إريك كانتونا: ركلة «الكونغ فو» أفضل لحظة في حياتي الكروية

25 عاماً على مهاجمة اللاعب الفرنسي أحد مشجعي كريستال بالاس في ملعب «سيلهرست بارك»

لقطة «الكونغ فو» الشهيرة للنجم الفرنسي
لقطة «الكونغ فو» الشهيرة للنجم الفرنسي
TT

إريك كانتونا: ركلة «الكونغ فو» أفضل لحظة في حياتي الكروية

لقطة «الكونغ فو» الشهيرة للنجم الفرنسي
لقطة «الكونغ فو» الشهيرة للنجم الفرنسي

سجل اللاعب الفرنسي السابق إريك كانتونا 82 هدفاً بقميص مانشستر يونايتد، وقاده للفوز بأربعة ألقاب للدوري الإنجليزي الممتاز والفوز بالثنائية المحلية (الدوري والكأس) مرتين، وكان من الركائز الأساسية لمانشستر يونايتد في أنجح فترة في تاريخ هذا النادي العريق. لكن لم تكن أي من هذه الإنجازات هي الأفضل في مسيرة اللاعب الكروية، حيث يقول كانتونا: «أفضل لحظة في حياتي؟ هناك الكثير من اللحظات الجيدة، لكن اللحظة التي أفضلها هي تلك التي ركلت فيها هذا المشجع المشاغب».
ودائماً ما يشير كانتونا إلى مشجع كريستال بالاس الذي ركله، والذي يدعى ماثيو سيمونز، بازدراء كبير ودائماً ما يصفه بـ«المشاغب»، وهي طريقة يلجأ إليها اللاعب الفرنسي السابق لنزع الطابع الإنساني عن المشجع الذي ركله بقوة كرد منه على العنصرية في كرة القدم في 25 يناير (كانون الثاني) عام 1995. وبعد مرور 25 عاماً، لا تزال تلك اللقطة التي تُظهر كانتونا وهو يركل مشجع كريستال بالاس على طريقة «الكونغ فو» مثالا بارزا على ما وصفه المدير الفني الأسطوري لمانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون بأنه «كاريزما التحدي». لكن «التحدي» الذي أظهره كانتونا في تلك الليلة كان له دور بارز في تشكيل مسيرته الكروية، بل وحياته بشكل عام، بعد ذلك.
وخلال الشوط الأول من تلك المواجهة، كان جمهور كريستال بالاس يتصرف بثقافة «أي ناد يمكنه الفوز علينا إلا مانشستر يونايتد»، كما أصبح لاعبو مانشستر يونايتد، وخاصة كانتونا، هدفاً لما وصفه نجم مانشستر يونايتد السابق روي كين بـ«الرجال المتفرغين بدوام جزئي» لأندية مثل نوريتش سيتي وسويندون وكريستال بالاس. وتعرض لاعبو مانشستر يونايتد لتدخلات عنيفة، خاصة من جانب ريتشارد شو وكريس كولمان على كل من كانتونا وأندي كول، بدون حتى أن يُعاقب هؤلاء اللاعبون، وهو الأمر الذي جعل كانتونا يتوجه لحكم اللقاء، آلان ويكي، ويقول له بكل أدب: «لماذا لا تخرج البطاقات الصفراء إذن؟» كما توجه فيرغسون إلى الحكم بين شوطي المباراة وقال له: «لماذا لا تقوم بعملك السخيف كما ينبغي؟».
وبالفعل قام حكم اللقاء بعمله بعد مرور أربع دقائق من عمر الشوط الثاني، لكنه هذه المرة عاقب كانتونا بإشهار البطاقة الحمراء في وجهه بعد تدخله على شو، وقال معلق المباراة على قناة «بي بي سي»، كلايف تيلدسلي، إن لحظة إشهار البطاقة الحمراء في وجه كانتونا «ستحتل عناوين الصحف في الصباح»، لكنه لم يكن يعلم ما سيحدث بعد ذلك! لقد ظل كانتونا في الملعب لفترة من الوقت قبل أن يُنزل ياقة قميصه التي كان معتاداً أن يرفعها، وكأنه عامل يخلع ملابسه بعد انتهاء عمله، وسار في طريقه بجوار خط التماس مع عامل الطاقم الطبي، نورمان ديفيز، ونعلم جميعا ما حدث بعد ذلك.
لقد صرخ سيمونز في وجه كانتونا قائلاً: «عليك اللعنة أيها الفرنسي، عد إلى فرنسا أيها الحقير»، وهنا ثار النجم الفرنسي وتدخل عليه بكل قوة بطريقة «الكونغ فو». وبعد ذلك، قال كانتونا عن سيمونز: «أنت تعرف، لقد قابلت الآلاف من الأشخاص مثله. لو كنت قد قابلت هذا الرجل في يوم آخر، فربما سارت الأمور بشكل مختلف تماماً حتى لو كان قد قال الأشياء نفسها التي تلفظ بها بالضبط. الحياة غريبة حقا».
