مستوطنون يصعّدون في الضفة الغربية

«زوارق إسرائيلية» استهدفت مراكب الصيادين شمال غزة

مواجهات بين الشبان والجنود الإسرائيليين في جبل العرمة خلال تصدي أهالي البلدة للمستوطنين الشهر الماضي (وفا)
مواجهات بين الشبان والجنود الإسرائيليين في جبل العرمة خلال تصدي أهالي البلدة للمستوطنين الشهر الماضي (وفا)
TT

مستوطنون يصعّدون في الضفة الغربية

مواجهات بين الشبان والجنود الإسرائيليين في جبل العرمة خلال تصدي أهالي البلدة للمستوطنين الشهر الماضي (وفا)
مواجهات بين الشبان والجنود الإسرائيليين في جبل العرمة خلال تصدي أهالي البلدة للمستوطنين الشهر الماضي (وفا)

واصلت إسرائيل اعتقالاتها في الضفة الغربية على الرغم من الإجراءات الوقائية المتبعة في الضفة بسبب فيروس كورونا، كما صعّد مستوطنون من هجماتهم ضد الفلسطينيين.
وفي حين اعتقلت قوات الاحتلال فلسطينيين من جنين، هاجم مستوطنون منازل فلسطينيين في شارع الشهداء، وسط مدينة الخليل.
وقال المواطن زيدان الشرباتي، الذي يقطن في أحد المنازل، للوكالة الرسمية، إن «المستوطنين تسللوا إلى سطح المنزل الذي أعيش فيه أنا وشقيقي وعائلاتنا، تحت حماية جنود الاحتلال، وعبثوا بخزانات مياهنا وأنزلوا العلم الفلسطيني من على سطح منزلنا ورفعوا العلم الإسرائيلي مكانه، وعندما حاولنا مطاردتهم، هربوا صوب مستوطنة بيت هداسا المقامة على ممتلكات المواطنين وأراضيهم، عبر أسطح المنازل وهم يوجهون الشتائم».
وأضاف «نحن متخوفون من صعود المستوطنين عبر الحقول والمباني إلى المنزل مجدداً والعبث بأنابيب المياه، خاصة مع انتشار فيروس كورونا، وننتظر طواقم خاصة من البلدية لتقوم بفحص المياه للتحقق من صحتها وصلاحيتها للشرب».
وهجوم المستوطنين في الخليل جاء بعد يوم من هجوم آخر على فلسطينيين في القدس.
وكانت صحيفة إسرائيلية نشرت الأحد عن ارتفاع ملحوظ في الاعتداءات والهجمات التي يشنها المستوطنون ضد الفلسطينيين، في الضفة الغربية المحتلة خلال الأسابيع الأخيرة.
ورصدت «هآرتس» حادثة الاعتداء على المواطن الفلسطيني ناجي طنطرة، الذي تم إدخاله إلى المستشفى «مع كسر في الجمجمة بعد مهاجمته ببلطة، وآخر من عائلة النعسان ضرب بمطرقة على وجهه، وتم ضربه من قبل شباب يهود بقضبان من الحديد».
ونوهت الصحيفة إلى أن «مصادر أمنية ومنظمات حقوق الإنسان، أشاروا إلى ارتفاع عدد حالات هجوم مستوطنين يهود على فلسطينيين في الضفة الغربية في الأسابيع الأخيرة، مرجعين هذا الارتفاع إلى وقف مؤسسات التعليم بسبب وباء (كورونا)».
وبحسب معطيات نقلها مصدر أمني للصحيفة، فقد «حدثت في الشهر الماضي 16 حالة احتكاك جسدي بين مستوطنين وفلسطينيين، مقابل 9 حالات و5 حالات، في فبراير (شباط) ويناير (كانون الثاني) الماضيين على التوالي».
وأكدت منظمة «بيتسيلم» الإسرائيلية لحقوق الإنسان، أنها وثقت 50 حالة عنف وتخريب ممتلكات وسرقة وتهديد ضد الفلسطينيين منذ بداية عام 2020. منها 21 فقط مارس (آذار) الماضي.
في هذا الشأن، أكدت جمعية «يوجد قانون» الإسرائيلية، أن «91 في المائة من الملفات التي تم فتحها في منطقة شاي (الضفة) التابعة للشرطة الإسرائيلية، ما بين 2005 و2019 تم إغلاقها من دون تقديم لوائح اتهام».
وقال ليئور عميحاي، مدير عام الجمعية، إن «عدد وخطورة حالات العنف (ضد الفلسطينيين) التي عولجت مؤخراً كبير جدا»، مؤكداً أن سلطات الاحتلال «تواصل الاستخفاف بحياة الفلسطينيين، وتوفر للمعتدين الحماية ولا تعتقل المشاغبين».
وفي غزة، استهدفت الزوارق الإسرائيلية، أمس، مراكب الصيادين في بحر شمال مدينة غزة، في حين توغلت الآليات بشكل محدود في أراضي المواطنين ببلدة خزاعة شرق خانيونس.
ومهنة الصيد مهنة أساسية في القطاع، لكنها تأثرت بسبب القيود التي يفرضها الاحتلال على المساحات التي يسمح للصيادين بوصولها.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.