ماذا لو عاد الزمن إلى الوراء بالأندية الإنجليزية ؟

توتنهام ومانشستر سيتي وليستر وتشيلسي كان يتعين عليها اتخاذ قرارات مختلفة في بداية الموسم

أوتامندي (يسار)... نقطة ضعف في دفاع مانشستر سيتي (إ.ب.أ)
أوتامندي (يسار)... نقطة ضعف في دفاع مانشستر سيتي (إ.ب.أ)
TT

ماذا لو عاد الزمن إلى الوراء بالأندية الإنجليزية ؟

أوتامندي (يسار)... نقطة ضعف في دفاع مانشستر سيتي (إ.ب.أ)
أوتامندي (يسار)... نقطة ضعف في دفاع مانشستر سيتي (إ.ب.أ)

هناك حالة من الجدل الشديد الآن في الأوساط الكروية بعد توقف المنافسات والمسابقات الرياضية، حيث يرى البعض أنه يجب إكمال الموسم، في حين يرى البعض الآخر أنه يجب إلغاء الموسم عند هذا الحد. لكن الشيء المؤكد هو أن هذا الأمر سيعتمد على تطورات تفشي فيروس كورونا خلال الفترة المقبلة، ومدة استمرار إيقاف المسابقات، وما إذا كنا سنرى موجة ثانية من العدوى بهذا الفيروس أم لا. لكن هناك افتراضاً آخر: ماذا لو عاد الزمن بأندية الدوري الإنجليزي الممتاز إلى بداية الصيف الماضي؟ وما الذي ستفعله هذه الأندية بشكل مختلف لو حدث ذلك؟
دعونا نبدأ بالحالة الأبرز في هذا الصدد، وهي بالطبع نادي توتنهام هوتسبير والقرار الذي اتخذه بإقالة مديره الفني الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو وتعيين البرتغالي جوزيه مورينيو بدلاً منه. وهل كان رئيس توتنهام، دانيل ليفي، سيتخذ القرار نفسه لو عاد به الزمن بعدما رأى المستوى الذي قدمه الفريق تحت قيادة مورينيو بعد ذلك؟ وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أن توتنهام لم يحقق أي فوز في مبارياته الست الأخيرة. وعلاوة على ذلك، خرج الفريق من كأس الاتحاد الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا، ويتخلف بفارق 7 نقاط كاملة عن صاحب المركز الرابع. كما أن الفريق لم يحافظ على نظافة شباكه سوى 3 مرات فقط في 26 مباراة تحت قيادة مورينيو. وبالتالي، فإن قرار إقالة بوكتينيو والتعاقد مع مورينيو كان قاسياً للغاية على النادي.
صحيح أن الفريق عانى من غياب عدد كبير من لاعبيه بسبب الإصابات، لكن إذا كانت هذه القائمة المحدودة من اللاعبين تمثل مشكلة بالنسبة لمورينيو، فلماذا لا نقول الشيء نفسه بالنسبة لبوكيتينو؟ ونعلم جميعاً أن المدير الفني الأرجنتيني قد اشتكى كثيراً من عدم إنفاق النادي بما يكفي لتدعيم صفوف الفريق. ووجد ليفي نفسه أمام خيارين؛ إما التخلي عن المدير الفني أو التعاقد مع عدد من اللاعبين الجدد، لذلك قرر التضحية ببوكيتينو، لكن يبدو الأمر كأنه سيكون مجبراً على التعاقد مع عدد كبير من اللاعبين الجدد أيضاً! وعندما يتعلق الأمر بتلك النقطة، هناك سؤال مهم يجب طرحه؛ وهو: هل تفضل أن يكون لديك مدير فني قوي أثبت قدرته على بناء فريق رائع بميزانية محدودة، أم مدير فني كان يحقق نجاحات كبيرة في السابق ويفضل التعاقد مع لاعبين بارزين وباتت أفكاره تبدو بالية وعفا عليها الزمن؟
وفيما يتعلق بالتعاقد مع مديرين فنيين جدد أو الإطاحة بمديرين فنيين آخرين، فربما كان واتفورد يعتقد أنه بإمكانه إقالة خافي غارسيا في الصيف بدلاً من الانتظار حتى سبتمبر (أيلول)، ومن المؤكد أنه لن يشعر بالانزعاج مرة أخرى من الـ12 مباراة التي لعبها الفريق تحت قيادة كيكي سانشيز فلوريس! وربما يعتقد إيفرتون وآرسنال ووستهام أنه كان بإمكانهم التصرف بسرعة أكبر للعودة إلى المسار الصحيح بعد الصعوبات التي عانوا منها خلال المواسم السابقة.
أما فيما يتعلق بمقدمة جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، فربما لم يكن يتعين على ليفربول تغيير كثير من الأشياء، على الرغم من أنه ربما كان يتعين عليه أن ينظر إلى ما حدث خلال فترة توقف المسابقة بسبب عطلة الشتاء ويبحث عن السبب الذي أدى إلى فقدان الفريق لإيقاعه المميز خلال فبراير (شباط) وأوائل مارس (آذار). وبالنظر إلى الكيفية التي ودع بها الفريق دوري أبطال أوروبا أمام أتلتيكو مدريد، ربما يتعين على ليفربول أن يبحث عن التعاقد مع حارس مرمى جيد ليكون بديلاً لحارس مرماه الأساسي أليسون بيكر.