وأشار كانتونا أيضاً إلى أنه كان يرغب في أن يمنح الآخرين - في هذه الحالة، جمهور مانشستر يونايتد - قدرا أكبر من التشويق والإثارة. إن ما قام به كانتونا كان عبارة عن حركة غريزية لرغبة في فعل أشياء لم يكن لدى الآخرين الفرصة للقيام بها. وربما كانت أعظم صفة في كانتونا هي أنه كان يفعل ما يشعر به بدون تفكير، ولذلك رأيناه يقوم بهذا الأمر. وقال كانتونا عن ذلك: «أهم شيء بالنسبة لي هو أنني تصرفت بطبيعتي وبتلقائية. لقد عبرت عما يدور بداخلي!» وكان كانتونا هو أعظم لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز في ذلك الوقت، وكان الجميع - ربما باستثناء الحاسدين أو الجاهلين - يدركون أنه لا يوجد لاعب آخر يمتلك شخصية بمثل هذا الثراء والتنوع. وفي موسم 1994 - 1995، تعامل النجم الإنجليزي آلان شيرر مع الضغوط الشديدة للمنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز بركل لوحة الإعلانات المحيطة بالملعب، لكن كانتونا قفز من فوق هذه اللوحة وسدد ضربة على طريقة «الكونغ فو» للمشجع الذي تلفظ بكلمات قاسية بحقه.
لقد كانت هذه اللحظة الثانية الحاسمة في مسيرته مع مانشستر يونايتد، حيث كانت اللحظة الأولى هي انضمامه للشياطين الحمر واللحظة الأخرى هي اعتزاله كرة القدم، وربما يرى آخرون أن هناك لحظات حاسمة أخرى في مسيرة النجم الفرنسي. ويكون معظم لاعبي كرة القدم محظوظين إذا كانت لديهم نقطة مضيئة واحدة في حياتهم الكروية، على عكس كانتونا الذي كانت حياته مليئة بالأحداث واللقطات المضيئة. في الحقيقة، كانت شخصية كانتونا مثل هذا السلوك تماماً تتسم بالتلقائية، وقد نبع هذا السلوك من الصدق غير القابل للتفاوض فيما يتعلق بحياته وطبيعته. وقال اللاعب الإنجليزي السابق غاري نيفيل عن كانتونا: «كان لدى إريك شخصية فريدة من نوعها، وكان يقوم بأشياء لا يتوقعها منه أي شخص».
وبعد تدخل كانتونا على مشجع كريستال بالاس، استؤنفت المباراة وحاول عامل الطاقم الطبي بمانشستر يونايتد، نورمان ديفيز، تهدئة كانتونا الثائر بأكواب من الشاي في غرفة خلع الملابس. لكن ما ينساه البعض أحياناً يتمثل في أن عددا كبيرا من الأشخاص، بما في ذلك فيرغسون والعديد من مشجعي مانشستر يونايتد في ملعب «سيلهرست بارك»، لم يكونوا يعلمون بالضبط ما حدث أو لم يقدّروا إلى أي مدى ستكون تداعيات هذا السلوك من جانب اللاعب الفرنسي. وفي نهاية المباراة، كانت المشاعر الأساسية المسيطرة على مانشستر يونايتد هي الإحباط بسبب خسارة نقطتين في مباراة سهلة أمام فريق ضعيف لكريستال بالاس، حيث تعادل كريستال بالاس بالهدف الذي أحرزه غاريث ساوثغيت بعدما كان مانشستر يونايتد متقدما بهدف من توقيع ديفيد ماي.
وكان فيرغسون مشغولاً للغاية بإعادة تنظيم صفوف مانشستر يونايتد لدرجة أنه لم ير اعتداء كانتونا على مشجع كريستال بالاس، واعتقد المدير الفني الاسكوتلندي أن جمهور كريستال بالاس هو من قام بجذب كانتونا إلى المدرجات بينما كان اللاعب الفرنسي في طريقه للخروج من الملعب. وكانت اللغة المستخدمة من قبل الجميع بعد نهاية المباراة، وحتى من قبل الشرطة، غامضة بشكل كبير. وحتى عندما وصل السير أليكس فيرغسون إلى منزله وأخبره ابنه جيسون بخطورة ما حدث، قرر المدير الفني الاسكوتلندي الذهاب إلى الفراش ومناقشة ذلك الأمر في الصباح. لكن فيرغسون لم يتمكن من النوم وعاد لمشاهدة مقطع فيديو لتلك اللقطة في الساعة الخامسة صباحاً.
وكان رد فعله في البداية يتمثل في ضرورة استغناء مانشستر يونايتد عن اللاعب، وقد وافق مجلس إدارة النادي على ذلك. لكن محامي النادي، موريس واتكينز، نصح مسؤولي النادي بأن مثل هذا القرار يمكن أن يدخل النادي في مشاكل قانونية، لذلك انتظر النادي حتى مساء الخميس التالي لمناقشة هذا الأمر في أحد الفنادق بمدينة مانشستر. وبحلول ذلك الوقت، كان فيرغسون قد قرر بقاء اللاعب والدفاع عنه بكل قوة. وكان كانتونا قد تعرض للإيقاف لنهاية الموسم، مع تعرضه لأقصى غرامة مالية في ذلك الوقت، بقيمة 10.800 جنيه إسترليني.
