متورطون في هذه الهجمات انطلاقاً من الأراضي الأفغانية.

التوترات الحدودية

وزادت حدة التوترات الحدودية بين باكستان وأفغانستان منذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم في كابل في صيف عام 2021، وتتهم إسلام آباد مجموعات مسلحة مناهضة لها، بشنّ هجمات انطلاقاً من أراضي أفغانستان.

وتنفي الحكومة الأفغانية على الدوام أن تكون تؤوي جماعات مسلحة أجنبية مؤكدة أنها لن تسمح لأي طرف باستخدام أراضيها منطلقاً لهجمات على جيرانها. وتؤكد باكستان أن جماعات مسلحة من بينها حركة «طالبان» باكستان تشن هجمات مخططاً لها من الأراضي الأفغانية عبر الحدود غير المضبوطة بأحكام. وأتت الضربات الجوية بعد مقتل 7 عسكريين، السبت، في هجوم بشمال غربي باكستان في إقليم وزيرستان الشمالي قرب الحدود مع أفغانستان. ونسب الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري هذا الهجوم إلى «إرهابيين» متعهداً بالردّ عليه.

الشريط الحدودي بين باكستان وأفغانستان (أ.ف.ب)

وتزداد احتمالات نشوب أزمة دبلوماسية كبيرة بين باكستان وأفغانستان، ويعتقد الباكستانيون أن حركة «طالبان» الباكستانية لديها مخابئ على الجانب الأفغاني من الحدود، ومن خلالها يشنون هجمات على قوات الأمن الباكستانية في المناطق الحدودية. وقد تحول هذا إلى تهديد خطير، مع سقوط عدد كبير من القتلى من قوات الأمن الباكستانية في هذه الهجمات.

ومن شأن قرار باكستان شن غارات جوية على الجانب الأفغاني من الحدود أن يزيد من تفاقم الأزمة.

ويعتقد محللون أن الضربات الجوية التي أعقبت مقتل 6 جنود باكستانيين كانت متوقعة جداً، ذلك أنه لا يمكن للقيادة العسكرية الباكستانية أن تظهر بمظهر الضعيف في هذه الأوقات العصيبة. والواضح أن القيادة السياسية والعسكرية الباكستانية تأخذ هذا الوضع على محمل الجد.

هجمات انتحارية على نقاط التفتيش

في أعقاب الهجمات الانتحارية على نقاط التفتيش العسكرية، شن الجيش الباكستاني هجومين متزامنين: من ناحية، شن الجيش ضربات جوية داخل أفغانستان، ومن ناحية أخرى نفذ غارات عسكرية على أوكار المتشددين في شمال وزيرستان، ما أسفر عن مقتل 8 إرهابيين، بما في ذلك هدف عالي القيمة، في إطار عملية استخباراتية.

وفي بيان، قال الجناح الإعلامي للجيش: «خلال تنفيذ العملية، وبعد تبادل لإطلاق نار كثيف، جرت إبادة 8 إرهابيين، بمن فيهم القائد الإرهابي عالي القيمة سهرا، الملقب بـ«جانان». وأضاف البيان أن جانان «متورط في تدبير هجوم، السبت الماضي، في شمال وزيرستان ومطلوب بشدة من قبل وكالات إنفاذ القانون». وأكد البيان على أن «عمليات تطهير تجري للقضاء على أي إرهابيين آخرين قد يجري العثور عليهم في المنطقة، حيث لا تزال قوات الأمن الباكستانية عازمة على القضاء على آفة الإرهاب من البلاد».


«طالبان» تعلن مقتل 8 أشخاص في ضربات باكستانية على شرق أفغانستان

غارة سابقة في أفغانستان (أرشيفية - رويترز)
غارة سابقة في أفغانستان (أرشيفية - رويترز)
TT

«طالبان» تعلن مقتل 8 أشخاص في ضربات باكستانية على شرق أفغانستان

غارة سابقة في أفغانستان (أرشيفية - رويترز)
غارة سابقة في أفغانستان (أرشيفية - رويترز)

قُتل ثمانية أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال، جرّاء غارات جوية شنّتها إسلام آباد على مناطق أفغانية حدودية مع باكستان، وفق ما أعلنت حركة «طالبان» التي حذّرت من «تبعات سيئة للغاية».