أما بالنسبة لمانشستر سيتي، فيعاني الفريق من مشكلة واضحة للغاية كان يتعين عليه اتخاذ خطوات سريعة لمعالجتها، وهي عدم وجود لاعب احتياطي جيد في خط الدفاع يمكن الاعتماد عليه في حال غياب أحد قلبي الدفاع الأساسيين. فبعد رحيل المدافع البلجيكي فينسنت كومباني ظهر أن الفريق يعاني بشدة في النواحي الدفاعية، خصوصاً أن المدافع الأرجنتيني نيكولاس أوتامندي يتسم بالتهور الشديد، ويبدو أقل لاعب في الفريق يمتلك المواصفات التي يبحث عنها دائماً المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا. وعلاوة على ذلك، يعاني المدافع الإنجليزي جون ستونز من عدم ثبات مستواه لفترة طويلة، وبالتالي كان مانشستر سيتي يعتمد بشكل أساسي على إيمريك لابورت. لكن المدافع الفرنسي لم يشارك في التشكيلة الأساسية للفريق سوى في 7 مباريات فقط هذا الموسم وغاب لفترة طويلة بسبب الإصابة، وربما كان هذا هو السبب الرئيسي في اتساع الفجوة بشكل هائل بين المتصدر ليفربول وملاحقه مانشستر سيتي. وعلاوة على ذلك، عندما أعاد غوارديولا اللاعب البرازيلي المخضرم فيرناندينيو للعب في مركز قلب الدفاع، أدى ذلك إلى فقدان خدماته في خط الوسط بشكل واضح.
أما قضية مانشستر يونايتد فتبدو مثيرة للاهتمام. فنظراً للتحسن الملحوظ الذي طرأ على أداء الفريق بعد التعاقد مع اللاعب البرتغالي برونو فرنانديز – فاز الفريق في 6 مباريات وتعادل في 3 مباريات منذ التعاقد مع فرنانديز في نهاية يناير (كانون الثاني) – فربما كان يتعين على مسؤولي مانشستر يونايتد التعاقد مع اللاعب البرتغالي خلال الصيف الماضي، بدلاً من الانتظار حتى فترة الانتقالات الشتوية. كما كان يتعين على مانشستر يونايتد أن يتعاقد مع هاري ماغواير - على افتراض أن مانشستر يونايتد ما زال يعتبره يستحق 80 مليون جنيه إسترليني – في وقت مبكر لكي يحصل المدافع الإنجليزي الدولي على مزيد من الوقت للتكيف مع زملائه الجدد.
وبالنظر إلى أن بول بوغبا لم يشارك إلا في 5 مباريات فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، ولم يشارك في أي مباراة منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فربما كان من المفترض أن يبيعه النادي خلال الصيف الماضي، خصوصاً أنه لا يوجد أي شخص الآن في مانشستر يونايتد يعتقد أن هذا اللاعب ينتظره مستقبل جيد في النادي. وهناك أيضاً أولئك الذين قد يرون أنه كان يتعين على مانشستر يونايتد إقالة مديره الفني النرويجي أولي غونار سولسكاير والتعاقد مع المدير الفني الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو عندما بات متاحاً في سوق الانتقالات بعد إقالته من تدريب توتنهام، على الرغم من أن المستويات الأخيرة التي يقدمها مانشستر يونايتد قد قللت من حدة المخاوف بشأن قدرة سولسكاير على قيادة الفريق على المدى الطويل.
لكن ماذا عن التعاقدات التي كان يتعين على الأندية عدم إبرامها؟ فهل كان يتعين على مانشستر سيتي أن ينفق 58.5 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع جواو كانسيلو، الذي لم يشارك في التشكيلة الأساسية للفريق بالدوري سوى في 8 مباريات؟ ومن المؤكد أن نيوكاسل يونايتد لم يكن يتعين عليه أن يدفع 40 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع جويلينتون، نظراً لأن صفاته لا تناسب الطريقة التي يلعب بها الفريق والتي تجعل المهاجم الأساسي معزولاً عن باقي لاعبي الفريق في الأمام. ربما ما زال توتنهام يرى أنه كان يتعين عليه أن يدفع 54 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع تانغاي ندومبيلي، لكن ربما يكون ذلك صحيحاً لولا تعاقد النادي مع مورينيو! وربما سيعيد أستون فيلا التفكير تماماً في الاستراتيجية التي يتبناها فيما يتعلق بالتعاقد مع اللاعبين الجدد، خصوصاً أن النادي قد أنفق 140 مليون جنيه إسترليني دون أن نرى أي تأثير لذلك داخل المستطيل الأخضر. ورغم أن أستون فيلا قد صادفه سوء حظ كبير بسبب إصابة مهاجمه البرازيلي ويسلي، فإن اللاعب الوحيد الذي حقق نجاحاً كبيراً مع الفريق هو تيرون مينغز. وربما يتعين على وستهام يونايتد أن يعيد النظر أيضاً في سياسة التعاقد مع اللاعبين الجدد.
وربما لم يكن يتعين على ليستر سيتي وتشيلسي أن يغيرا الكثير، على الرغم من أنه ربما كان يتعين على المدير الفني للبلوز، فرانك لامبارد، أن يعتمد على المهاجم الفرنسي المخضرم أوليفييه جيرو في وقت مبكر لو أتيحت له الفرصة لذلك. لكن ربما تكون الحالة الأكثر إثارة للاهتمام للنادي الذي كان يتعين عليه أن يجري قليلاً من التغييرات هو نوريتش سيتي. من السهل أن نقول إنه كان يتعين على النادي أن ينفق بشكل أكبر على تدعيم صفوفه، وإن التعاقد مع اثنين من اللاعبين البارزين ربما كان سينقل النادي إلى مستوى آخر. لكن بالنظر إلى القيود المالية التي يعمل في إطارها النادي، فمن غير الواضح كم كان بإمكان النادي فعل المزيد لتدعيم صفوفه، خصوصاً أن الفريق بقيادة المدير الفني الألماني دانييل فارك لديه فريق شاب ويقدم كرة قدم جميلة وممتعة.


