«واتساب» يتحوّل إلى منصة توعوية في الأردن

«واتساب» يتحوّل إلى منصة توعوية في الأردن
TT

«واتساب» يتحوّل إلى منصة توعوية في الأردن

«واتساب» يتحوّل إلى منصة توعوية في الأردن

كان لمنصات التواصل الاجتماعي أثر نافع لمسؤولين الأردنيين خلال إدارة أزمة انتشار كورونا المستجد، فجرى استثمارها لنشر الطمأنينة والتوعية بين جمهور الرأي العام. خصوصا أن رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز كان من النشطاء على تلك المواقع، وما زال يسجل متابعة واسعة. واستثمر مسؤولون أردنيون تلك المنصات، وبادر الإعلام الرسمي لتوجيه الأخبار أولاً بأول عبر تطبيق «الواتساب» واسع الانتشار في البلاد، عبر مندوبي وسائل الإعلام المحلي والعربي والأجنبي، في حين أن صفحات المواقع الاجتماعية للمؤسسات والوزارات بدأت بنشر الأخبار عبر وسائل مختلفة بهدف سرعة الوصول لجمهور الرأي العام.
ذهب الخطاب الرسمي طوعاً نحو استثمار انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وبدت التعليقات حتى على إعلان سريان قانون الدفاع المقيد للحركة والحريات في البلاد، الذي تلقاه جمهور المعلقين بثقة مريحة.عملياً، ساهم نشطاء التواصل الاجتماعي في بناء ثقة بالإجراءات الرسمية. فوجد المستخدمون أنفسهم أدوات ترويجية لمواد إعلانية نجومها وزراء من الفريق الحكومي؛ وزير الصحة سعد جابر، وهو جنرال عسكري سابق، قدم مواد مصورة تداولها المستخدمون، تحوي نصائح حول طرق مكافحة الوباء والحد من انتشاره.
وأمام رواج ذلك الفيديو التوعوي، قرر الوزير إعادة التجربة عبر استدعاء وزير الأوقاف محمد الخلايلة هذه المرة لتقديم «سكتش» تمثيلي برفقته يدعو لوقف السلام باليد والتقبيل، ما يعتبر من أكثر الأسباب المؤدية إلى انتقال العدوى من الأشخاص المصابين لغيرهم. تلك المحاولات الحكومية التي نجحت في الوصول لأيدي مستخدمي الهواتف الذكية، لم تقف عند هذا الحد ليقوم أيضاً رئيس الوزراء عمر الرزاز بنفسه بتسجيل رسالة صوتية خاصة بالتداول من خلال «واتساب» خاطب من خلالها المواطنين خاصة، وأولئك الذين كانوا يخضعون للحجر الصحي الاحترازي من القادمين إلى الأردن عبر المطارات والمعابر الحدودية.
رسالة الرزاز الصوتية عبر تطبيق «الواتساب» دعا من خلالها المواطنين أيضاً للاطمئنان، مشيراً إلى أن مخزون الأردن من السلع آمن، ولا يوجد أي نقص في الأغذية والأدوية والسلع.
وتفاعل الجهد الرسمي مع الجهود الشعبية، لتقفز إلى الواجهة مجموعة من الحملات الإلكترونية تدعم الحملات الوقائية الرسمية، وكانت بدايتها من خلال هاشتاغ أطلقه نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي يدعو إلى التزام البيوت هاشتاغ #رح_أقعد_بالبيت؛ باللهجة الأردنية، ليتفاعل من خلاله عشرات الآلاف من المستخدمين لنشر الوعي حول أهمية التزام البيوت وممارسة الحجر الذاتي «لحتى الأردن اتضلها بخير» كما روج المغردون.


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.