وقال المتحدث باسم الحركة، التي تتولى الحكم في كابل، ذبيح الله مجاهد: «عند قرابة الساعة الثالثة فجراً (22.30 بتوقيت غرينتش)، قصفت طائرات باكستانية منازل مدنية» في ولايتيْ خوست وبكتيكا.

وأكد أنه «في ولاية بكتيتا، قُتل ستة أشخاص؛ بينهم ثلاث نساء، وثلاثة أطفال»، بينما سجّل مقتل امرأتين في خوست.

وأكدت حكومة «طالبان»، في بيان نشره مجاهد، أنها «تدين بشدة هذه الهجمات، وتعدّ هذا التصرف الأرعن انتهاكاً واعتداء على سيادة أفغانستان».

ودعت إسلام آباد إلى «ألا تُحمّل أفغانستان مسؤولية انعدام السيطرة والكفاءة والمشاكل على أراضيها»، محذّرة من أن «حوادث كهذه قد تكون لها تداعيات سيئة للغاية خارجة عن سيطرة باكستان».

من جهته، قال مسؤول محلي بالمناطق الباكستانية الحدودية إن الجيش الباكستاني شنّ الغارات الجوية، ردّاً على قيام القوات الأفغانية «باستهداف الأراضي الباكستانية».

وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم كشف اسمه: «صدرت نداءات في المساجد لإخلاء بعض المناطق في مديريتيْ كرم وشمال وزيرستان، مع استمرار المواجهات بين باكستان وأفغانستان بشكل متقطع».

وأتت الضربات الجوية بعد مقتل سبعة عسكريين، السبت، في هجوم بشمال غربي باكستان، وفق ما أعلن الجيش مؤكداً أيضاً مقتل مُنفذي الهجوم الستة، وهم أعضاء في جماعة مسلّحة.

الرئيس الباكستاني يتوعد

وتوعّد الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري بالردّ على هذا الهجوم.

وقال، أثناء مراسم تشييع العسكريين؛ وبينهم ضابطان: «قررت باكستان أنه كائناً من كان العابر لحدودنا أو الداخل لمنازلنا أو بلدنا لارتكاب أعمال الإرهاب، سنردّ عليهم بقوة، بصرف النظر عن هويته أو من أي بلد كان».

جنود الجيش الباكستاني في حالة استنفار بالقرب من موقع تفجير إرهابي خارج مسجد الشرطة ببيشاور (إ.ب.أ)

وزادت حِدة التوترات الحدودية بين باكستان وأفغانستان، منذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم في كابل، في صيف عام 2021. وتتهم إسلام آباد مجموعات مسلّحة مناهضة لها بشنّ هجمات انطلاقاً من أراضي أفغانستان.

جنود الجيش الباكستاني في حالة استنفار عقب تفجير إرهابي خارج مسجد الشرطة ببيشاور (إ.ب.أ)

وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم حكومة «طالبان»، في بيان: «إمارة أفغانستان لا تسمح لأحد بالمساس بالأمن باستخدام الأراضي الأفغانية». وأضاف أن الغارتين أسفرتا عن مقتل خمس نساء، وثلاثة أطفال في إقليميْ خوست وبكتيكا‭‭ ‬‬على الحدود الشرقية لأفغانستان.

ولم يردّ الجيش الباكستاني ووزارة الخارجية، على الفور، على طلب للتعليق على الضربتين اللتين جاءتا بعدما هاجم متشددون مجهولون موقعاً عسكرياً في باكستان، يوم السبت، مما أسفر عن مقتل سبعة من قوات الأمن.

