دعوات لإلغاء كذبة أبريل: «أزمة كورونا فاقت الخيال»

كذبة أبريل تحظى بانتشار بين وسائل إعلام وشركات (سي إن إن)
كذبة أبريل تحظى بانتشار بين وسائل إعلام وشركات (سي إن إن)
TT

دعوات لإلغاء كذبة أبريل: «أزمة كورونا فاقت الخيال»

كذبة أبريل تحظى بانتشار بين وسائل إعلام وشركات (سي إن إن)
كذبة أبريل تحظى بانتشار بين وسائل إعلام وشركات (سي إن إن)

بسبب الانتشار الواسع لفيروس كورونا المستجد، الذي تسبب في إصابة ووفاة الآلاف حول العالم، انتشرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية لإلغاء «كذبة أبريل»، التي يحتفل بها عالمياً في هذا الوقت من العام بمشاركة الخداع والكذبات والمزاح.
واحتدم النقاش حول إلغاء كذبة أبريل على موقع «تويتر»، حيث أكد الكثير من رواد الموقع أن الكارثة التي يمر بها العالم الآن، تستوجب أن يكون الناس أكثر تحملاً للمسؤولية وأكثر مراعاة للحزن الذي يخيم على المواطنين في مختلف أنحاء العالم، وأن يكفوا عن إطلاق المقالب والمزاح في هذه الأوقات العصيبة.
وغرد أحد مستخدمي «تويتر» قائلا: «يجب إلغاء كذبة أبريل هذا العام احترامًا لجميع ضحايا كورونا وتضامنًا مع جميع المرضى الذين يحاربونه اليوم. لا يزال من الصعب تصديق هذا الوباء والأحداث المحيطة به؛ اليوم ليس الوقت المناسب للمزاح والنكات والضحك».
https://twitter.com/KhaledAJ/status/1245238755411333120?s=20
ومن جهته، كتب مستخدم آخر: «ما يحدث في العالم الآن هو (المقلب الأسوأ) على الإطلاق، لسنا بحاجة لكذبة أبريل»، في حين غرد آخر: «كذبة أبريل كانت ستبدو منطقية إذا كان كل شيء على ما يرام، ولكن الآن كل ما نمر به هو عبارة عن مقلب واحد كبير نحتاج فقط إلى إنهائه».
https://twitter.com/TechnicallyRon/status/1245273673751236608?s=20
وعلى النقيض، أعربت إحدى المستخدمات عن معارضتها لإلغاء الكذبة قائلة: «يجب ألا نلغي يوم كذبة أبريل. الآن أغلبنا بحاجة إلى الضحك أكثر من أي وقت مضى»، وقد أيدتها مستخدمة أخرى في هذا الرأي وغردت قائلة: «نحن نقوم بالمزاح مع أصدقائنا وأقاربنا فقط. نحن نمر بالكثير من الكآبة والعذاب في الوقت الحالي».
https://twitter.com/heatherbimages/status/1245069100793114625?s=20
https://twitter.com/hotmessexpressx/status/1245025832382402562?s=20
وكان موقع «بيزنس إنسايدر» قد أكد أن شركة «غوغل» قررت عدم المشاركة في «كذبة أبريل» هذا العام، وذلك تضامناً مع المصابين بـ«كورونا» وعائلات الضحايا.
وقالت الصحيفة إنها حصلت على رسائل إلكترونية داخلية أرسلها لورين توهيلن رئيس التسويق للعاملين، يؤكد فيها إلغاء هذه المناسبة هذا العام.
وعادة ما يشارك عدد من المؤسسات ووسائل إعلام في يوم «كذبة أبريل» ويقومون بتكذيبها عقب ذلك.
وأمس (الثلاثاء)، حذرت الهند وتايلاند وألمانيا من إطلاق النكات بشأن فيروس كورونا المستجد بمناسبة «كذبة أبريل»، وأكدت الحكومة التايلاندية أن هذا الأمر يعاقب عليه قانون بالسجن لمدة تصل إلى خمسة أعوام.
ونشرت إدارة العلاقات العامة التابعة للحكومة التايلاندية رسماً بيانياً على حسابها على موقع «تويتر»، قالت فيه «إنه من المخالف للقانون أن يقوم أي شخص بادعاء إصابته بـ(كوفيد - 19) في يوم كذبة أبريل هذا العام».
وجاء في النص المصاحب للمنشور الوارد على موقع «تويتر»: «يعاني الناس في أنحاء العالم من تفشي (كوفيد - 19)، وهو سبب كافٍ لضرورة أن يكون الناس أكثر مراعاة، وألا يستخدموا ذلك كمقلب أو مزحة».
يذكر أن فيروس كورونا تسبب في إصابة تحديث 860 ألف شخص حول العال ووفاة أكثر من 42 ألف آخرين.
وتتصدر الولايات المتحدة دول العالم من حيث أعداد حالات الإصابة، تليها إيطاليا وإسبانيا والصين وألمانيا وفرنسا وإيران والمملكة المتحدة.


