ضغوطات على دمشق لإطلاق معتقلين

سوريان يرتديان قناعين واقيين أمام لافتات للتوعية من فيروس كورونا في دمشق (أ.ف.ب)
سوريان يرتديان قناعين واقيين أمام لافتات للتوعية من فيروس كورونا في دمشق (أ.ف.ب)
TT

ضغوطات على دمشق لإطلاق معتقلين

سوريان يرتديان قناعين واقيين أمام لافتات للتوعية من فيروس كورونا في دمشق (أ.ف.ب)
سوريان يرتديان قناعين واقيين أمام لافتات للتوعية من فيروس كورونا في دمشق (أ.ف.ب)

أعلنت منظمات حقوقية أن دمشق تماطل في إطلاق سراح السجناء بموجب عفو أعلنه الرئيس بشار الأسد، الأمر الذي يثير مخاوف بشأن حدوث تفش جماعي لفيروس «كورونا» في السجون المزدحمة.
وأفاد «مجلس المدونة السورية» الذي يضم شخصيات من مختلف المكونات السورية، أنه «انطلاقاً من مبادئ مدونة السلوك للعيش السوري المشترك ومن قناعتنا بها؛ وبالنظر إلى تفشي وباء الكورونا وما يمكن أن يؤدي إليه ذلك على ضوء وضع الرعاية الصحية المتدهور والطاقات الأقل من متواضعة في هذا المجال على الإقليم السوري كاملاً؛ وبما أن السجون والمعتقلات من أكثر الأماكن التي يمكن أن يتفشى فيها هذا الوباء، ما سيؤدي إلى كارثة إنسانية بسبب المستوى المتدني للرعاية الصحية بشكل خاص في هذه الأماكن؛ فإننا نناشد الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والصحية العالمية والدول كافة تقديم كل أنواع الدعم والمساعدات الصحية من مواد وأدوية وأجهزة طبية، إضافة إلى التحرك والعمل بجدية على هذا الموضوع مع جميع أطراف النزاع في سوريا من أجل الحفاظ على صحة جميع السوريين».
وأضاف البيان: «نهيب بأطراف النزاع كافة النحو منحى دول أخرى والتصرف بإنسانية والإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين لديهم».
وأكدت الحكومة السورية أنها رصدت 19 حالة إصابة مؤكدة فقط بمرض كوفيد - 19. وحالتي وفاة. لكن هناك مخاوف على نطاق واسع بأن سوريا لن تكون قادرة على احتواء الفيروس في حالة تفشيه، حيث إن نظامها الصحي ضعيف للغاية بسبب الحرب الأهلية التي اندلعت منذ نحو عشر سنوات.
وأشار غير بيدرسن، مبعوث الأمم المتحدة لسوريا، الأسبوع الماضي إلى خطورة تفش سريع لمرض كوفيد - 19. وهو مرض تنفسي شديد العدوى يسببه الفيروس في سجون البلاد وحث على اتخاذ إجراء عاجل لإطلاق سراح السجناء.
وأصدر الرئيس الأسد يوم 22 مارس (آذار) عفوا عن سجناء، ووسّع نطاق الجرائم التي يغطيها عفو أُعلن في سبتمبر (أيلول) الماضي.
لكن جماعات لحقوق الإنسان تقول إنه لم يُفرج حتى الآن سوى عن بضع مئات المسجونين بتهم ارتكاب جرائم عامة فيما وصفوه بأنه لفتة رمزية لصرف الأنظار عن مطالبات دمشق بأن تحذو حذو دول أخرى بينها حليفتها المقربة إيران التي أفرجت عن عشرات آلاف السجناء مع اجتياح الفيروس للعالم.
وقال فضل عبد الغني رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان لـ«رويترز» إن النظام السوري يسعى للتحايل على الضغوط التي يواجهها من المنظمات والدول التي تخشى تفشي كوفيد - 19 بين السجناء. وأوضح أن المُفرج عنهم ليس بينهم أي ناشطين مدنيين أو غيرهم من عشرات آلاف السجناء السياسيين المحتجزين منذ اندلاع الصراع في سوريا.

تكدس شديد
وقالت لين معلوف، مديرة بحوث الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية، إن فيروس كورونا المستجد يمكن أن ينتشر سريعا في السجون السورية ومراكز الاعتقال نظرا لسوء الصرف الصحي وعدم توفر مياه نظيفة والتكدس الشديد للمحتجزين.
ولم تذكر وسائل الإعلام الحكومية السورية عدد السجناء الذين تم الإفراج عنهم في الآونة الأخيرة. وقال قضاة إن الهدف هو تخفيف أعداد السجناء. وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن المُفرج عنهم مدانون بارتكاب جرائم بينها التهريب والتزوير.
وأضافت الشبكة أنها وثّقت 665 حالة اعتقال تعسفي و116 حالة وفاة تحت التعذيب و232 عملية إطلاق سراح منذ صدور العفو في سبتمبر.
ويقول محققون بالأمم المتحدة وناشطون حقوقيون غربيون إن السلطات السورية اعتقلت وعذبت عشرات الألوف منذ بدء الصراع في 2011. وقالت لجنة تحقيق دولية مستقلة تابعة للأمم المتحدة في تقرير صدر عام 2018 إن أماكن وجود هؤلاء المعتقلين لا تزال مجهولة وغير معترف بها من جانب الدولة. وتوضح أن هؤلاء المدنيين «مختفون» وكثيرون منهم قد لا يكونون على قيد الحياة.
وتنفي حكومة الأسد احتجاز سجناء رأي وتعذيب معتقلين حتى الموت في سجون سرية تابعة للأمن.
وتقول سارة الكيّالي، الباحثة في الشؤون السورية بمنظمة «هيومن رايتس ووتش»، إن السجون السورية تضم منشآت تديرها أجهزة الأمن، وتنكر السلطات وجودها، ويعتبر الحرمان من الرعاية الطبية جزءا من سياسة التعذيب المنتشرة على نطاق واسع.
وعبّرت عن خوفها الشديد بخصوص المعتقلين في مثل تلك السجون. وقالت «لن أفرض أي غرض للحكومة السورية، لكن تخيّل أن لديك سجناء مصابين وسط أناس تريد (الحكومة) بالفعل التخلص منهم بسبب معارضتهم لها؟».



محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.