وزير الصحة الجزائري: نحتاج إلى تجربة الصين... لكننا لا نملك قوتها

الفيروس يخطف برلمانياً... والإصابات تواصل ارتفاعها

وزير الصحة الجزائري: نحتاج إلى تجربة الصين... لكننا لا نملك قوتها
TT

وزير الصحة الجزائري: نحتاج إلى تجربة الصين... لكننا لا نملك قوتها

وزير الصحة الجزائري: نحتاج إلى تجربة الصين... لكننا لا نملك قوتها

قال وزير الصحة الجزائري عبد الرحمن بن بوزيد إن بلاده التي تصارع فيروس «كورونا»، تحتاج إلى «التجربة الصينية» لمواجهته «غير أننا لا نملك يقظتهم وقوتهم»، فيما توفي البرلماني ورجل الأعمال الطيب زغيمي، متأثراً بإصابته بالفيروس.
وفي حين تفيد توقعات أطباء جزائريين بأن الإصابات بالفيروس ستصل إلى الألف مع بداية الأسبوع المقبل، قال بن بوزيد خلال عرض قدمه حول تطور «كورونا» أمام البرلمان أمس (الأربعاء): «إن القطاع الصحي يعمل بكل مجهوداته من أجل مجابهة هذا الوباء الجديد على البشرية». وذكر أن الصين «استطاعت التحكم بالفيروس، وتخفيض عدد الوفيات والإصابات، بعد شهرين من تفشيه»، مشيراً إلى أن إحصاء 44 وفاة بالفيروس (حصيلة أول من أمس) «لا يعني فشل النظام الصحي في بلادنا».
وأكد بن بوزيد أن الوباء «انتقل بسرعة كبيرة في أوساط السكان، وهذا ما جعله خطيراً، لذلك فالحجر المنزلي هو الحل الوحيد للقضاء عليه».
وبحسب وزير الصحة، فإن 20 في المائة فقط من المصابين بـ«كورونا» يحتاجون لأجهزة التنفس، وأن نحو 5 في المائة من المصابين يخضعون للإنعاش حالياً. وأضاف أن كميات كبيرة من الكمامات الطبية ستتسلمها الجزائر من الصين بين 4 و5 أبريل (نيسان) الحالي. وعن بروتوكول العلاج بمادة «كلوروكين»، أشار الوزير إلى «استخدام هذا الدواء في المستشفيات العمومية فقط وبمراقبة طبية صارمة».
من جهته، صرح وزير الصناعة فرحات آيت علي، لوكالة الأنباء الحكومية، أن المجمع الصناعي العمومي «جيتكس» المختص في صناعة الأنسجة، عرض 15 عينة لأنسجة مختلفة تخص إنتاج أقنعة واقية، «وقد تم فحصها في مخبر مدني تابع لجامعة بومرداس (شرق) وآخر عسكري تابع لوزارة الدفاع». وأكد أنه «تمت الموافقة على 3 نماذج أنسجة، وهي مطابقة تماماً للمعايير الصحية الضرورية للوقاية من فيروس (كورونا)». وميزة هذه الاقنعة، حسب آيت علي، أنه «يمكن غسلها وإعادة استخدامها مرات عدة». من دون أن يذكر الكمية التي سيتم إنتاجها.
ويتوقع أطباء ارتفاع الإصابات بأكثر من 300 مع بداية الأسبوع المقبل، قياساً على الزيادة الكبيرة في أعداد المصابين والتي أعلنت عنها وزارة الصحة في الأيام الماضية. وحسب آخر حصيلة؛ تم إحصاء 716 مصاباً بالفيروس، ووفاة 44 شخصاً.
وأعلن أمس مجمع «سيم» الخاص للصناعات الغذائية، وفاة مالكه البرلماني الطيب زغيمي، بسبب الإصابة بالفيروس. وذكر مقربون منه أنه عزل نفسه في بيت يملكه في أعالي جبل الشريعة بولاية البليدة (بؤرة الوباء ومكان مصنعه) عندما تأكدت إصابته، ولما اشتد عليه الحال نقل إلى عيادته حيث توفي.



أحياء منكوبة بلا مياه وكهرباء بسبب القصف الإسرائيلي في مدينة صور الساحلية

جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
TT

أحياء منكوبة بلا مياه وكهرباء بسبب القصف الإسرائيلي في مدينة صور الساحلية

جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)

قرب ركام مبنى ما زال الدخان يتصاعد منه في مدينة صور، تحمل عائلة حقائب وتصعد على سلم مظلم إلى شقة خُلعت أبوابها ونوافذها، ولا يوجد فيها ماء ولا كهرباء، بعد أن استهدف القصف الإسرائيلي البنى التحتية والطرق، إضافة إلى الأبنية والمنازل.

في اليوم الثاني من سريان وقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل، كانت مئات العائلات صباح الخميس تتفقّد منازلها في أحياء استهدفتها الغارات الإسرائيلية، وحوّلتها إلى منطقة منكوبة.

لم تسلم سوى غرفة الجلوس في شقة عائلة نجدة. تقول ربّة المنزل دنيا نجدة (33 عاماً)، وهي أم لطفلين، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، بينما تقف على شرفتها المطلة على دمار واسع: «لم نتوقّع دماراً إلى هذا الحدّ. رأينا الصور لكن وجدنا الواقع مغايراً وصعباً».