مقالات ذات صلة

مدرب توتنهام يهاجم فيرنر: لم تكن مثالياً أمام رينجرز

رياضة عالمية استبدل بوستيكوغلو المهاجم فيرنر ودفع بالجناح ديان كولوسيفسكي (إ.ب.أ)

مدرب توتنهام يهاجم فيرنر: لم تكن مثالياً أمام رينجرز

وجه أنجي بوستيكوغلو، مدرب توتنهام هوتسبير، انتقادات لاذعة لمهاجمه تيمو فيرنر بعدما استبدله بين الشوطين خلال التعادل 1-1 مع رينجرز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوندوغان نجم السيتي خلال مواجهة اليوفي بدوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)

غوندوغان: على الجميع تقديم أفضل أداء لتبديل حظوظنا

اعترف الألماني إلكاي غوندوغان، لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي، بأن فريقه "لم يعد جيدا بشكل كاف"، في الوقت الذي فشل فيه في إيجاد حل لتبديل حظوظه بالموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كايل ووكر (أ.ف.ب)

سيتي يدين الإساءة العنصرية ضد قائده ووكر

أدان مانشستر سيتي الإساءات العنصرية، عبر الإنترنت، التي استهدفت قائد فريقه كايل ووكر بعد الخسارة 2 - صفر أمام يوفنتوس الإيطالي في دوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية رحل أشوورث عن يونايتد يوم الأحد الماضي بموجب اتفاق بين الطرفين (رويترز)

أموريم: أهداف مانشستر يونايتد لن تتغير برحيل أشوورث

قال روبن أموريم، مدرب مانشستر يونايتد، إن رحيل دان أشوورث عن منصب المدير الرياضي يشكل موقفاً صعباً بالنسبة للنادي لكنّ شيئاً لم يتغير فيما يتعلق بأهدافه.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ب)

غوارديولا: «سُنة الحياة» هي السبب فيما يجري لمانشستر سيتي

رفض المدرب الإسباني لمانشستر سيتي الإنجليزي بيب غوارديولا اعتبار الفترة الحالية التحدي الأصعب في مسيرته.


«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.