الجيش الليبي يعلن إسقاط طائرات مسيّرة تركية

حكومة «الوفاق» اتهمته بـ{قطع المياه عن طرابلس}

أحد عناصر الميليشيات الموالية لحكومة «الوفاق» الليبية خلال معارك جرت قرب بلدة الزاوية غرب طرابلس (أ.ف.ب)
أحد عناصر الميليشيات الموالية لحكومة «الوفاق» الليبية خلال معارك جرت قرب بلدة الزاوية غرب طرابلس (أ.ف.ب)
TT

الجيش الليبي يعلن إسقاط طائرات مسيّرة تركية

أحد عناصر الميليشيات الموالية لحكومة «الوفاق» الليبية خلال معارك جرت قرب بلدة الزاوية غرب طرابلس (أ.ف.ب)
أحد عناصر الميليشيات الموالية لحكومة «الوفاق» الليبية خلال معارك جرت قرب بلدة الزاوية غرب طرابلس (أ.ف.ب)

أعلنت قوات «الجيش الوطني» الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، أمس، أنها أسقطت مزيدا من الطائرات المسيّرة «درون» التركية، وقتلت على الأقل 15 من قوات حكومة «الوفاق»، التي اتهمته في المقابل بقطع المياه عن العاصمة، وسط تواصل القصف المتبادل بين الطرفين بالقذائف والصواريخ العشوائية.
وقال اللواء فوزي المنصوري، آمر غرفة عمليات أجدابيا وآمر محور عين زارة، إن «وحدات (الجيش الوطني) تمكنت من صد هجوم للميليشيات الإرهابية، المدعومة بمرتزقة سوريين وآليات وأسلحة تركية».
من جانبه، نقل اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم «الجيش الوطني»، في بيان مساء أول من أمس عن المنصوري أن «القتال أسفر عن تدمير ثلاث عربات مسلحة، وقتل أكثر من 15 إرهابياً». لافتا إلى «انتشار الكثير من الجثث داخل العربات المدمرة، والأشلاء في أرض المعركة». كما أوضح أن من أبرز القتلى الإرهابي عبد الحكيم الزين، آمر إحدى الميليشيات المسلحة وصهر الميليشياوي هيثم التاجوري. مبرزا سيطرة قوات «الجيش الوطني» على مراصد العدو بعد هروبهم منها.
وأعلن «الجيش الوطني» في بيان لشعبة إعلامه الحربي، مساء أول من أمس، أن منصات دفاعه الجوي أسقطت طائرة تركية مُسيّرة في منطقة بوقرين، شرق مدينة مصراتة بغرب البلاد، عندما حاولت استهداف تمركزات الوحدات العسكرية، بعدما أقلعت من الكلية الجوية بالمدينة.
كما أعلن المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة بـ«الجيش الوطني»، أمس، أن قواته الجوية نفذت عددا من الضربات بالطيران الليلي على مواقع الميليشيات في نفس المنطقة، وسط أنباء عن سقوط عدد من القتلى وحالة من الإرباك في صفوفهم، على حد تعبيره.
وكان المركز قد أعلن في بيان مقتضب، مساء أول من أمس، إسقاط طائرتي درون تركية في جنوب مصراتة والوشكة. لكنه لم يقدم مزيدا من التفاصيل.
في سياق ذلك، كشف بيان لإدارة التوجيه المعنوي بـ«الجيش الوطني» عن «وصول 11 جثة لمرتزقة (الرئيس التركي رجب طيب) إردوغان من السوريين (المتأتركين) بمصحة عرادة في طرابلس، والذين قتلوا في قصف الجيش لقاعدة معيتيقة»، التي أشار إلى «احتلال القوات التركية لها، واحتوائها على غرف عمليات الطائرات المسيّرة، التي تقوم بقصف واستهداف قوات الجيش، والمستلزمات الطبية والاحتياجات الإنسانية، رغم التزامها بالهدنة الإنسانية ورفض الميليشيات، وأسيادهم الأتراك أي الالتزام بها»، وفقا لنص البيان.
إلى ذلك، أعلن جهاز «النهر الصناعي» مساء أول من أمس عن توقف ضخ المياه من حقول آبار المياه بعد قيام مجموعة مسلحة باقتحام موقع «الشويرف»، وإجبار العاملين على إقفال كافة صمامات التحكم بالتدفق، وإيقاف تشغيل آبار الحقول إلى حين تحقق مطالب لهم، وقال إن هذا سيؤدي إلى انقطاع المياه عن عدة مدن، من بينها العاصمة طرابلس.
وشددت إدارة الجهاز في بيان لها على أنها «جهة خدمية تقدم خدمة الإمداد المائي لكافة المواطنين»، وطالبت الجهات الأمنية والعسكرية بالدولة بتحمل مسؤوليتها لحماية حقول آبار المياه، ومحطات التحكم ومسارات أنابيب المياه بالمنظومة.
في السياق ذاته، أكدت عملية «بركان الغضب»، التابعة لقوات حكومة «الوفاق»، قيام من وصفتها بـ«عصابات إجرامية، تأتمر بأوامر حفتر، بالتورط في هذا العمل، وقطع المياه عن مدن المنطقة الغربية، بما فيها العاصمة طرابلس، التي تأوي أكثر من ثلث سكان ليبيا ومدينة غريان، وبعض مدن الجبل الغربي».
وتساءلت وسائل إعلام محلية، موالية لحكومة السراج، «عما إذا كانت المياه هي الورقة الثانية بعد النفط لدى قوات الجيش الوطني، لابتزاز العاصمة وسكانها، واستعمالها كأداة ضغط أمام الحكومة، أم أنها مجرد اعتداءات بغرض النهب والسرقة؟».
وسيؤدي نقص المياه في المدينة الساحلية، التي يقطنها 2.5 مليون نسمة، إلى تزايد معاناة السكان الذين يكابدون الحياة وسط القتال المستمر منذ العام الماضي.
ويعد مشروع النهر الصناعي أحد مشروعات التنمية القليلة، التي أسسها الرئيس الراحل معمر القذافي، وهو شبكة خطوط لنقل المياه الجوفية من الصحراء القاحلة إلى كامل المدن الليبية، عبر شبكة أنابيب يبلغ طولها 4 آلاف كيلومتر، مثلت مشروعا رائدا من مشروعات الهندسة المدنية على مستوى العالم عند بنائها في الثمانينات.
من جهة أخرى قالت مؤسسة النفط، الموالية لحكومة السراج، إن إنتاج ليبيا بلغ 89 ألفا و933 برميلا بحلول يوم الأحد الماضي، وأوضحت في بيان أن ما وصفته بـ«الانخفاض القسري وغير القانوني» في الإنتاج أدى إلى خسائر تجاوزت 3.9 مليار دولار منذ السابع عشر من يناير (كانون الثاني) الماضي.
ودعت المؤسسة في بيانها «كافة الأطراف في ليبيا» إلى رفع الحصار المفروض على منشآتها النفطية، واستئناف إنتاج النفط والغاز، بعدما تسبب إغلاق موانئ وحقول نفطية بواسطة قبائل موالية للجيش الوطني بشرق البلاد في هبوط حاد للإنتاج، من مستويات بلغت حوالي 1.2 مليون برميل يوميا.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».