ولم يتضح، على الفور، الدافع وراء هذا الهجوم. وتقول الحكومة الباكستانية ومسؤولون أمنيون إن مثل هذه الهجمات ازدادت في الشهور القليلة الماضية. وأعلنت حركة «طالبان» الباكستانية مسؤوليتها عن كثير من هذه الهجمات، وقالت إنها شنّتها انطلاقاً من أراض أفغانية. ونفت حركة «طالبان» الأفغانية السماح لمتشددين باستخدام الأراضي الأفغانية.

وقال مجاهد، في البيان: «ينبغي ألا تُحمّل باكستان أفغانستان مسؤولية الافتقار إلى السيطرة وعدم الكفاءة والمشاكل في أراضيها». وأضاف: «مثل هذه الوقائع يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة للغاية، ولن يكون بإمكان باكستان السيطرة عليها».

وأشارت وسائل إعلام باكستانية إلى أنه من المحتمل أن يكون قد جرى استهداف مواقع ومخابئ لحركة «طالبان باكستان» في الهجمات غير المتوقعة. وأكدت حركة «طالبان باكستان»، في بيان صدر بعد فترة قصيرة من الهجمات، وقوع الهجمات الباكستانية داخل الأراضي الأفغانية.

وأضافت الحركة، في بيانها، أنه، بالإضافة لقصف ثلاث مناطق في منطقة بيرميل بإقليم بكتيكا، جرى استهداف مناطق في إقليم خوست، جنوب شرقي أفغانستان. ولم تتضح بعدُ التفاصيل المتعلقة بالخسائر البشرية، والأضرار المادية المحتملة الناجمة عن هذه الهجمات.


أفغانستان: مقتل 8 أشخاص في ضربات باكستانية على مناطق حدودية

جندي يقف على طول الحدود الباكستانية مع أفغانستان في شمال وزيرستان (أرشيفية - رويترز)
جندي يقف على طول الحدود الباكستانية مع أفغانستان في شمال وزيرستان (أرشيفية - رويترز)
TT

أفغانستان: مقتل 8 أشخاص في ضربات باكستانية على مناطق حدودية

جندي يقف على طول الحدود الباكستانية مع أفغانستان في شمال وزيرستان (أرشيفية - رويترز)
جندي يقف على طول الحدود الباكستانية مع أفغانستان في شمال وزيرستان (أرشيفية - رويترز)

قُتل ثمانية أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال، جرّاء غارات جوية شنّتها إسلام آباد على مناطق أفغانية حدودية مع باكستان، وفق ما أكد متحدث باسم حركة «طالبان».

وقال المتحدث باسم الحركة، التي تتولى الحكم في كابل، ذبيح الله مجاهد: «عند قرابة الساعة الثالثة فجراً (22.30 بتوقيت غرينتش ليل الأحد)، قصفت طائرات باكستانية منازل مدنية» في ولايتيْ خوست وبكتيكا الحدوديتين، مشيراً الى أن القتلى الثمانية هم من النساء والأطفال.

وأكد أنه «في ولاية بكتيتا، قتل ستة أشخاص هم ثلاث نساء وثلاثة أطفال»، بينما سجّل مقتل امرأتين في خوست.

ودانت حكومة طالبان «بشدة هذه الهجمات، وتعتبر هذا التصرف الأرعن انتهاكا واعتداء على سيادة أفغانستان»، وفق ما أفاد مجاهد.

وزادت حدة التوترات الحدودية بين باكستان وأفغانستان منذ عودة حركة طالبان الى الحكم في كابول في صيف العام 2021. وتتهم إسلام آباد مجموعات مسلحة مناهضة لها، بشنّ هجمات انطلاقا من أراضي أفغانستان.