وكان الجميع في ذلك الوقت يتحدث عن القيم الأخلاقية وضرورة عقاب كانتونا، وتم توجيه انتقادات لاذعة لمانشستر يونايتد لأنه انتظر 36 ساعة لكي يفرض عقوبة على اللاعب الفرنسي. ووصفت صحيفة «الميرور» ما حدث بأنه «الليلة التي ماتت فيها كرة القدم من العار»، مع وضع عنوان على الصفحة الخلفية يقول: «هل هذه هي النهاية لهذا الشخص المجنون؟»، أما العنوان الرئيسي لصحيفة «إكسبريس» فجاء يقول: «بلطجة مطلقة أمام الأطفال». وفي الحقيقة، كان الحديث عن عدم الاكتراث بالأطفال في ذلك الوقت مثيراً للضحك، حيث كانت نشرة الساعة التاسعة على هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، التي كانت قصة كانتونا هي القصة الرئيسية بها، قد أجرت مقابلات شخصية مع عدد من الأطفال وتلاميذ المدارس لمعرفة رأيهم فيما قام به كانتونا! وقال أليكس ستيبني إن السير مات بيسبي كان سيطرد كانتونا من النادي لو كان هو المسؤول عن قيادة الفريق، في حين قال برايان كلوف إنه كان «سيقطع رأسه».
لكن ردود الفعل لم تكن سلبية تماماً. وفي الوقت الذي سارع فيه معظم الصحافيين لانتقاد كانتونا، قال ريتشارد ويليامز، من صحيفة «الإندبندنت»، إن «خطأ إريك كانتونا الوحيد كان التوقف عن ضرب هذا المشجع. وكلما اكتشفنا المزيد عن المشجع سيمونز، بدا اعتداء كانتونا تعبيرا غريزيا عن حكم أخلاقي لا تشوبه شائبة». وقال الصحافي نيك هانكوك إن «هذا كان أفضل شيء قد حدث خلال هذا الموسم. لقد كان شيئا رائعا للغاية». لم يكن لدى معظم اللاعبين أي مشكلة فيما فعله كانتونا. وقال إيان رايت في وقت لاحق إنه شعر بـ«الغيرة» من كانتونا لأنه كان يريد أن يفعل الشيء نفسه.
وسرعان ما أصبح واضحاً أن كانتونا يحظى بدعم كبير للغاية من جمهور مانشستر يونايتد. لقد كان رد الفعل على ما قام به كانتونا - بين مشجعي الأندية الأخرى، وليس فقط جمهور مانشستر يونايتد، مفاجئا للكثيرين. ووقفت شركة «نايكي» إلى جانب كانتونا، وأشارت إلى هذا الحدث في ملصقات وإعلان لا يُنسى اعتذر فيه اللاعب الفرنسي عن «أخطائه الفظيعة» و«سلوكه غير المقبول»، الذي يتمثل في تسجيل هدف واحد فقط في المباراة الشهيرة التي انتهت بفوز مانشستر يونايتد على مانشستر سيتي بخماسية نظيفة، وإهداره فرصة محققة أمام نيوكاسل يونايتد وتسجيل هدفين فقط على ملعب ويمبلي في المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي عام 1994!.
ربما يمكنكم أن تتخيلوا رد الفعل على إعلان كهذا لو حدث في الوقت الحالي. صحيح أنه كانت هناك هيستيريا في تغطية هذا الحدث في عام 1995، لكن طريقة التغطية كانت مختلفة من صحيفة لأخرى. وفي مذكراته لما حدث في ذلك الموسم، أكد فيرغسون على أن هذه الواقعة قد عرضت 93 مرة على شاشات التلفزيون خلال اليومين التاليين، مضيفاً: «لقد تمت إذاعتها أكثر من إذاعة الأفلام الوثائقية المتعلقة باغتيال الرئيس الأميركي جون كنيدي». لكن لو كان هذا الأمر قد حدث في عام 2020، فربما كان سيعرض 93 مرة في الساعة الواحدة وليس على مدار يومين!
وفي ذلك الوقت، كان من السهل تجنب الجدل الذي من الممكن أن نراه في حال حدوث واقعة مثل هذه في الوقت الحالي، نظراً لأن الأمر كان يقتصر على وجود بعض الصحف والنشرات التلفزيونية والإذاعية ونشرات الأخبار. ورغم أنه كان هناك الكثير من المتصيدين والليبراليين الذين يسممون الأجواء بآرائهم الغريبة، فلم يكن هناك الكثير من النرجسية ولم يكن من السهل غسل العقول بالشكل الموجود الآن. وعلاوة على ذلك، لم تكن هناك وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتالي لم نر هاشتاغ يقول «العبوا_من_أجل_سيمون، ولم نر عرائض تقدم عبر الإنترنت تطالب بترحيل كانتونا إلى بلاده!».
