تدابير يمنية لمواجهة تداعيات محتملة لـ«كورونا»

الحكومة تمدد إغلاق المنافذ أسبوعين مع استثناء شحنات المساعدات

تدابير يمنية لمواجهة تداعيات محتملة لـ«كورونا»
TT

تدابير يمنية لمواجهة تداعيات محتملة لـ«كورونا»

تدابير يمنية لمواجهة تداعيات محتملة لـ«كورونا»

أفادت المصادر الرسمية اليمنية بأن الحكومة الشرعية اتخذت تدابير اقتصادية عدة، في سياق سعيها لمواجهة التداعيات المتحملة لآثار فيروس «كورونا» المستجد على الاقتصاد، كما قامت بتمديد إغلاق المنافذ البرية والجوية والبحرية، مستثنية من ذلك شحنات الأدوية والغذاء.
وذكرت المصادر أن المجلس الاقتصادي الأعلى في اليمن «تدارس في اجتماعه الاستثنائي (أمس) الثلاثاء، برئاسة رئيس الوزراء الدكتور معين عبد الملك، تطورات الأوضاع الاقتصادية والمالية على ضوء التحديات الراهنة، والمتمثلة في الآثار المستجدة جراء وباء كورونا الذي يجتاح العالم وما خلفه من آثار وصعوبات اقتصادية».
وناقش المجلس عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، وفق ما نقلته وكالة «سبأ»، الآثار المحتملة للوباء على الاقتصادات العالمية، وانعكاسات ذلك على الاقتصاد الوطني من مختلف الجوانب، وآليات تخفيف حدة التداعيات على المواطن اليمني ومعيشته وقوته اليومي، بما في ذلك أسعار المواد الغذائية الأساسية، وضمان توفير مخزون استراتيجي، بأسعار مناسبة.
واستعرض الاجتماع عدداً من الرؤى والأفكار الهادفة للتعاطي الحكومي، مع انعكاسات هذه الجائحة عالمياً على الاقتصاد الوطني، والتدابير الاستثنائية المطلوب اتخاذها، لتلافي الآثار المحتملة في مختلف الجوانب، وفي مقدمها الموازنة العامة والتضخم وأسعار السلع والمواد الغذائية وغيرها.
ووجّه المجلس الاقتصادي الأعلى، بحسب المصادر الرسمية، وزارة الصناعة والتجارة بسرعة استكمال مسح المخزون الغذائي وتحديد الفجوة القائمة، لافتاً إلى الدور المعول على القطاع الخاص كشريك أساسي للحكومة في مواجهة التبعات الاقتصادية العالمية وتأثيراتها المحتملة على الاقتصاد المحلي، جراء جائحة «كورونا».
وأكد رئيس مجلس الوزراء اليمني أن حكومته «لن تتوانى عن تقديم كل التسهيلات والمزايا لإسناد دور القطاع الخاص كشريك فاعل في توفير احتياجات المواطنين؛ خصوصاً في المواد الغذائية الأساسية، بما في ذلك تقديم التسهيلات التجارية والائتمانية».
وأشار إلى الدور المعول على شركاء اليمن في التنمية من الدول والمنظمات المانحة في هذا الجانب؛ خصوصاً أن اليمن يمر بأزمات مركبة، على رأسها الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي منذ انقلابها على السلطة الشرعية، وما خلفته من أزمات سياسية واقتصادية وإنسانية وصحية معقدة. واستمع المجلس الاقتصادي اليمني من وزير التخطيط والتعاون الدولي إلى تقرير حول جوانب التنسيق القائمة مع الدول والمنظمات المانحة في عدد من الجوانب، بينها تعزيز قدرات المؤسسات والقطاع الصحي لمواجهة وباء «كورونا». وأشار إلى الخطط الطارئة التي تم تقديمها للمانحين في الجوانب التجارية والائتمانية، والمؤشرات الإيجابية في هذا الجانب. ووجّه رئيس الحكومة وزارة التخطيط والتعاون الدولي بتكثيف جهود التواصل مع المانحين وشركاء اليمن في التنمية لحشد التمويلات اللازمة للخطط الطارئة المعدة.
إلى ذلك، أقرت اللجنة الوطنية العليا للطوارئ لمواجهة «كورونا» في اجتماعها برئاسة رئيس الحكومة، عدداً من الإجراءات والتدابير الاحترازية، بينها تمديد إغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية لمدة أسبوعين ابتداء من اليوم.
واستمعت اللجنة في اجتماعها عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، إلى موجز ملخص من رئيسها نائب رئيس مجلس الوزراء سالم الخنبشي، لما تم اتخاذه من إجراءات وتدابير احترازية والجهود المبذولة لحماية المواطنين، ومستوى تنفيذ الإجراءات الحكومية السابقة، المتصلة بالتدابير الوقائية لمواجهة الفيروس.
وأوضحت المصادر الحكومية أن الاجتماع استعرض التقرير المقدم من وزير الصحة العامة والسكان الدكتور ناصر باعوم، حول الإجراءات التي اتخذتها لتجهيز المنافذ البرية والبحرية والجوية بوسائل الفحص السريع، وتجهيز مراكز للعزل والحجر الصحي في المحافظات، إضافة إلى رفع جاهزية القطاعات الصحية للرصد الوبائي والتنبؤ والاستجابة.
وتطرق التقرير إلى ما تم إنجازه في تأهيل وتدريب كادر طبي للعمل في المنافذ ومراكز العزل والحجر الصحي، وتوفير تحاليل مخبرية للفحص السريع وتوزيعها في المنافذ الجوية والبرية، وتشديد إجراءات السلامة والحجر الصحي، وتخصيص موازنة طارئة لدعم قدرات القطاع الصحي، إضافة إلى متابعة وتنسيق جهود الاستجابة الطارئة مع مركز الملك سلمان للإغاثة ومنظمة الصحة العالمية، وتعزيز الشراكة المجتمعية لتشكيل فرق عمل تطوعية للتوعية الصحية والترصد الوبائي.
وأقرت اللجنة اليمنية العليا للطوارئ عدداً من الإجراءات والخطط في المحافظات، بما فيها وضع خطط تموينية لتوفير الاحتياجات من المواد والغذائية الأساسية، وكذا ما يتعلق بالأدوية والمواد الطبية ومنع خروجها من اليمن.
وشددت اللجنة على الجهات المختصة لمراقبة أسواق الدواء ومنع الاحتكار ومعاقبة من يحاول المتاجرة واستغلال الظروف الطارئة، والتأكد من توافر الأدوية وعدم رفع أسعارها، بحسب ما ذكرته وكالة «سبأ».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».