مقالات ذات صلة

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

صحتك هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

تحوّل «كوفيد-19» على مر السنوات الماضية من جائحة عالمية إلى فيروس «مستوطن» وفق خبراء الصحة، ما يعني أن وجوده سيصبح مستمراً، فكيف يجب أن نتعامل معه؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ (رويترز)

زوكربيرغ: البيت الأبيض ضغط على «فيسبوك» لفرض رقابة على محتوى «كورونا»

أقر الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ بقيام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالضغط على موقع «فيسبوك» لفرض رقابة على المحتوى المتعلق بجائحة كورونا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم المدير الإقليمي لـ«منظمة الصحة العالمية» في أوروبا هانس كلوغه (أرشيفية - رويترز)

«الصحة العالمية»: جدري القردة ليس وباء جديداً مثل «كوفيد»

قال المدير الإقليمي لـ«منظمة الصحة العالمية» في أوروبا، هانس كلوغه، اليوم (الثلاثاء)، إن جدري القردة ليس وباء جديداً مثل «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم ممرضة تحضر جرعات من لقاح «كورونا» في دار للمسنين بإسبانيا (إ.ب.أ)

بريطانيا: الآلاف يطالبون بتعويضات بعد إصابتهم بمشكلات خطيرة بسبب لقاحات «كورونا»

تقدم ما يقرب من 14 ألف شخص في بريطانيا بطلبات للحصول على تعويضات من الحكومة عن الأضرار المزعومة الناجمة عن تلقيهم لقاحات «كورونا».

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا كوريا الشمالية ستستأنف استقبال الزوار الأجانب اعتباراً من ديسمبر بعد فرض ضوابط صارمة منذ عام 2020 بسبب جائحة «كورونا» (أ.ف.ب)

كوريا الشمالية تستأنف استقبال الزوار الأجانب في ديسمبر

قالت شركات سياحة، اليوم (الأربعاء)، إن كوريا الشمالية ستستأنف استقبال الزوار الأجانب في مدينة سامجيون بشمال شرقي البلاد في ديسمبر المقبل.

«الشرق الأوسط» (سول)

الموسيقى تحسّن قدرات الطلاب على التعلّم

الباحثة ييرين رين تعزف على البيانو (معهد جورجيا للتكنولوجيا)
الباحثة ييرين رين تعزف على البيانو (معهد جورجيا للتكنولوجيا)
TT

الموسيقى تحسّن قدرات الطلاب على التعلّم

الباحثة ييرين رين تعزف على البيانو (معهد جورجيا للتكنولوجيا)
الباحثة ييرين رين تعزف على البيانو (معهد جورجيا للتكنولوجيا)

تُعدّ الموسيقى جزءاً من تجربتنا الإنسانية، فهي تؤثر في عواطفنا وذكرياتنا. وغالباً ما نربط موسيقى معينة بحدث ما أو بلحظة مهمة في حياتنا، كما ترافقنا في المهام التي نؤديها في أثناء العمل والقيادة والدراسة.

ووفقاً لدراسة جديدة منشورة، في دورية «بلوس وان»، يمكن للموسيقى أن تعزّز قدرتنا على تعلّم معلومات جديدة، وتغيير ذكرياتنا بصورة إيجابية.

ووجد باحثو الدراسة أن الموسيقى العاطفية، خصوصاً الموسيقى الإيجابية التي تُشغّل في الخلفية في أثناء إعادة تنشيط الذاكرة يمكن أن تغيّر النغمة العاطفية للذكريات المعقّدة غير المرغوبة.

