نداءات لتوسيع الحجر الصحي لكل المناطق الجزائرية

نداءات لتوسيع الحجر الصحي لكل المناطق الجزائرية
TT

نداءات لتوسيع الحجر الصحي لكل المناطق الجزائرية

نداءات لتوسيع الحجر الصحي لكل المناطق الجزائرية

في حين وجّه أطباء جزائريون «نداءً عاجلاً» إلى الحكومة بفرض حجر صحي شامل على كل مناطق البلاد، بعد ارتفاع عدد الوفيات بـ«كوفيد - 19» إلى 105، عرفت «أزمة العالقين بمطار إسطنبول» بتركيا، بداية انفراج، مع وصول 269 من بين قرابة 1800 إلى مطار العاصمة، فجر أمس.
وطالب أطباء مستشفيات ومصحات البليدة وبوفاريك، بؤرة الوباء بجنوب العاصمة، عبر حساباتهم بشبكة التواصل الاجتماعي، بإلحاح كبير، بتوسيع الحجر الكامل إلى بقية الولايات، بدل الاكتفاء بولاية البليدة التي تعيش هذا الإجراء الصارم منذ 11 يوماً. كما يتم تطبيق حجر جزئي على العاصمة و9 ولايات فقط من 48.
وقال طبيب بـ«مستشفى فرنس فانون»: «لا يمكن توقيف زحف هذا الوباء إلا بتطبيق حجر منزلي تام على كامل أنحاء البلاد. أما إذا استمرت حركة المواطنين طوال النهار، فسنحصي آلاف الإصابات الجديدة في غضون أيام قليلة، ولن تستوعبهم مصحاتنا التي تعاني أصلاً من ضغط حاد، زاده خطورة انعدام وسائل الوقاية بالنسبة إلى الأطقم الطبية وغياب وسائل تشخيص المرض».
وأُعلن أول من أمس، عن إحصاء 1176 إصابة مؤكدة بالفيروس، ووفاة 105 أشخاص. وعُدّ معدل الوفيات، من طرف أطباء، مرتفعاً جداً قياساً إلى عدد المصابين. وأكثر ما يقلق الأطباء، ضعف قدرة «معهد باستور» للتحاليل على إجراء التشخيص. فبضع مئات من العينات التي يُخضعها للتحاليل، أسبوعياً، غير كافية لمعرفة عدد الإصابات والتكفل بها قبل استفحال المرض، حسب مختص في الأوبئة بمستشفى بوفاريك.
إلى ذلك، وصل فجر أمس فوج أول من الرعايا الجزائريين العالقين بتركيا، منذ غلق المجال الجوي للبلاد، عبر رحلة خاصة لشركة الطيران الحكومية.
وكان في استقبالهم لدى وصولهم للمطار، وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم، ووزير الداخلية كمال بلجود، ووزير الاتصال الناطق باسم الحكومة عمار بلحيمر، ووزير الصحة عبد الرحمن بن بوزيد، ووزير الأشغال العمومية والنقل فاروق شيالي، ووالي الجزائر العاصمة يوسف شرفة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.