وفي أواخر شهر فبراير (شباط)، قرر الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم تمديد عقوبة الإيقاف المفروضة على كانتونا حتى الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، وهو القرار الذي جعل كلا من فيرغسون وواتكينز يشعران بأن مانشستر يونايتد مستهدفاً من قبل الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، والدليل على ذلك أن لاعبا كان يلعب في دوريات الهواة في الموسم نفسه قد اعتدى بالضرب على مشجع لفريق منافس وكسر فكه ولم يتعرض للإيقاف سوى لأسبوعين فقط. وخلال جلسة الاستماع، وفقاً لرئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم ديفيد ديفيس، اعتذر كانتونا عن العديد من الأشياء أمام اثنين على الأقل من أعضاء اللجنة التأديبية!.
وذهب كانتونا إلى المحكمة بعد شهر واحد، وبالتحديد في اليوم التالي لفوز مانشستر يونايتد على ملعبه على آرسنال بثلاثية نظيفة. وانتقلت مجموعة من مشجعي مانشستر يونايتد من ملعب المباراة مباشرة إلى لندن في حافلة صغيرة، وتم دفع تكلفة الرحلة من قبل برنامج «الإفطار الكبير» الذي كان يقدم على القناة الرابعة. وظهر المشجعون على الهواء مباشرة في هذا البرنامج وهم يغنون قائلين «إريك الملك» - وهي الأغنية التي تم إصدارها بعد ذلك - كما تم إصدار أغنية أخرى بعنوان «أنا في حالة مزاجية تجعلني أرقص» عن الواقعة نفسها. ثم توجه هذا العدد من الجماهير إلى محكمة كرويدون، حيث كان من المفترض أن يظهر أمامها كل من كانتونا وبول إنس، اللذين أقرا بعدم الذنب للاعتداء على أحد مشجعي كريستال بالاس وتمت تبرئتهما في وقت لاحق. وظن هذا الجمهور أنه كان هناك من أجل ترديد أغنية داعمة لكانتونا في هذه المحنة، لكنهم أصبحوا في حقيقة الأمر متحدثين رسميين في وسائل الإعلام في العالم عندما صدر قرار بسجن كانتونا لمدة أسبوعين.
وقد تم إلغاء هذا الحكم في الاستئناف بعد أسبوع. أما كانتونا، الذي كان يعلم جيداً أنه يتعين عليه أن يقول شيئا لوسائل الإعلام، فقد بدأ يسأل واتكينز عن طيور النورس وسفن الصيد، ويدون أفكاره على قطعة من الورق. ويتساءل واتكينز كثيرا عما حدث لتلك الورقة، التي يرى أنها واحدة من أهم القطع المفقودة في تاريخ مانشستر يونايتد.
وأصبحت حياة كانتونا صعبة بما فيه الكفاية - حيث ركل أيضاً مراسل صور زوجته الحامل وهي ترتدي بيكيني خلال قضائه عطلة في منطقة البحر الكاريبي، وهو السلوك الذي لم ينتقده كثيرون في ذلك الوقت، بالشكل الذي جعل عليه حتميا التفكير بالانتقال إلى إنتر ميلان الإيطالي. واستسلم فيرغسون لهذا القرار، الذي تأثرت به كثيرا زوجته، كاثي فيرغسون، التي قالت: «لست ممن يستسلمون بهذه السهولة، وخاصة أمام ضغط مسؤولي اللعبة في إنجلترا».
وذهب فيرغسون إلى العاصمة الفرنسية باريس للتودد إلى كانتونا. وتجنب المدير الفني الاسكوتلندي الحديث لوسائل الإعلام - على عكس ما حدث تماماً في الليلة السابقة عندما كان «يستمتع بالطعام الجيد» خلال حفل إصدار كتاب جديد في - من خلال الخروج من الباب الخلفي للفندق والتجول في باريس مع مستشار كانتونا. وقد التقى فيرغسون بكانتونا في مطعم أغلقه المالك لهذا الغرض، ولا شك أنه وسط الاستمتاع بالطعام الجيد والشراب، أمضى فيرغسون ذلك المساء في محاولة إقناع كانتونا بالبقاء مع مانشستر يونايتد.
من المثير للاهتمام أن نتساءل عما كان يمكن أن يحدث لو رحل كانتونا. لقد كان هذا يعني أن مانشستر يونايتد لن يفوز بالثنائية المحلية (الدوري والكأس) في موسم 1995 – 1996، بالتأكيد. وقال فيرغسون: «تلك الساعات التي أمضيتها مع إريك في هذا المطعم المهجور إلى حد كبير، قد أضافت الكثير إلى واحد من أكثر الأعمال الجديرة بالاهتمام التي قمت بها في هذه الوظيفة الغبية».
وربما يكون ما فعله كانتونا في ملعب «سيلهرست بارك» هو أهم ما قام به اللاعب الفرنسي على الإطلاق. لقد كان كانتونا بالفعل أسطورة في تاريخ مانشستر يونايتد، لكن بعد ما قام به في الخامس والعشرين من يناير (كانون الثاني) عام 1995 أصبح خالداً.


