الأمم المتحدة قلقة على السجناء في إيران وسط تفشي فيروس «كورونا»

الأمم المتحدة قلقة على السجناء في إيران  وسط تفشي فيروس «كورونا»
TT

الأمم المتحدة قلقة على السجناء في إيران وسط تفشي فيروس «كورونا»

الأمم المتحدة قلقة على السجناء في إيران  وسط تفشي فيروس «كورونا»

أعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن قلقها، أمس، بشأن السجناء، بعد تقارير حول اضطرابات أثارتها المخاوف من تفشي فيروس «كورونا» المستجد في سجون دول، من بينها إيران. ونددت بوفاة أحد القُصّر تحت التعذيب في سجن مهاباد الإيراني، مطالبة السلطات بإجراء تحقيق «مستقل نزيه على الفور» في وفاته، ومحاسبة المسؤولين عن مقتله.
وقال الناطق باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، روبرت كولفيل: «شعرنا بالذعر لوفاة مذنب دون السن القانونية، بعدما تعرض للضرب المبرح على أيدي ضباط الأمن».
وأوردت وسائل إعلام إيرانية تقارير عن اضطرابات في عدة سجون، وهروب جماعي من منشأة في غرب البلاد، رغم الإفراج المؤقت عن نحو 100 ألف للحد من اكتظاظ السجون.
ونقل عن معلومات أن السلطات «وضعت دانيال زين العابديني في الحبس الانفرادي، وضُرب على أيدي ضباط الأمن في سجن مهاباد بمدينة أورومية في مقاطعة أذربيجان الغربية، بعد اندلاع أعمال شغب في 28 مارس (آذار) الماضي».
ولفت إلى أن «السجناء كانوا يحتجون على ظروف السجن، وفشل السلطات في إطلاقهم مؤقتاً، وسط جائحة (كوفيد-19)». وأوضح كولفيل أنه «نُقل إلى سجن مياندوآب، في مقاطعة أذربيجان الغربية أيضاً، حيث عانى مزيداً من سوء المعاملة على أيدي مسؤولي السجن». ونسب إلى أسرته أنه «اتصل بهم في 31 مارس (آذار)، ليخبرهم بأنه تعرض للضرب المبرح، وبالكاد يتنفس، ويحتاج بشدة للمساعدة. ثم تأكدت وفاته في 2 أبريل (نيسان) الحالي».
وقال كولفيل: «كما ترون، في إيران وبعض الدول الأخرى، نرى أعمال شغب، وسجناء خائفين، يشعرون بالقلق بسبب فقدان الاتصال بشكل كبير مع أفراد أسرهم، وغير ذلك. وبالتالي، هناك قضايا كثيرة للغاية تتعلق بهذا الأمر».
وأضاف كولفيل: «صُدمنا بشكل خاص لأن زين العابديني كان ينتظر تنفيذ حكم الإعدام في جريمة يُزعم أنه ارتكبها في سبتمبر (أيلول) 2017، عندما كان عمره 17 عاماً». وأيدت المحكمة العليا الإيرانية إدانته بالقتل، وحكم عليه بالإعدام في أكتوبر (تشرين الأول) 2018، ولكنه واصل الإصرار على براءته.
وأكد كولفيل أن «فرض عقوبة الإعدام على الجرائم التي يرتكبها أشخاص تقل أعمارهم عن 18 عاماً وقت ارتكاب الجريمة محظور تماماً بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، ويجب إلغاء هذه الأحكام على الفور».
وأوضح كولفيل: «زادت إيران... عدد المفرج عنهم، ولو بشكل مؤقت، إلى نحو 100 ألف، يمثلون نحو 40 في المائة من إجمالي المساجين في البلاد».
وذكر كولفيل إيران بواجبها المتزايد في حماية أرواح الأشخاص المحتجزين، داعياً السلطات إلى «إجراء تحقيق مستقل نزيه على الفور في وفاة زين العابديني، ومحاسبة المسؤولين» عن قتله. وعبر عن «القلق بشأن مصير 6 أشخاص آخرين ورد أنهم تعرضوا للضرب في أثناء أعمال الشغب في 28 مارس (آذار)، واقتيدوا إلى سجن مياندوآب». وحض السلطات الإيرانية على «اتخاذ الإجراءات كافة لحماية حياتهم».



أميركا تودّع كارتر في جنازة وطنية يحضرها 5 رؤساء

حضر الرؤساء الخمسة مراسم جنازة كارتر في واشنطن الخميس (أ.ف.ب)
حضر الرؤساء الخمسة مراسم جنازة كارتر في واشنطن الخميس (أ.ف.ب)
TT

أميركا تودّع كارتر في جنازة وطنية يحضرها 5 رؤساء

حضر الرؤساء الخمسة مراسم جنازة كارتر في واشنطن الخميس (أ.ف.ب)
حضر الرؤساء الخمسة مراسم جنازة كارتر في واشنطن الخميس (أ.ف.ب)

أقامت الولايات المتحدة، الخميس، جنازة وطنية للرئيس السابق جيمي كارتر، لتتوّج بذلك تكريماً استمر أياماً عدة للحائز جائزة نوبل للسلام الذي ترك بصمته على تاريخ البلاد والعالم.

