هادي البحرة: الموقف البريطاني أوضح المواقف بين «أصدقاء سوريا»

وفد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ينهي زيارته الى لندن

هادي البحرة: الموقف البريطاني أوضح المواقف بين «أصدقاء سوريا»
TT

هادي البحرة: الموقف البريطاني أوضح المواقف بين «أصدقاء سوريا»

هادي البحرة: الموقف البريطاني أوضح المواقف بين «أصدقاء سوريا»

ملفان مشوّشان رافقا وفد الائتلاف إلى لندن لحضور اجتماع مجموعة «أصدقاء سوريا» من دون أن يكونا معنيين مباشرة بالاجتماع، خطة دي ميستورا لتجميد القتال في حلب، وزيارة وفد من المعارضة إلى موسكو برئاسة الشيخ معاذ الخطيب. غير أن اللقاءات الإعلامية المكثفة التي طلبت من رئيس الائتلاف هادي البحرة إضافة إلى تساؤلات الجالية السورية التي التقاها هو والوفد قبل انتهاء زيارته اليوم، جعلتا الزيارة لا تمرّ بالتبسيط الذي اتصف به الاجتماع الرسمي.
الزيارة كانت فرصة للقاء هادي البحرة وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، في أول لقاء بينهما منذ تعيين هاموند بدل ويليام هيغ. وفي اللقاء الذي وصفه هادي البحرة بـ«الإيجابي»، أكد للوزير البريطاني أن «الحلول الجزئية في معالجة الواقع السوري لا تحلّ المشكلة، بل على العكس تماما، ربما تعزز استمرار الصراع الذي يعود بالويلات على السوريين الذين يدفعون ثمنه بدماء أبنائهم». وهو الموقف الذي ردده في اللقاءات الصحافية مثل صحيفة «الغارديان» وبرنامج «هارد توك» في قناة «بي بي سي وورلد»، وغيرهما. كما أشار البحرة إلى «وجوب الضغط على نظام الأسد وقواته لإيقافه براميله المتفجرة ومجازره التي يرتكبها بحق المدنيين، إضافة إلى ضرورة الضغط على النظام وحلفائه لإجبارهم على الخضوع للحلّ السياسي».
الحديث تطرق للعديد من الملفات، مثل الخطاب الإعلامي للمعارضة الذي رأى الوزير أنه يجب أن يتوجه لجميع السوريين بمختلف فئاتهم، وضرورة وجود استراتيجية إعلامية واضحة. وقد بيّن البحرة أن الائتلاف شكل أخيرا لجنة متابعة من الخبراء الإعلاميين السوريين للبحث في تصحيح مسار الخطاب الإعلامي وإنشاء هيئات إعلامية شبيهة بتلك الموجودة في المجتمعات الديمقراطية. ويتوقع السوريون مساعدة بريطانيا من منطلق خبرتها المميزة في هذا المجال. أخيرا طالب وفد الائتلاف بريطانيا بإدخال اللاجئين السوريين العالقين على حدود بعض الدول الأوروبية.
البحرة وصف في لقائه مع الجالية السورية (الذي حضرته «الشرق الأوسط») الموقف البريطاني بأنه «أوضح المواقف بين دول (أصدقاء سوريا)».
واللقاء بـ«مجموعة أصدقاء سوريا» لم يكن من أجل نقلة سياسية عسكرية واضحة على الواقع، إلا أنه يأتي بعد بدء التحالف ضرباته في كوباني في الشمال السوري، فقد كان فرصة للتأكيد على بعض التفاهمات المسبقة، فهذه الدول هي التي تدعم مشاريع الإغاثة والتعليم وتدريب الشرطة وغيرها من مشاريع للائتلاف، خصوصا بعد تشكيل الحكومة المؤقتة (أقيل رئيسها وأعيد تعيينه وينتظر أن يشكل حكومته خلال أيام). مع الحديث عن وجود تقصير كبير في تقديم الدعم اللازم للنهوض بالمؤسسات التي يبنيها الشعب السوري اليوم، سواء من حيث المقدار المقدم لهذا الدعم، أو من حيث عدم توحيد منافذ التمويل، الذي يؤثر بدوره على نجاح هيكلة المؤسسات وتنظيم عملية اتخاذ القرار.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.