أوكرانيا تصارع حريقاً قرب «تشيرنوبل»

وسط إشعاع أعلى 16 مرة من الطبيعي من آثار كارثة الثمانينات

دخان الحرائق المندلعة في غابة قرب محطة تشيرنوبل في أوكرانيا (أ.ب)
دخان الحرائق المندلعة في غابة قرب محطة تشيرنوبل في أوكرانيا (أ.ب)
TT

أوكرانيا تصارع حريقاً قرب «تشيرنوبل»

دخان الحرائق المندلعة في غابة قرب محطة تشيرنوبل في أوكرانيا (أ.ب)
دخان الحرائق المندلعة في غابة قرب محطة تشيرنوبل في أوكرانيا (أ.ب)

واصل رجال الإطفاء في المنطقة العازلة المحظورة حول محطة «تشيرنوبل» في شمال أوكرانيا أمس (الاثنين)، ولليوم الثالث على التوالي، الكفاح للسيطرة على حرائق غابات في المنطقة، التي لا تزال ملوثة بالإشعاع الناتج عن الكارثة التي وقعت بالمحطة النووية قبل أكثر من ثلاثة عقود.
وقال إيجور فيرسوف، المسؤول البيئي البارز، في بيان نقلته «وكالة الأنباء الإيرانية»، إن الإشعاع في المنطقة أعلى 16 مرة من المعدلات الطبيعية.
وقالت خدمة الطوارئ الرسمية، في بيان، إن نحو 25 هكتاراً من الغابات في المنطقة غير المأهولة تقريباً كانت مشتعلة حتى صباح اليوم (الاثنين). ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا.
وكانت تقارير أفادت بأن الحريق انتشر على مساحة أكثر من مائة ألف هكتار مطلع الأسبوع. ويعمل نحو 140 من رجال الإطفاء لإخماده.
وقال فيرسوف، الذي يترأس الهيئة الرسمية المعنية بحماية البيئة، إنه يعتقد أن الحريق تطوّر من حريق محدود في عشب. ويجري تحقيق لتحديد سبب اندلاع الحريق.
تجدر الإشارة إلى أن إشعال النار يكون شائعاً في أوائل الربيع، حيث يقوم المزارعون بإشعال حرائق تحت السيطرة للتخلص من النباتات الصغيرة.
ويعتبر الانفجار الذي وقع بالمفاعل، الواقع على مسافة نحو مائة كيلومتر إلى الشمال من كييف، هو أسوأ كارثة نووية في التاريخ.
وبدأت أوكرانيا في تسهيل جولات سياحية إلى الموقع عام 2011 بعد تراجع مستويات الإشعاع التي تسببت فيها الكارثة إلى مستويات وصفتها الحكومة بأنها مسموح بها.
وسجلت أوكرانيا العام الماضي أكبر عدد من السياح إلى المنطقة العازلة لتشيرنوبل، القريبة من حدودها الشمالية مع بيلاروس، حيث زارها أكثر من مائة ألف شخص.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».