كوريا الشمالية تطلق صواريخ بالستية تزامناً مع زيارة بلينكن لسيول

زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون أشرف على مناورة مدفعية واسعة النطاق (أ.ف.ب)
زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون أشرف على مناورة مدفعية واسعة النطاق (أ.ف.ب)
TT

كوريا الشمالية تطلق صواريخ بالستية تزامناً مع زيارة بلينكن لسيول

زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون أشرف على مناورة مدفعية واسعة النطاق (أ.ف.ب)
زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون أشرف على مناورة مدفعية واسعة النطاق (أ.ف.ب)

أطلقت كوريا الشماليّة اليوم (الاثنين) صواريخ بالستيّة عدّة قصيرة المدى، وفق ما أعلن الجيش الكوري الجنوبي، تزامناً مع زيارة وزير الخارجيّة الأميركي أنتوني بلينكن لسيول.

وذكر الجيش الكوري الجنوبي أنّه «رصد نحو الساعة 7:44 (22:44 بتوقيت غرينتش) إطلاق ما يبدو أنّها صواريخ بالستيّة عدّة قصيرة المدى» قطعت نحو 300 كيلومتر قبل أن تسقط في البحر الشرقي، المعروف أيضاً باسم بحر اليابان. وقالت هيئة الأركان المشتركة الكوريّة الجنوبيّة: «نتبادل المعلومات ذات الصلة مع الولايات المتحدة واليابان، ونبقى مستعدّين للتدخّل».

وتزامنت عمليّات الإطلاق الصاروخيّة مع زيارة بلينكن الذي وصل إلى سيول مساء اليوم السابق. والتقى بلينكن الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول صباح الاثنين، وفق مقرّبين منه. كما يُشارك بلينكن الاثنين في «القمّة من أجل الديمقراطية» بنسختها الثالثة. وتأتي عمليّات الإطلاق هذه أيضاً بعد أيّام قليلة على اختتام سيول وواشنطن مناوراتهما السنويّة واسعة النطاق «درع الحرّية»، التي شملت تدريبات على اعتراض الصواريخ والهجمات الجوّية.

ونددت الولايات المتحدة بإطلاق كوريا الشمالية صاروخاً بالستياً تزامناً مع زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لكوريا الجنوبية.

وزير الخارجيّة الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيره الكوري الجنوبي شو تاي يول في سيول (رويترز)

وقال متحدّث باسم وزارة الخارجيّة الأميركيّة إنّ «عمليّات الإطلاق هذه، على غرار عمليّات إطلاق الصواريخ البالستيّة السابقة في السنوات الأخيرة، تنتهك قرارات متعدّدة لمجلس الأمن الدولي»، مشدداً على أنّ هذه العمليّات «تهدّد» جيران كوريا الشماليّة و«تقوّض الأمن الإقليمي». وأضاف: «نظلّ ملتزمين بنهج دبلوماسي وندعو كوريا الشماليّة إلى الحوار»، مؤكداً في الوقت نفسه أنّ «التزامنا بالدفاع عن اليابان وكوريا الجنوبيّة يبقى ثابتاً». ووفقاً لوسائل إعلام يابانيّة، تمّ إطلاق ثلاثة صواريخ بالستيّة قصيرة المدى، في حين دان رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا تجارب الأسلحة «المتكرّرة» من جانب كوريا الشماليّة. وقال إنّ هذه «السلسلة من الأفعال تهدّد سلم وأمن اليابان والمنطقة والمجتمع الدولي. نحن لن نتسامح مع ذلك». وعمليّات الإطلاق الصاروخيّة هذه، هي الثانية من نوعها تُنفّذها بيونغ يانغ عام 2024، بعد إطلاقها في 14 يناير (كانون الثاني) صاروخاً مزوّداً رأساً حربياً فرط صوتي، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». ووصل بلينكن إلى كوريا الجنوبيّة الأحد للمشاركة في النسخة الثالثة من «القمّة من أجل الديمقراطية»، وهي مبادرة من الرئيس الأميركي جو بايدن تستضيفها سيول من الاثنين إلى الأربعاء، في حضور مسؤولين حكوميّين ومنظّمات غير حكوميّة وأعضاء من المجتمع المدني. وقال بلينكن في تصريحات مقتضبة في افتتاح القمّة: «لا يمكن لديمقراطيّاتنا أن تخدم مصالح قِلّة، لكنّها يجب أن تشمل الجميع». ومن المقرّر أن يبحث وزير الخارجيّة الأميركي أيضاً مع نظيره الكوري الجنوبي تشو تاي-يول في تعزيز التحالف بين واشنطن وسيول، في إطار سياسة «الردع الموسّع» في مواجهة كوريا الشماليّة. وحذّرت كوريا الشماليّة في بداية مارس (آذار) الولايات المتحدة وكوريا الجنوبيّة من أنّهما ستدفعان «ثمناً باهظاً» للمناورات، قبل أن تعلن أنّ زعيمها كيم جونغ أون أشرف على مناورة مدفعية واسعة النطاق شاركت فيها وحدات حدوديّة «تضع عاصمة العدوّ في متناول أيديها». منذ بداية العام، صنفت بيونغ يانغ سيول على أنّها «عدوّها الرئيسي»، وأغلقت الوكالات المخصّصة لإعادة التوحيد والحوار بين الكوريّتين، وهدّدت بخوض حرب في حال وقوع أيّ انتهاك لأراضيها «حتّى لو كان بمساحة 0.001 ملم فقط».

