ملك المغرب يعين وزيراً جديداً للثقافة والشباب والرياضة

أسند مهمة الناطق الرسمي باسم الحكومة إلى وزير التربية

الملك محمد السادس يجري تعديلاً محدوداً على حكومة الدكتور سعد الدين العثماني
الملك محمد السادس يجري تعديلاً محدوداً على حكومة الدكتور سعد الدين العثماني
TT

ملك المغرب يعين وزيراً جديداً للثقافة والشباب والرياضة

الملك محمد السادس يجري تعديلاً محدوداً على حكومة الدكتور سعد الدين العثماني
الملك محمد السادس يجري تعديلاً محدوداً على حكومة الدكتور سعد الدين العثماني

أجرى العاهل المغربي الملك محمد السادس تعديلاً محدوداً على حكومة الدكتور سعد الدين العثماني الثانية؛ حيث عيّن عثمان الفردوس، المنتمي لحزب الاتحاد الدستوري، وزيراً للثقافة والشباب والرياضة، خلفاً للحسن عبيابة، الذي ينتمي للحزب ذاته، بينما أُسندت مهمة الناطق الرسمي باسم الحكومة إلى سعيد أمزازي وزير التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي.
وكان عبيابة يشغل أيضاً منصب الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، كما أن قطاع الاتصال (الإعلام) كان تابعاً له بعد إلغاء وزارة الاتصال.
وسبق للفردوس أن شغل منصب وزير دولة (كاتب دولة) للصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي.
ولم تخالف مغادرة عبيابة لمنصبه توقعات المراقبين بعد وقوع أخطاء عدة، من بينها ضعف التواصل، وارتكاب أخطاء بروتوكولية، مثل النطق غير الصحيح لاسم الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني، أو الخطأ في نطق كلمة «كورونا»، واستخدام كلمة «كورنيا»، بالإضافة إلى زلات أخرى كثيرة أثارت موجات من السخرية والتهكم في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية.
ويعد هذا التعديل الأول من نوعه لحكومة العثماني الثانية، التي عيّنها الملك محمد السادس، يوم 9 أكتوبر (تشرين الأول) 2019. وضمت 24 وزيراً، بدلاً من 39 في الحكومة السابقة لها، من ضمنهم 4 نساء، و6 وجوه جديدة، وجرى إلغاء وزارتي الاتصال والحكامة والشؤون العامة للحكومة من الهيكلة الجديدة للحكومة.
يذكر أن الفردوس، من مواليد 13 يناير (كانون الثاني) 1979. وهو حاصل على شهادة عليا في الصحافة من معهد الدراسات السياسية بباريس، وأخرى في مجالات الإدارة والتجارة.
وصدرت للفردوس مجموعة من المؤلفات، منها على الخصوص «النتائج غير المتوقعة لمعاهدة لشبونة حول السياسة الأوروبية للمغرب» في يناير 2017. و«طرق الحرير... المغرب الكبير يشهد عاجزاً التدهور الاقتصادي لأوروبا» خلال نوفمبر (تشرين الثاني) 2016. و«البريكزيت وقصور الرؤية الاستراتيجية المقلق لبروكسل بالبحر الأبيض المتوسط» في يوليو (تموز) 2016.
وتولى الفردوس منذ يناير 2017 رئاسة نادي جبل طارق، وقد تولى أيضاً مهام الكاتب العام (الأمين العام) لجمعية خريجي العلوم السياسية بالمغرب ما بين عامي 2012 و2016.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.