أربع «جبهات أممية» تمهّد لنهاية الأزمة اليمنية

غريفيث يجري اتصالات ثنائية لتسريع اجتماع «افتراضي» لطرفي الصراع

العقيد الركن تركي المالكي مع الصحافيين أمام بقايا «الباليستي» الذي أطلقه الحوثيون ودمرته الدفاعات السعودية الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
العقيد الركن تركي المالكي مع الصحافيين أمام بقايا «الباليستي» الذي أطلقه الحوثيون ودمرته الدفاعات السعودية الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

أربع «جبهات أممية» تمهّد لنهاية الأزمة اليمنية

العقيد الركن تركي المالكي مع الصحافيين أمام بقايا «الباليستي» الذي أطلقه الحوثيون ودمرته الدفاعات السعودية الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
العقيد الركن تركي المالكي مع الصحافيين أمام بقايا «الباليستي» الذي أطلقه الحوثيون ودمرته الدفاعات السعودية الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

على عكس جبهات القتال التي تشتعل ويخفت اشتعالها منذ انقلاب الحوثيين على الحكومة اليمنية، في سبتمبر (أيلول) 2014. فتح المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث 4 «جبهات» أممية، يرنو من خلالها إلى كتابة الفصل الأخير من كابوس الانقلاب الذي رعته إيران، ليدمر أحلام اليمنيين الذين جلسوا لأول مرة في تاريخهم أيام الحوار الوطني حتى يصلوا إلى مضمون دولتهم وشكلها، وطرحوا كل مشاكلهم وناقشوها بانفتاح غير مسبوق.
«الجبهات الأممية» تمثلت في وقف كامل لإطلاق النار في أرجاء البلاد كافة أولاً، وثاني الجبهات «إجراءات إنسانية واقتصادية لتخفيف معاناة اليمنيين»، وثالثها استئناف عاجل للعملية السياسية، أما رابعها فهو «تعزيز جهود مشتركة بين الأطراف لمواجهة خطر فيروس (كوفيد - 19) الذي أخذ يجتاح العالم».
يقول غريفيث: «أتمنى أن تنتهي المشاورات قريباً لتحقيق توقعات ومطالب اليمنيين، وما يستحقونه».
أما مكتبه، فينبه في بيان إلى عقد غريفيث سلسلة من المناقشات الثنائية مع الأطراف «بشكل منتظم لبحث خطوات محددة، بشكل يومي، بهدف الجمع بين الأطراف في اجتماع (افتراضي) متلفز، من خلال الإنترنت في أقرب وقت ممكن».
ولا يحتاج المتابع للشأن اليمني إلى التنويه بالشكوك التي تحوم أي عملية سياسية متعلقة بالأزمة، ولا يحتاج أيضاً التذكير باتفاقية ستوكهولم، التي لم يعد يحصي اليمنيون كم مضى من شهر، على دخولها حيز الفراغ، من دون تسجيلها أي تقدم يُذكر.
وترجح مصادر يمنية تمسك الحكومة بالترحيب بالنداء الذي دعا إليه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لوقف إطلاق النار.
وبرز من خلال بيانات تحالف دعم الشرعية الأخيرة أن هناك دعماً لقرار الحكومة اليمنية، رغم التصعيد الحوثي العسكري الأخير، والعملية النوعية التي وُصِفت بالقاسية التي شنتها مقاتلات التحالف على الأهداف العسكرية الحوثية.
وتفسر مصادر عملية التحالف بأنها ردع للحوثيين، ورسالة قاسية لهم بأن السعودية سوف تحمي أرضها ومواطنيها، بالتوازي مع حرصها على دعم العملية السياسية، وجعل الباب مفتوحاً لمضيها على نحو عادل وبالمرجعيات الثلاث لحل الأزمة. وتقول المصادر إن الحكومة اليمنية ملتزمة بالمتطلبات الأممية وغيرها من أجل الوصول إلى الحل، أما الحوثيون، فهم أمام تلك الفرصة التي تجعل الجماعة تتجرد من البقاء آلة بيد النظام الإيراني الذي يسخرها لتغطية سلوكياته في المنطقة وتصعيد الأزمات، ويضيف: «على الحوثيين إذا ما أرادوا حل الأزمة اختيار (جبهات الأمم المتحدة) السياسية، وليس جبهات الحرب».
وفي سياق التزامها بالمتطلبات الدولية للحل، شددت الحكومة اليمنية على ضرورة أن «يمارس المجتمع الدولي ومجلس الأمن الضغط على الميليشيات الحوثية لوقف التصعيد والاستجابة لمبادرة الأمين العام للأمم المتحدة ودعوة المبعوث الأممي من دون شرط أو قيد»، مذكرة بأن الميليشيات «وحدها تتحمل مسؤولة التبعات الكارثية المحتملة من انتشار وباء فيروس (كورونا الجديد) في اليمن»، وذلك طبقاً لما نشرته وزارة الخارجية اليمنية في بيان، أمس.
وشددت الوزارة على أن موقف الحكومة «واضح وصريح»، وأضافت: «نحن على استعداد لعقد الاجتماع ابتداء من يوم غد، غير أننا لم نجد من الميليشيات الحوثية غير التصعيد، ومحاولة اختطاف هذه المبادرة، وذلك بوضع كثير من الشروط المسبقة، وربطها بقضايا أخرى عالقة في محاولة لخلط الأوراق والابتزاز السياسي وتحقيق مكاسب، باستغلال حرص الحكومة والقلق العالمي من الوباء العالمي، على حساب معاناة اليمنيين، كما فعلت سابقاً، بقضية مطار صنعاء الذي أعربنا مراراً عن استعدادنا لفتحه للرحلات الداخلية، ورفض ذلك الحوثيون أو قضية خزان صافر العائم الذي تم منع وصول الفريق الأممي لصيانته دون أي مبرر أو مسوغ مقبول»، وفقاً لما نشرته «وكالة الأنباء اليمنية الرسمية» (سبأ).


مقالات ذات صلة

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

العالم العربي عضو في فريق يمني لمكافحة الألغام خلال حملة توعوية بمحافظة الحديدة (أ.ف.ب)

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

كشفت بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة ومنظمتان حقوقيتان في مأرب عن سقوط أكثر من 150 ضحية للألغام خلال العامين الماضيين.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.