منذ بداية العام، صنفت بيونغ يانغ سيول على أنها «عدوها الرئيسي»، وأغلقت الوكالات المخصصة لإعادة التوحيد والحوار بين الكوريتين، وهددت بخوض حرب في حال وقوع أي انتهاك لأراضيها «حتى لو كان بمساحة 0.001 ملم فقط».


«طالبان» تقر بحاجتها إلى المجتمع الدولي غداة التمديد لـ«يوناما»

أفغان يتلقون مساعدات مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في المملكة العربية السعودية للمحتاجين خلال شهر رمضان المبارك في كابول (إ.ب.أ)
أفغان يتلقون مساعدات مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في المملكة العربية السعودية للمحتاجين خلال شهر رمضان المبارك في كابول (إ.ب.أ)
TT

«طالبان» تقر بحاجتها إلى المجتمع الدولي غداة التمديد لـ«يوناما»

أفغان يتلقون مساعدات مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في المملكة العربية السعودية للمحتاجين خلال شهر رمضان المبارك في كابول (إ.ب.أ)
أفغان يتلقون مساعدات مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في المملكة العربية السعودية للمحتاجين خلال شهر رمضان المبارك في كابول (إ.ب.أ)

رحبت «طالبان» بقرار مجلس الأمن التمديد لعام إضافي لبعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان «يوناما»، آملة أن يمكّن ذلك من إحياء العلاقات مع المجتمع الدولي، رغم الانتقادات التي وجّهها الأمين العام للمنظمة الدولية، أنطونيو غوتيريش، ومطالبته الحركة المتشددة بـ«رفع فوري» للحظر المفروض على تعليم الفتيات وعمل النساء، في هذا البلد المضطرب.

وكان مجلس الأمن قد صوّت بالإجماع على تمديد تفويض «يوناما» حتى 17 مارس (آذار) 2025، مشيراً إلى «أهمية الدور الذي ستواصل الأمم المتحدة القيام به من أجل (...) السلام والاستقرار في أفغانستان».

وعلّق الناطق باسم حكومة «طالبان»، ذبيح الله مجاهد، أن البلاد «بحاجة إلى التواصل مع المجتمع الدولي، وأن يوناما يمكنها تعزيز مثل هذه الروابط». بيد أنه ندّد بـ«الضغوط المُجحفة على أفغانستان»، داعياً إلى «رفع قرار تجميد» مليارات الدولارات من أصول البلاد.

ولا يزال الخلاف مستمراً بين الأمم المتحدة و«طالبان» بشأن تعيين مبعوث خاص إلى هذا البلد المضطرب، علماً بأن مجلس الأمن أقر ذلك في ديسمبر (كانون الأول)؛ لزيادة التواصل مع كابول، وتنسيق العمل الدولي بشأن هذه الدولة.

