«حرب افتراضية» ضد «كورونا» في إسرائيل... وقائد الجيش في «الحجر»

رئيس الأركان أفيف كوخافي
رئيس الأركان أفيف كوخافي
TT

«حرب افتراضية» ضد «كورونا» في إسرائيل... وقائد الجيش في «الحجر»

رئيس الأركان أفيف كوخافي
رئيس الأركان أفيف كوخافي

مع الإعلان عن محاولة ثانية للانتحار، يقدم عليها مريض «كورونا»، أعلن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، أن قائده العام، رئيس الأركان أفيف كوخافي، أجرى أمس الثلاثاء، لعبة سيناريو الحرب بغرض صد انتشار الفيروس، وذلك كما يجري في السيناريوهات الحربية العسكرية تماماً. وفي وقت لاحق، دخل كوخافي إلى حجر صحي، إذ تبين أنه التقى مصاباً، وتم إجراء اختبار له لم تظهر نتيجته بعد.
وقد جرى هذا السيناريو، بحضور رئاسة هيئة الأركان ومسؤولي المخابرات العامة (الشاباك) والمخابرات الخارجية (الموساد) والمدير العام ورؤساء الدوائر في وزارات الصحة والمالية والاقتصاد. وحددت أهداف السيناريو على النحو التالي: «المساهمة في قيادة المجهود الحربي الوطني ضد (كورونا)، قيادياً وميدانياً، وفي الوقت ذاته الحفاظ على الحدود والأمن العسكري، ومنع العدو من استغلال (كورونا) والانشغال بها، لتوجيه ضربات عسكرية ضدنا». وتقرر في ختامه بناء عدة مستشفيات ميدانية على الحدود مع قطاع غزة والضفة الغربية، بهدف معالجة المصابين الفلسطينيين، حال تغير الوضع هناك، وانفجر «كورونا» بشكل واسع.
وقال قائد قاعدة التدريب العسكري، المقدم سيفان بلوخ، لجنوده: «كنا دربناكم على القتال ضد العدو في لبنان، وفي سوريا، وفي الضفة الغربية، وفي قطاع غزة، وهذه المرة ندربكم على عدو مختلف بعض الشيء هو فيروس كورونا. وكما في كل حرب نريد أن ننفذ المهمة بشكل جيد ومهني ونوعي للغاية، فهكذا يحتم واجبنا الوطني».
كانت الحكومة الإسرائيلية، قد عقدت اجتماعاً لها قبيل منتصف الليلة الماضية (الاثنين - الثلاثاء)، ترأسه بنيامين نتنياهو، من غرفة الحجر الصحي التي دخلها باختياره، بعد اكتشاف إصابة «كورونا» عند زوج إحدى مستشاراته. وقررت الحكومة تشديد القيود على حركة المواطنين من جديد، ابتداءً من اليوم الأربعاء، بحيث لن يسمح بأي تجمعات للصلاة، وتصبح الصلوات فقط لشخص واحد، أما الخروج من المنزل فسيكون مسموحاً لشخص أو اثنين من المنزل نفسه، ولفترة قصيرة، ولمسافة 100 متر من مكان السكن. وتتم الأعراس والجنازات في مكان مفتوح، وبمشاركة 20 شخصاً لا أكثر، وحفل الختان بمشاركة 10 أشخاص. كما تقرر خفض نسبة العمل في المرافق والمصانع الحيوية من 30 إلى 15 في المائة فقط، وإجبار الموظفين والعمال في هذه الأماكن على أن يقيسوا درجة حرارتهم قبل التوجه إلى مكان عملهم، وملء استمارة يؤكدون فيها أنه لا توجد لديهم مؤشرات (درجة حرارة وسعال وصعوبة بالتنفس)، وأن على صاحب مكان العمل الاحتفاظ بهذه الاستمارات.
وأصدر مدير عام وزارة الصحة، موشيه بار سيمان طوف، أمس، تعليمات تتيح وضع أي قطعة قماش على الأنف والفم، وليس بالضرورة ارتداء الكمامات الطبية في الأماكن المفتوحة. وقال إنه «طبقاً لتوضيح منظمة الصحة العالمية الليلة الماضية بأن الفيروس لا ينتقل عن طريق الهواء، بل عن طريق الرذاذ، يمكن للجمهور وضع قطعة من القماش على الوجه».
في هذه الأثناء، استعان عناصر الشرطة الإسرائيلية الذين وضعوا كمامات واقية وقفازات، بطائرات مروحية وهروات للسيطرة على مجموعة من اليهود المتدينين المتشددين الذين يصرون على خرق تعليمات وزارة الصحة، فيما يتعلق بإجراءات احتواء فيروس كورونا المستجد، في وقت تشهد إسرائيل يومياً تزايداً ملحوظاً في عدد الإصابات. وتقول وسائل إعلام إسرائيلية إن نصف المصابين في إسرائيل من اليهود المتشددين.
وأعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية، أن عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد في البلاد بلغ لغاية ظهر أمس، 4831 شخصاً، ويتوقع أن يتجاوز العدد 5000 في المساء، وتوجد بينهم 83 إصابة بحالة خطيرة جداً، فيما سجلت أمس 3 وفيات جراء الإصابة بالفيروس، ما يرفع عدد الوفيات إلى 18. وكان لافتاً أن أحد المتوفين في التاسعة والأربعين من عمره. وارتفع عدد المرضى الذين تعافوا إلى 163 شخصاً.
وفي مستشفى بوريا، قرب طبريا، أعلن أن أحد مرضى «كورونا» حاول الانتحار، أمس، بالقفز من الطابق الثالث، وأصيب بجراح متوسطة. وعلم أن الشاب عربي في الرابعة والثلاثين من عمره، كان في زيارة عمل في إيطاليا، وعاد وهو مصاب. وقد علم أنه نقل العدوى إلى زوجته الحامل وطفليه، فشعر بالذنب. وهذه هي المحاولة الثانية للانتحار في زمن «كورونا»، وكانت الأولى في منطقة تل أبيب لشاب يهودي، وتمكن رجال الأمن من إنقاذه.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».