مستوطنون يصعّدون في الضفة الغربية

«زوارق إسرائيلية» استهدفت مراكب الصيادين شمال غزة

مواجهات بين الشبان والجنود الإسرائيليين في جبل العرمة خلال تصدي أهالي البلدة لاقتحام المستوطنين مارس الماضي (وفا)
مواجهات بين الشبان والجنود الإسرائيليين في جبل العرمة خلال تصدي أهالي البلدة لاقتحام المستوطنين مارس الماضي (وفا)
TT

مستوطنون يصعّدون في الضفة الغربية

مواجهات بين الشبان والجنود الإسرائيليين في جبل العرمة خلال تصدي أهالي البلدة لاقتحام المستوطنين مارس الماضي (وفا)
مواجهات بين الشبان والجنود الإسرائيليين في جبل العرمة خلال تصدي أهالي البلدة لاقتحام المستوطنين مارس الماضي (وفا)

واصلت إسرائيل اعتقالاتها في الضفة الغربية على الرغم من الإجراءات الوقائية المتبعة في الضفة بسبب فيروس كورونا، كما صعّد مستوطنون من هجماتهم ضد الفلسطينيين.
وفي حين اعتقلت قوات الاحتلال فلسطينيين من جنين، هاجم مستوطنون منازل فلسطينيين في شارع الشهداء، وسط مدينة الخليل.
وقال المواطن زيدان الشرباتي، الذي يقطن في أحد المنازل، للوكالة الرسمية، إن «المستوطنين تسللوا إلى سطح المنزل الذي أعيش فيه أنا وشقيقي وعائلاتنا، تحت حماية جنود الاحتلال، وعبثوا بخزانات مياهنا وأنزلوا العلم الفلسطيني من على سطح منزلنا ورفعوا العلم الإسرائيلي مكانه، وعندما حاولنا مطاردتهم، هربوا صوب مستوطنة بيت هداسا المقامة على ممتلكات المواطنين وأراضيهم، عبر أسطح المنازل وهم يوجهون الشتائم».
وأضاف «نحن متخوفون من صعود المستوطنين عبر الحقول والمباني إلى المنزل مجدداً والعبث بأنابيب المياه، خاصة مع انتشار فيروس كورونا، وننتظر طواقم خاصة من البلدية لتقوم بفحص المياه للتحقق من صحتها وصلاحيتها للشرب».
وهجوم المستوطنين في الخليل جاء بعد يوم من هجوم آخر على فلسطينيين في القدس.
وكانت صحيفة إسرائيلية نشرت الأحد عن ارتفاع ملحوظ في الاعتداءات والهجمات التي يشنها المستوطنون ضد الفلسطينيين، في الضفة الغربية المحتلة خلال الأسابيع الأخيرة.
ورصدت «هآرتس» حادثة الاعتداء على المواطن الفلسطيني ناجي طنطرة، الذي تم إدخاله إلى المستشفى «مع كسر في الجمجمة بعد مهاجمته ببلطة، وآخر من عائلة النعسان ضرب بمطرقة على وجهه، وتم ضربه من قبل شباب يهود بقضبان من الحديد».
ونوهت الصحيفة إلى أن «مصادر أمنية ومنظمات حقوق الإنسان، أشاروا إلى ارتفاع عدد حالات هجوم مستوطنين يهود على فلسطينيين في الضفة الغربية في الأسابيع الأخيرة، مرجعين هذا الارتفاع إلى وقف مؤسسات التعليم بسبب وباء (كورونا)».
وبحسب معطيات نقلها مصدر أمني للصحيفة، فقد «حدثت في الشهر الماضي 16 حالة احتكاك جسدي بين مستوطنين وفلسطينيين، مقابل 9 حالات و5 حالات، في فبراير (شباط) ويناير (كانون الثاني) الماضيين على التوالي».
وأكدت منظمة «بيتسيلم» الإسرائيلية لحقوق الإنسان، أنها وثقت 50 حالة عنف وتخريب ممتلكات وسرقة وتهديد ضد الفلسطينيين منذ بداية عام 2020. منها 21 فقط مارس (آذار) الماضي.
في هذا الشأن، أكدت جمعية «يوجد قانون» الإسرائيلية، أن «91 في المائة من الملفات التي تم فتحها في منطقة شاي (الضفة) التابعة للشرطة الإسرائيلية، ما بين 2005 و2019 تم إغلاقها من دون تقديم لوائح اتهام».
وقال ليئور عميحاي، مدير عام الجمعية، إن «عدد وخطورة حالات العنف (ضد الفلسطينيين) التي تمت معالجتها مؤخراً كبير جدا»، مؤكداً أن سلطات الاحتلال «تواصل الاستخفاف بحياة الفلسطينيين، وتوفر للمعتدين الحماية ولا تعتقل المشاغبين».
وفي غزة، استهدفت الزوارق الإسرائيلية، أمس، مراكب الصيادين في بحر شمال مدينة غزة، في حين توغلت الآليات بشكل محدود في أراضي المواطنين ببلدة خزاعة شرق خانيونس.
ومهنة الصيد مهنة أساسية في القطاع، لكنها تأثرت بسبب القيود التي يفرضها الاحتلال على المساحات التي يسمح للصيادين بوصولها.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.