تقرير غوتيريش

عاملون أفغان يحتمون بالبلاستيك خلال يوم ماطر في هيرات (أ.ف.ب)

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد أبلغ أعضاء مجلس الأمن بأنه «رغم التحديات المعقّدة، لا تزال هناك آفاق محتملة في أن تكون أفغانستان قادرة على تحقيق نمو اقتصادي مستدام، ما يقلّل اعتمادها على المعونة الخارجية» طبقاً لما يدعو إليه قرار مجلس الأمن رقم 2721 لعام 2023، مع عودة أفغانستان «كبلد مسالم مع نفسه ومع جيرانه، ومندمج بالكامل في المجتمع الدولي». وإذ أشار إلى التقييم الشامل، الذي قدّمه المنسق الخاص للتقييم المستقل حول الوضع الراهن في أفغانستان، فريدون سينيرلي أوغلو، أشاد بـ«توافق» المجتمع الدولي على كيفية التعامل مع هذا البلد المضطرب منذ عقود.

ولفت إلى أن «سلطات الأمر الواقع تجتهد في عرض توجهاتها وسياساتها من خلال نهج للسياسة الداخلية والخارجية»، الذي يشرف على صوغه نائب رئيس الوزراء للشؤون السياسية لدى حكومة «طالبان»، مولوي عبد الكبير. وعبّر عن «القلق» من البيانات التي أصدرت أخيراً في احتفالات التخرج من المدارس الدينية، والتي «تتناقض مع الرؤية التي سبق أن أعلنتها سلطات الأمر الواقع بأن جميع الناس في أفغانستان متساوون، وبأنّ هذه السلطات تركّز على إسداء الخدمات لجميع السكان».

وأوضح غوتيريش أنه «رغم تضاؤل الموارد المالية، وتنافس الأولويات، ازدادت الحاجات من المعونات التمويلية لأجل دعم شعب أفغانستان الذي يواجه الزلازل، وعودة الأفغان على نطاق واسع من باكستان، والجفاف المتواصل»، مضيفاً أن ذلك يستوجب استمرار الأمم المتحدة في تقديم المساعدة الإنسانية الحيوية إلى أكثر المجتمعات المحلية ضعفاً في أفغانستان. وناشد الجهات المانحة أن «تجدد، على وجه السرعة، دعمها لفائدة 23.7 مليون من الذين يحتاجون إلى استجابات منقذة للحياة». وكرر نداءه إلى سلطات «طالبان» لكي «تُلغي التدابير التقييدية التي فرضتها على العاملات الأفغانيات في مجال المعونة، وعلى الموظفات الأفغانيات بالأمم المتحدة». وأكد أن التحديات تستدعي «توفير أشكال أكثر استدامة من المساعدة حتى يحرز البلد تقدماً في تلبية الحاجات الإنسانية الأساسية ومواجهة القضايا الاقتصادية المُلحة». وتطرّق إلى مكافحة المخدرات، مشيراً إلى أن «الحظر الذي فرضته سلطات الأمر الواقع على المخدرات أدى إلى انخفاض كبير في زراعة الأفيون، ولكنه أفضى أيضاً إلى خسارة فادحة في دخل المزارعين، الأمر الذي قد يدفع بعضهم، في ظل غياب مصادر الدخل البديلة، إلى العودة إلى زراعة الخشخاش».

تعليم الفتيات

أفغانيات ينقين الأعشاب الطبية في هيرات (إ.ب.أ)

