فيروس كورونا يطفئ آلات تصوير مسلسلات رمضان

أفيش مسلسل «النهاية» للفنان يوسف الشريف
أفيش مسلسل «النهاية» للفنان يوسف الشريف
TT

فيروس كورونا يطفئ آلات تصوير مسلسلات رمضان

أفيش مسلسل «النهاية» للفنان يوسف الشريف
أفيش مسلسل «النهاية» للفنان يوسف الشريف

من المشاهد والحلقات غير المكتملة، إلى مواقع التصوير المعقّمة ضد فيروس كورونا المستجد، تواجه مسلسلات رمضان المحبوبة في منطقة الشرق الأوسط صعوبة في إبقاء آلات تصويرها تعمل قبل ثلاثة أسابيع من بداية شهر الصوم.
فقد فرضت دول في المنطقة قيوداً مشدّدة بهدف الحد من انتشار الفيروس؛ ما أجبر الكثير من استديوهات التصوير على إغلاق أبوابها أو العمل في ظل إجراءات حماية صارمة.
في الوقت ذاته، طُلب من السكان الابتعاد قدر الإمكان عن الطرق والعمل من منازلهم؛ ما قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد مشاهدي القنوات التلفزيونية، ويضاعف الضغوط على تلك القنوات لتقديم محتوى غني بشكل متواصل.
وقال مدير حيازة البرامج في إحدى القنوات العربية ومقرّها دبي، للوكالة الفرنسية للأنباء «لدينا أربعة مسلسلات رمضانية كنا قد بدأنا تصويرها في لبنان، إضافة إلى مسلسل آخر في سوريا. كلّها متوقّفة حالياً».
وأضاف طالباً عدم الكشف عن اسمه أو اسم القناة «لقد بدأ العد العكسي. نحتاج إلى كل محتوى نستطيع حيازته قبل رمضان. إذا لم نتمكن من إنهاء مسلسلاتنا، فسنشتري من شركات إنتاج خارج (القناة) حتى لو كان ذلك على حساب النوعية».
وبحسب استطلاعات رأي أجريت في المنطقة، يشاهد نحو 90 في المائة من سكان الشرق الأوسط القنوات التلفزيونية.
وتزداد أعداد المشاهدين في شهر رمضان وترتفع أسعار الإعلانات بشكل جنوني أحياناً عند فترتي الإفطار والسحور خلال شهر الصوم الذي يبدأ هذا العام في الأسبوع الثالث من شهر أبريل (نيسان) الحالي.
وتتنوّع مواضيع المسلسلات التي يجتمع أفراد العائلة لمتابعتها معاً، من حروب العصابات في القرى النائية إلى التاريخ والحب والخيانة والفكاهة وغيرها، في ظل منافسة محتدمة بين القنوات لاستقطاب المشاهدين، إلى جانب المنافسة التي تخوضها تلك القنوات مع تطبيقات على الإنترنت مثل «نتفيليكس» و«ستارز بلاي».
بالنسبة إلى جمال سنان، صاحب شركة «إيغل فيلمز» للإنتاج، هناك سباق مع الوقت لإعادة تشغيل آلات التصوير في مواقع مسلسلات شركته الثلاثة قبل حلول رمضان.
وقال سنان «نحن ملتزمون حالياً بالقرارات في انتظار أن نجد صيغة معينة؛ إذ ربما سنعاود العمل بعدد قليل مع المصورين في الاستديو (...) لكن لا نعرف متى». وتابع «كل ذلك رهن الظروف لنستطيع أن نكون جاهزين في شهر رمضان».
وتلعب الممثلة اللبنانية سيرين عبد النور في أحد مسلسلات الشركة دور خيّاطة تقع في حب صاحب دار للأزياء.
ونشرت عبد النور على حسابها على تطبيق «إنستغرام» تسجيلاً مصوّراً لها وهي ترتدي كمامة وقفّازين بينما يقوم شاب برشها بمعقم وقد أغمضت عينيها، قبل أن تدخل منزلًا كان يجري فيه تصوير أحد مشاهد المسلسل قبل توقّف العمل.
وكتبت في أسفل الفيديو على حسابها الذي يتابعه نحو 8.9 ملايين مستخدم «أرجوكم لا تضحكوا عليّ، لكن هكذا كنا ندخل موقع التصوير. الله يُمضي هذه الفترة على خير حتى نعود للتصوير».
وبينما توقّف التصوير في دول كثيرة بينها لبنان والكويت، لا تزال الكاميرات تعمل في دول أخرى من بينها الإمارات إنما في ظل إجراءات صارمة بينها تقليل أعداد المصوّرين وفرق الإنتاج.
وتقوم مجموعة «إم بي سي» التي عادة ما تتربّع على عرش القنوات خلال رمضان، بتعقيم مكاتبها واستديوهاتها ومواقع التصوير الخاصة بها بشكل متواصل، حسبما أفاد المتحدث الرسمي باسمها مازن حايك.
وقال حايك «تنتشر وحدات الطوارئ المتنقلة خارج مداخل مبانينا ومكاتبنا ومقراتنا في البلدان التي نتواجد فيها».
في مصر، حيث يعتبر التلفزيون مصدر إيرادات ضخم في بلد يبلغ عدد سكانه نحو 100 مليون نسمة، لم يصدر قرار رسمي بوقف التصوير.
لكن رئيس نقابة الممثلين، أشرف زكي، قال، إن «80 في المائة من الأعمال توقّفت»، في وقت يطالب ممثلون بصدور قرار رسمي بإغلاق المواقع، متّهمين المعنيين بالمخاطرة.
وحصد فيروس كورونا المستجد أرواح أكثر من خمسين ألف وفاة حول العالم منذ ظهوره في الصين نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، في حين أصابت الإجراءات المتّخذة للحد من انتشاره قطاع الترفيه بأضرار كبرى، في ظل إلغاء حفلات ومهرجانات وإغلاق دور السينما أبوابها في الكثير من الدول.
كما أجبر الفيروس نحو أربعة مليارات شخص على ملازمة منازلهم خوفاً من التقاط الوباء.
وتقول مديرة شركة «إيمار الشام للإنتاج الفني» ديانا جبور، إن شركتها أوقفت التصوير في مسلسل رمضاني «قبل أن تطلب السلطات الرسمية ذلك».
وأضافت «لا ولن نغامر بصحّة أي من شركائنا بالعمل الفني من أصغر فني إلى أكبر فنان».
لكن بالنسبة إلى محبي المسلسلات من أمثال رهام علي (60 عاماً) التي لم تغادر منزلها في إمارة الشارقة منذ ثلاثة أسابيع خوفاً من الوباء، فإن عدم وجود عدد كاف من المسلسلات خلال شهر رمضان قد يسبب إحباطاً كبيراً.
وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية «رمضان هو للصلاة والطعام اللذيذ وتجمّعات العائلة، وللتلفزيون أيضاً. لكنني لم أر أحداً منذ أسابيع، ولا أظن أنني سأفعل ذلك قريباً. يجب أن تكون أعداد المسلسلات كافية. نحن في حاجة إلى ذلك فعلاً».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».