برلين تتهم أميركا بـ«قرصنة» 200 ألف كمامة طبية

كمامة طبية (د.ب.أ)
كمامة طبية (د.ب.أ)
TT

برلين تتهم أميركا بـ«قرصنة» 200 ألف كمامة طبية

كمامة طبية (د.ب.أ)
كمامة طبية (د.ب.أ)

قال وزير داخلية ولاية العاصمة الألمانية برلين، اليوم (الجمعة)، إن 200 ألف كمامة وقناع وجه طبي تعاقدت عليها المدينة، قد تمت مصادرتها من جانب مسؤولين أميركيين بالعاصمة التايلاندية بانكوك، متهماً الولايات المتحدة بانتهاج «قرصنة عصرية».
وقال وزير داخلية الولاية أندرياس جايزل إن كمامات وأقنعة الوجه «إف إف بي - 2»، التي تحمي مستخدمها من الإصابة بالعدوى، كانت مخصصة لأن تستخدمها قوات شرطة برلين.
وأضاف أن ولاية برلين قد طلبت هذه الكمامات من شركة أميركية وسددت قيمتها.
ووفقاً لصحيفة «تاجس شبيغل» الألمانية، تم تصنيع الكمامات في الصين. وهاجم جايزل الولايات المتحدة في بيان، قائلاً إننا «نعتبر هذا عملاً من أعمال القرصنة العصرية».
وقال إن «هذه ليست الطريقة التي يتم بها التعامل مع الشركاء عبر الأطلنطي. حتى في أوقات الأزمة العالمية، يجب ألا تحكمنا أساليب الغرب المتوحشُ، داعياً الحكومة الاتحادية الألمانية لحض واشنطن على الالتزام بالقواعد الدولية.
من جانبها، رفضت شركة «ثري إم» الأميركية ما تردد عن قيام مسؤولين أميركيين بمصادرة 200 ألف من الكمامات الطبية كانت برلين تعاقدت عليها.  ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن الشركة قولها إنها لم تجد ما يشير إلى مصادرة الكمامات. كما أن الشركة ليس لديها أوراق تفيد بوجود شحنة أقنعة متجهة إلى برلين.
يشار إلى أن واشنطن ألزمت «ثري إم»، بشكل قانوني، بتزويد الولايات المتحدة بأكبر كمية ممكنة من كمامات «إن 95»، مثل تلك المستخدمة في المستشفيات. وتقوم الشركة الأميركية بعمليات إنتاج في الصين.
وقالت «ثري إم» في بيان: «في إطار تعاوننا مع الإدارة (الأميركية) خلال عطلة نهاية الأسبوع المنقضية، طلبت الإدارة من (ثري إم) زيادة كميات الكمامات التي نستوردها حاليا من عملياتنا خارج البلاد، إلى الولايات المتحدة».
وأضافت: «نثمن مساعدة الإدارة الأميركية لنا في تنفيذ ذلك. وعلى سبيل المثال، وفي وقت سابق الأسبوع الجاري، حصلنا على موافقة من الصين لتوريد 10ملايين كمامة (إن 95) من التي تقوم (ثري إم) بتصنيعها هناك، إلى الولايات المتحدة».
ولم تكن برلين الوحيدة في الشكوى إزاء مثل هذا السلوك. فقد اتهم سياسيون فرنسيون مؤخراً الولايات المتحدة بشراء إمدادات كاملة من الأقنعة الواقية في الصين، كانت مخصصة إلى فرنسا.
إلى جانب ذلك، أجبرت واشطن العملاق الأميركي، مجموعة «إم ثري» الصناعية، بموجب القانون بأن تورد للولايات المتحدة أكبر عدد ممكن من كمامات الوجه «إن - 95» من تلك المستخدمة في المستشفيات. وتقوم الشركة أيضاً بعمليات إنتاجية في الصين.


مقالات ذات صلة

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.