مقالات ذات صلة

هدف جوتا ينقذ ليفربول من فخ فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

رياضة عالمية إيساك لاعب نيوكاسل يحتفل بهدفه في ليستر سيتي (رويترز)

هدف جوتا ينقذ ليفربول من فخ فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

أحرز ديوغو جوتا لاعب ليفربول هدف التعادل في اللحظات الأخيرة لينقذ فريقه، الذي أنهى المباراة بعشرة لاعبين، بالتعادل 2-2 في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أموريم سيخوض أول ديربي مع اليونايتد في الدوري الإنجليزي (رويترز)

ديربي «مانشستر» اختبار حقيقي لأموريم مع الشياطين الحمر

يرغب البرتغالي روبن أموريم، المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، في أن يرى تحسناً وروحاً قتالية، من فريقه المتطور، الذي سيواجه مانشستر سيتي

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إدارة مانشستر يونايتد وقعت في أخطاء استنزفت خزينة النادي (إ.ب.أ)

رحيل أشورث يشير إلى وجود مهزلة في مانشستر يونايتد بقيادة راتكليف

«لتجنب العفن»... هذا هو الوصف الذي استخدمه أحد المسؤولين التنفيذيين الأقوياء في مانشستر يونايتد للتعليق على رحيل دان أشورث. وأشار هذا المسؤول إلى أن رحيل

جيمي جاكسون (لندن)
رياضة عالمية ووكر فقد الكثير من مميزاته وعلى رأسها السرعة (أ.ف.ب)

مسيرة ووكر مع مانشستر سيتي تقترب من نهايتها

إن أصعب شيء يمكن أن يفعله لاعب كرة قدم محترف هو الاعتراف بأن مسيرته الكروية بدأت في التراجع وعلى وشك الانتهاء. لقد فعل غاري نيفيل ذلك في يوم رأس السنة الجديدة

بن ماكالير (لندن)
رياضة عالمية صلاح يتحسر على إحدى الفرص المهدرة أمام فولهام (أ.ف.ب)

«البريميرليغ»:هدف جوتا ينقذ ليفربول أمام فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

أحرز ديوغو جوتا لاعب ليفربول هدف التعادل في اللحظات الأخيرة لينقذ فريقه، الذي أنهى المباراة بعشرة لاعبين، بالتعادل 2-2 في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».