تقول طالبة الدكتوراه في كلية «علم النفس» في معهد «جورجيا للتكنولوجيا» الأميركي، الباحثة الرئيسية للدراسة، ييرين رين، في بيان منشور الجمعة، على موقع الجامعة: «تستكشف الدراسة تطبيقات مبتكرة للموسيقى في تعديل الذاكرة، وتقدّم رؤى للتطبيقات اليومية، مثل عملية التعلّم، وكذلك في الطب السريري».

عندما نشاهد فيلماً يحتوي على موسيقى قوية، أي موسيقى أُنشئت لإثارة المشاعر، فإن ما نسمعه يرشدنا بالضبط إلى المكان الذي يريدنا المؤلف أن نصل إليه. وفي دراستهم التي أجروها، أفاد الباحثون بأن هذا النوع من «الموسيقى المزاجية» قد يكون قوياً بما يكفي لتغيير الطريقة التي نتذكر بها ماضينا.

وكان الباحثون قد طلبوا من 48 مشاركاً، تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً من طلاب جامعة «جورجيا للتكنولوجيا»، تعلّم سلسلة من الأشكال المجردة في أثناء الاستماع إلى موسيقى بنبرة وإيقاع ولحن مألوف ثم إلى موسيقى غير متناغمة وغير منتظمة.

وكان بوسع الباحثين أن يراقبوا كل هذا يحدث باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي. وقد تمكّنوا من رؤية النشاط الدماغي المتغير لدى المشاركين في الدراسة، والاتصال المتزايد بين اللوزة الدماغية، إذ تُعالج العواطف، والمناطق الأخرى في الدماغ المرتبطة بالذاكرة ودمج المعلومات.

وانطلاقاً من النظرية التي تقول إن الذكريات يمكن تحديثها عند استرجاعها، قدّم الباحثون موسيقى عاطفية في أثناء استرجاع الذاكرة للتحقيق فيما إذا كانت قادرة على تغيير محتوى الذاكرة.

وتوضح رين: «هذا يلقي الضوء على قابلية الذاكرة للتطويع استجابة للموسيقى، والدور القوي الذي يمكن أن تلعبه في تغيير ذكرياتنا الحالية».

وبينما كوننا غير قادرين على تغيير ذكرى سيئة عن طريق إدخال موسيقى سعيدة في وقت تشكيلها، يقول الباحثون إن نتائجهم تشير إلى أن الاستماع إلى موسيقى إيجابية في أثناء استرجاع تلك الذكرى القديمة يمكن أن يعيد تشكيلها من جديد.

وتركز رين، في بحثها، على نوعية الموسيقى التي تشعر معها بالراحة؛ لأن هذه هي الطريقة التي تعمل بها الموسيقى التي نعرفها وقد نحبها، فالموسيقى التي تبدو مألوفة ومريحة يمكن أن تساعدنا في الدراسة والتعلّم.

واكتشفت رين أيضاً أن أنواعاً أخرى من الموسيقى يمكن أن تؤثر في عواطفنا وتُعيد تشكيل الذكريات القديمة.

ووفق النتائج فإن الاستماع إلى موسيقى مألوفة ومنتظمة، يمكن التنبؤ بنغماتها بدرجة كبيرة، مكّن المشاركين من تعلّم تسلسل الأشكال وتذكّرها بشكل أسرع، في حين أن الموسيقى غير المنتظمة أضعفت بشكل كبير ترميز الذاكرة لتلك الأشكال.

ويعزو الباحثون التعلّم والتذكّر السريعين إلى قدرة الدماغ على إنشاء «سقالة» أو إطار منظم للمعلومات المكتسبة حديثاً في الدماغ. وهو ما تعلّق عليه رين: «اعتماداً على مدى مألوفيتها وبنيتها، يمكن للموسيقى أن تساعد ذاكرتنا أو تعوقها».

ويرى الباحثون أن نتائجهم لديها القدرة أيضاً على تطوير العلاجات القائمة على الموسيقى لحالات مرضية، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، والاكتئاب، أو استراتيجيات إعادة التأهيل لكبار السن، خصوصاً أولئك الذين يعانون من الخرف.

تقول رين: «أنا متحمسة للجمع بين حبي مدى الحياة للموسيقى واهتمامي بالذاكرة البشرية. لأنني أعتقد أن المرحلة التالية من بحثي يمكن أن توفّر أدلة قيمة لدعم تطوير التدخلات القائمة على الموسيقى للصحة العقلية والوظيفة الإدراكية».