فشل التفاوض حول حكومة وحدة بين نتنياهو وغانتس

غور الأردن المتنازع على مصيره أثناء مواجهة بين فلسطينيين والأمن الإسرائيلي بيوم الأرض (أ.ف.ب)
غور الأردن المتنازع على مصيره أثناء مواجهة بين فلسطينيين والأمن الإسرائيلي بيوم الأرض (أ.ف.ب)
TT

فشل التفاوض حول حكومة وحدة بين نتنياهو وغانتس

غور الأردن المتنازع على مصيره أثناء مواجهة بين فلسطينيين والأمن الإسرائيلي بيوم الأرض (أ.ف.ب)
غور الأردن المتنازع على مصيره أثناء مواجهة بين فلسطينيين والأمن الإسرائيلي بيوم الأرض (أ.ف.ب)

فشلت كل المفاوضات التي جرت على أكثر من مسار وعبر عدة قنوات، بين معسكر اليمين برئاسة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ومعسكر الوسط، برئاسة بيني غانتس رئيس حزب «كحول لفان»، وابتعدت أكثر أي احتمالات لتشكيل حكومة وحدة، أمس.
وهددت أوساط في اليمين، بالسعي لتشكيل حكومة يمين برئاسة نتنياهو، تضم 58 نائبا من التكتل اليميني وثلاثة متمردين من معسكر الوسط. فيما قال مصدر مقرب من غانتس، إنه لن يقيم حكومة بأي ثمن وإنه تنازل بما فيه الكفاية.
وقالت مصادر مقربة من الطرفين إن الخلافات تتركز حول موضوعين أساسيين، حاليا، هما: ضم مناطق من الضفة الغربية المحتلة ومنصب رئيس الكنيست. ففي موضوع الضم، يصر غانتس على إدخال بند إلى اتفاق تشكيل الحكومة ينص على ألا تقوم إسرائيل بفرض سيادتها على المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية أو ضم غور الأردن وشمال البحر الميت، من طرف واحد، وانتظار المفاوضات مع الفلسطينيين والدول العربية حول صفقة القرن (خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للتسوية). وقال مصدر مقرب منه إن اليمين يخطط لأن يقرر هذا الضم في أول مناسبة يكون له فيها أكثرية 61 نائبا. وهو اليوم يضم 58 نائبا، ويتوقع أن ينضم إليهم ثلاثة نواب من المعسكر الآخر، هم تسفي هاوزر ويوعاز هندل، من كحول لفان، وأورلي ليفي أبو كسيس من اتحاد تحالف اليسار. وهم معروفون بصفتهم نوابا من أصول يمينية يؤيدون الضم.
وقد بدأت حملة ضغوط شديدة تضمنت تهديدات على الطرفين. فتوجه رئيس مجلس المستوطنات في الضفة الغربية، ديفيد الحياني، إلى نتنياهو الموجود في عزل بسبب كورونا، وطلب اجتماعا عاجلا به عبر الإنترنت، وقال له إن عليه أن يفي بوعوده للناخبين ويضع قضية فرض السيادة على المستوطنات، وضم غور الأردن والبحر الميت، على رأس جدول أعماله. وقال له: «نحن عملنا بكل قوة لأجل انتخابك. فلا تخيب آمالنا. كل إنجازاتك السياسية ستدفن معك إذا لم تفعل وسيكون رد الفعل شديدا على أي خلل في هذا الشأن».
كما طلب رؤساء مجالس المستوطنات الاجتماع إلى عدة وزراء ليمارسوا الضغط بدورهم على نتنياهو، لكن الوزراء تراجعوا عن موافقتهم.
في المقابل، اعتبر اليسار هذا الوضع دليلا على أن نتنياهو نصب فخا وأن غانتس وقع فيه. وقال عوفر شلح، رئيس كتلة «يوجد مستقبل - تيلم» المعارض، إن «غانتس استسلم قبل بداية المعركة. لقد أوهمه نتنياهو بأنه يدخل في مفاوضات معه وهو يحمل أوراقا قوية، لكنه في الواقع جعله يتجرد من كل أوراقه قبل المفاوضات. وجنبا إلى جنب مع ذلك نجح نتنياهو في بناء عدة تحالفات بديلة، والآن غانتس وزملاؤه يستجدون من أجل الحصول على شيء ما».
في هذه الأثناء، توجه قادة حركات السلام إلى غانتس، محتجين على التطورات، ومطالبين بالعودة للتحالف مع قوى اليسار ومع القائمة المشتركة وتشكيل حكومة أقلية. وقال رئيس طاقم رؤساء حركات السلام، يورام رحميم، إن غانتس ارتكب سلسلة أخطاء كثيرة ولا يجوز له أن يواصل هذا المسلسل. وهدد بملء البلاد بالمظاهرات ضده إذا تراجع أمام نتنياهو.
وهناك خلافات لم تنته، حاليا، حول المناصب الوزارية. فأحزاب اليمين مصرة على تقليص عدد وزارات «كحول لفان». وحسب مصدر سياسي في اليمين، هناك مفاوضات جانبية تجري بين نتنياهو وأفيغدور ليبرمان، لينضم إليه في حكومة يمين وإخراج غانتس من الصورة. لكن مصدرا مقربا من ليبرمان نفى ذلك.
وأما غانتس، فقال لمجموعة من مؤيديه، أمس، إنه يتصرف بشكل مستقيم، على اعتبار أن هناك مفاوضات متقدمة جدا مع نتنياهو لتشكيل حكومة وحدة، وأن هناك مشاكل عنده في معسكر اليمين «وأنا أنتظره حتى يحل مشاكله».



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.