وغطّى الزجاج أسرّة أطفالها وألعابهم، في حين تناثرت قطع من إطارات النوافذ الحديدية في كل مكان. وتضيف دنيا نجدة: «عندما وصلنا، وجدنا الدخان يتصاعد من المكان، وبالكاد استطعنا معاينة المنزل».

على الشرفة ذاتها، يقف والد زوجها سليمان نجدة (60 عاماً)، ويقول: «نشكو من انقطاع المياه والكهرباء... حتى المولدات الخاصة لا تعمل بعد انقطاع خطوط الشبكات».

ويقول الرجل، الذي يملك استراحة على شاطئ صور، الوجهة السياحية التي تجذب السكان والأجانب: «صور ولبنان لا يستحقان ما حصل... لكن الله سيعوضنا، وستعود المدينة أفضل مما كانت عليه».

وتعرّضت صور خلال الشهرين الماضيين لضربات عدّة؛ دمّرت أو ألحقت أضراراً بمئات الوحدات السكنية والبنى التحتية، وقطعت أوصال المدينة.

وأنذرت إسرائيل، خلال الأسابيع القليلة الماضية، مراراً سكان أحياء بأكملها بإخلائها، ما أثار الرعب وجعل المدينة تفرغ من قاطنيها، الذين كان عددهم يتجاوز 120 ألفاً.

لن يحصل بنقرة

خلال جولة في المدينة؛ حيث تعمل آليات على رفع الردم من الطرق الرئيسة، يحصي رئيس بلدية صور واتحاد بلدياتها، حسن دبوق لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أكثر من 50 مبنى، مؤلفة من 3 إلى 12 طابقاً دُمّرت كلياً جراء الغارات الإسرائيلية»، غير تضرّر عشرات الأبنية في محيطها، بنسبة تصل إلى 60 في المائة. ويضيف: «يمكن القول إنه يكاد لم يبقَ أي منزل بمنأى عن الضرر».

وشهدت شوارع المدينة زحمة سير مع عودة المئات من السكان إلى أحيائهم، في حين أبقت المؤسسات والمحال التجارية والمطاعم أبوابها موصدة.

ويوضح دبوق: «يتفقّد السكان منازلهم خلال النهار، ثم يغادرون ليلاً بسبب انقطاع الماء عن أنحاء المدينة والكهرباء عن الأحياء التي تعرّضت لضربات إسرائيلية قاسية».

ويقول إن الأولوية اليوم «للإسراع في إعادة الخدمات إلى المدينة، وتأمين سُبل الحياة للمواطنين»، مقرّاً بأن ذلك «لن يحصل بنقرة، ويحتاج إلى تعاون» بين المؤسسات المعنية.

ويضيف: «من المهم أيضاً إزالة الردم لفتح الشوارع حتى يتمكّن الناس من العودة».

واستهدفت غارة إسرائيلية في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) شركة مياه صور، ما أسفر عن تدميرها، ومقتل موظفيْن، وانقطاع المياه عن 30 ألف مشترك في المدينة ومحيطها، وفق ما قال رئيس مصلحة مياه صور وليد بركات.

ودمّرت الغارة مضخّات المياه وشبكة الأنابيب المتفرّعة منها، وفق ما شاهد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية»، الخميس، في إطار جولة نظمها «حزب الله» للصحافيين في عدد من أحياء المدينة.

وتحتاج إعادة بنائها إلى فترة تتراوح بين 3 و6 أشهر، وفق بركات، الذي قال إن العمل جارٍ لتوفير خيار مؤقت يزوّد السكان العائدين بالمياه.

ويقول بركات: «لا صواريخ هنا، ولا منصات لإطلاقها، إنها منشأة عامة حيوية استهدفها العدوان الإسرائيلي».

قهر ومسكّنات

بحزن شديد، يعاين أنس مدللي (40 عاماً)، الخيّاط السوري المُقيم في صور منذ 10 سنوات، الأضرار التي لحقت بمنزله جراء استهداف مبنى مجاور قبل ساعة من بدء سريان وقف إطلاق النار. كانت أكوام من الركام تقفل مدخل المبنى الذي تقع فيه الشقة.

ويقول بأسى: «بكيت من القهر... منذ يوم أمس، وأنا أتناول المسكنات جراء الصدمة. أنظر إلى ألعاب أولادي والدمار وأبكي».

وغابت الزحمة، الخميس، عن سوق السمك في ميناء المدينة القديمة، الذي كان يعجّ بالزبائن قبل الحرب، بينما المراكب راسية في المكان منذ أكثر من شهرين، وينتظر الصيادون معجزة تعيدهم إلى البحر لتوفير قوتهم.

بين هؤلاء مهدي إسطنبولي (37 عاماً)، الذي يروي أنه ورفاقه لم يبحروا للصيد منذ أن حظر الجيش اللبناني في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) حركة القوارب في المنطقة البحرية جنوب لبنان.

ويقول: «لم يسمح الجيش لنا بعد بالخروج إلى البحر حفاظاً على سلامتنا» باعتبار المنطقة «حدودية» مع إسرائيل.

ويقول إسطنبولي: «نراقب الوضع... وننتظر»، مضيفاً: «نحن خرجنا من أزمة، لكن الناس سيعانون الآن من أزمات نفسية» بعد توقف الحرب.

ويقول أب لأربعة أطفال: «أحياناً وأنا أجلس عند البحر، أسمع صوت الموج وأجفل... يتهيّأ لي أن الطيران يقصف. نعاني من الصدمة».