وقال كبير الموظفين الدوليين إن فرص حصول الفتيات على التعليم وجودته في أفغانستان «لا تزال تبعث على القلق البالغ»؛ بسبب استمرار الحظر المفروض على التعليم الثانوي للفتيات، وعدَّ «بداية العام الدراسي الجديد في مارس بمثابة يوم آخر من الحزن للفتيات الأفغانيات وللعالم». لذلك كرّر دعوته إلى «رفع هذا الحظر فوراً»، وأنه «من غير المقبول أن تستمر القيود التي تفرضها سلطات الأمر الواقع على النساء والفتيات، بما في ذلك اعتقالهن واحتجازهن، لعدم التزامهن بالحجاب». وأكد أن «هذه الأعمال تشكل انتهاكاً مباشراً لحقوق الإنسان الأساسية الواجبة لهنّ، وتحمل وصمة عار كبيرة للنساء والفتيات داخل الثقافة الأفغانية، وتترك أثرا مخيفاً لدى الشرائح السكانية الأوسع من الإناث». ولفت إلى أنه «رغم أن سلطات الأمر الواقع اتخذت خطوات من أجل تحسين الانضباط في صفوف مسؤوليها، فإن الاستمرار في استحداث وتطبيق السياسات التي تنتهك حقوق الإنسان الواجبة للنساء والرجال الذين يعيشون في أفغانستان أمر مثير للفزع».


روسيا تأمر بتعزيز القوة النارية في مواجهة هجمات أوكرانيا

سيارات متضررة في أعقاب القصف الذي وصفته السلطات المحلية بأنه هجوم صاروخي أوكراني أثناء الصراع الروسي الأوكراني في بيلغورود بروسيا (رويترز)
سيارات متضررة في أعقاب القصف الذي وصفته السلطات المحلية بأنه هجوم صاروخي أوكراني أثناء الصراع الروسي الأوكراني في بيلغورود بروسيا (رويترز)
TT

روسيا تأمر بتعزيز القوة النارية في مواجهة هجمات أوكرانيا

سيارات متضررة في أعقاب القصف الذي وصفته السلطات المحلية بأنه هجوم صاروخي أوكراني أثناء الصراع الروسي الأوكراني في بيلغورود بروسيا (رويترز)
سيارات متضررة في أعقاب القصف الذي وصفته السلطات المحلية بأنه هجوم صاروخي أوكراني أثناء الصراع الروسي الأوكراني في بيلغورود بروسيا (رويترز)

أمرت روسيا، اليوم الأحد، بزيادة القوة النارية والتدريب للبحرية؛ لمواجهة تهديد الطائرات المُسيّرة الجوية والبحرية الأوكرانية، بعد سلسلة ضربات استهدفت سفناً حربية روسية.

وقال وزير الدفاع سيرغي شويغو، في بيان، خلال زيارة لأسطول البحر الأسود في جنوب روسيا: «يجب أن يُجرى تدريب للأفراد، كل يوم، تدريب على كيفية صد هجمات من الجو ومن سفن غير مأهولة».

وأوضحت وزارة الدفاع، في بيان، أن شويغو «أمر بنشر قوة نيران إضافية، وأنظمة مدافع رشاشة من العيار الثقيل؛ لهزيمة طائرات العدو المُسيّرة».

وزير الدفاع سيرغي شويغو يزور مركز قيادة أسطول البحر الأسود التابع للبحرية الروسية في مكان غير معروف (وزارة الدفاع الروسية - رويترز)

والبحر الأسود ساحة معركة أساسية في النزاع المستمر منذ عامين. وتقول أوكرانيا إنها دمرت أكثر من عشرين سفينة روسية، وفق ما أورد تقرير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ونقلت موسكو عدداً كبيراً من السفن العسكرية من قاعدتها البحرية الشهيرة في سيباستوبول، في شبه جزيرة القرم إلى ميناء نوفوروسيسك إلى الشرق، وسط موجة من الهجمات الأوكرانية.

وتحدّث المسؤولون الأوكرانيون عن نجاح عسكري في البحر الأسود، بينما كانت قواتهم البرية في كثير من الأحيان تُجبَر على التراجع أو في موقف دفاعي بشرق أوكرانيا.

وكانت وحدة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية قد نشرت، خلال الشهر الحالي، مقطعاً مصوراً لما قالت إنه هجوم على سفينة الدورية العسكرية الروسية سيرغي كوتوف، التي يبلغ طولها 94 متراً.

وأظهرت اللقطات طائرة بحرية مُسيّرة تقترب من جانب السفينة، قبل أن يحدث انفجار كبير أدى إلى تصاعد النيران والدخان، وتطاير حطام في الجو.