وبحضور الرئيس المنتخب دونالد ترمب، ألقى الرئيس الحالي جو بايدن كلمة تأبينية في الكاتدرائية الوطنية بالعاصمة واشنطن، وهي كنيسة أسقفية أقيمت فيها لدوايت آيزنهاور ورونالد ريغن وجورج بوش الأب مراسم التشييع أيضاً. وتختتم هذه الجنازة فترة حداد دامت أسبوعاً ألقى الأميركيون خلالها النظرة الأخيرة على نعش كارتر، الذي غطي بالعلم الأميركي تكريماً للرئيس التاسع والثلاثين الذي توفي في 29 ديسمبر (كانون الأول) عن عمر يناهز 100 عام.

جانب من مراسم تشييع كارتر في الكاتدرائية الوطنية بواشنطن 9 يناير (إ.ب.أ)

«سوء استخدام السلطة»

وحذّر الرئيس الأميركي في خطابه من «الحقد» و«إساءة استخدام السلطة». وقال: «نحن ملزمون بعدم منح الكراهية ملاذاً آمناً، وبالتصدّي لأعظم خطيئة على الإطلاق، ألا وهي إساءة استخدام السلطة».

وكان جيمي كارتر طلب من جو بايدن إلقاء خطاب التأبين، حسبما كشف الرئيس في مقابلة مع صحيفة «يو إس إيه توداي» نشرت الأربعاء، وأن الرجلين كانا صديقين منذ فترة طويلة. والتقيا لآخر مرة عام 2021. وأشاد جو بايدن بكارتر، قائلاً إنه كان رجلاً مستقيماً. وأضاف وهو يشير إلى رأسه: «لم يكن كارتر يرى العالم من خلال عقله». وتابع: «كان يراه من خلال قلبه»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». وكان جيمي كارتر رئيساً لولاية واحدة بين العامين 1977 و1981.

وإلى جانب نحو ثلاثة آلاف شخص، حضر الجنازة جميع رؤساء الولايات المتحدة الأربعة الآخرين الأحياء، بيل كلينتون ودونالد ترمب وجورج دبليو بوش وباراك أوباما.
وكان كارتر أول رئيس أميركي سابق يتجاوز عمره 100 عام، وتوفي في مسقط رأسه بجورجيا. وأعلن الخميس يوم حداد وطني مع إغلاق الدوائر الفيدرالية.

تنكيس الأعلام

وكان جو بايدن أمر بتنكيس الأعلام لمدة 30 يوماً، على ما جرت العادة. ومن ثمّ ستظل الأعلام منكسة خلال مراسم تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني)، وهو ما انتقده الرئيس الجمهوري المنتخب.

نقل نعش كارتر إلى الكاتدرائية الوطنية بالعاصمة واشنطن 9 يناير (رويترز)

ومع ذلك، أشاد ترمب بجيمي كارتر بعد إعلان وفاته. وألقى الأربعاء نظرة الوداع في واشنطن على نعش كارتر برفقة زوجته ميلانيا.

في بداية ولايته الرئاسية عدّه أقرانه في واشنطن ضعيفاً، لكن جيمي كارتر فرض نفسه على الساحة الدولية، ولا سيما من خلال التفاوض على أول اتفاقية بين إسرائيل ودولة عربية هي مصر. وعندما أُعلن عن وفاته، تدفقت التعازي من جميع أنحاء العالم.
تميز بعد انتهاء ولايته بمبادرات مختلفة لصالح الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهو التزام إنساني أكسبه اعترافاً دولياً حتى حصل على جائزة نوبل للسلام في عام 2002.

مراسم وطنية

وبدأت مراسم وداع كارتر رسمياً، السبت، مع قيام عناصر من جهاز الخدمة السرية المكلف حماية الرؤساء الأميركيين، بحمل نعشه ووضعه في سيارة لنقل الموتى جالت مدينة بلاينز بولاية جورجيا.

حضر الرؤساء الخمسة مراسم جنازة كارتر في واشنطن الخميس (أ.ف.ب)

وتجمعت حشود على جوانب الطرقات في بلاينز لتوديعه وإلقاء التحية على الموكب الذي سار ببطء، بينما لوّح كثيرون بالأعلام الأميركية. وتوقفت السيارة السوداء التي تحمل النعش أمام المزرعة التي عاشت فيها عائلة كارتر في طفولته، حيث قرع جرسها 39 مرة تكريماً للرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة.
وكان جثمان الرئيس الأميركي السابق وصل الثلاثاء إلى مبنى الكابيتول في واشنطن. وكان جيمي كارتر يتلقى «رعاية نهاية الحياة» منذ فبراير (شباط) 2023 في بلاينز.
وبعد المراسم الكنسيّة، سيوارى الثرى في منزله بجوار زوجته روزالين، التي رحلت في 2023 عن عمر 77 عاماً.