«جوازات مناعة» لإعادة المتعافين من كورونا إلى العمل

الدراسة الألمانية ستقوم باختبار دم أكثر من 100000 متطوع بحثاً عن الأجسام المضادة للفيروس (أ.ف.ب)
الدراسة الألمانية ستقوم باختبار دم أكثر من 100000 متطوع بحثاً عن الأجسام المضادة للفيروس (أ.ف.ب)
TT

«جوازات مناعة» لإعادة المتعافين من كورونا إلى العمل

الدراسة الألمانية ستقوم باختبار دم أكثر من 100000 متطوع بحثاً عن الأجسام المضادة للفيروس (أ.ف.ب)
الدراسة الألمانية ستقوم باختبار دم أكثر من 100000 متطوع بحثاً عن الأجسام المضادة للفيروس (أ.ف.ب)

اقترح علماء وسياسيون أن تُمنح «جوازات مناعة» للمواطنين الذين أُصيبوا بفيروس «كورونا المستجد» واكتسبوا مناعة ضده يمكن أن يكون وسيلة لإعادة الأشخاص إلى أعمالهم بشكل أسرع.
وحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فإن ذلك يأتي في ظل قيام باحثين في ألمانيا حالياً بإعداد دراسة جماعية حول عدد الأشخاص الذين لديهم مناعة بالفعل ضد فيروس «كورونا»، مما يسمح للسلطات في النهاية بإصدار تصاريح لاستبعاد هؤلاء الأشخاص من التدابير التقييدية المعمول بها حالياً مع العاملين بالدولة.
وستشمل الدراسة اختبار دم أكثر من 100000 متطوع بحثاً عن الأجسام المضادة للفيروس، وذلك ابتداءً من منتصف أبريل (نيسان) القادم، وبعد ذلك سيتم تكرار الاختبار على عينة أكبر من السكان.
وسيتم إعداد هذه الدراسة بواسطة هيئة الصحة العامة التابعة للحكومة الألمانية، ومعهد روبرت كوخ، والمركز الألماني لبحوث العدوى، ومعهد الفيروسات في مستشفى «شاريتيه» في برلين.
ويؤكد العلماء أن نتائج الدراسة ستساعد أيضاً في تحديد موعد إعادة فتح المدارس في البلاد.
واقترح بعض الخبراء منح أولئك الأشخاص «جوازات مناعة» ضد الفيروس، أشبه بجوازات السفر، بحيث تسمح لهم هذه الجوازات بالإعفاء من بعض القيود المفروضة على نشاطهم، كعودتهم إلى العمل.
ولم تعلق الحكومة الألمانية بعد رسمياً على هذا الاقتراح.
وقال جوناثان أشوورث وزير صحة في حكومة الظل البريطانية: «يبدو أن ألمانيا تقود الطريق في هذا السياق ولدينا الكثير لنتعلمه من نهجها. لقد دعوت مراراً وتكراراً لإجراء المزيد من الاختبارات المتعلقة بـ(كورونا) في المملكة المتحدة، ويجب أن ننظر في مبادرات كهذه عن كثب».
من جهتها، اقترحت فيليبا ويتفورد، الطبيبة المتخصصة بمرض السرطان وعضو البرلمان البريطاني، استخدام «جوازات المناعة» خصيصاً للعاملين الرئيسيين في الرعاية الصحية في المملكة المتحدة، والذين أصيبوا بـ«كورونا» واكتسبوا مناعة ضده، وذلك لإعادتهم للعمل في أسرع وقت للتصدي لعدد المصابين المتزايد.
إلا أن ويتفورد حذرت من عدم معرفة العلماء بعد للفترة الزمنية التي تستمر فيها هذه المناعة ضد الفيروس، مشيرة إلى احتمالية انتهاء هذه المناعة بعد عام واحد فقط من الإصابة.
وقال البروفسور بيتر أوبينشو الأستاذ في المعهد الوطني للقلب والرئة بأميركا، إن «جوازات المناعة» هي «إجراء مؤقت معقول»، لكنه شدد على ضرورة إبقاء الأشخاص الذين مُنحوا هذه الجوازات تحت المراقبة الدقيقة لضمان عدم عودة العدوى مرة أخرى.
وسجلت ألمانيا حتى قبل ظهر اليوم (الثلاثاء) 62608 حالات إصابة بفيروس «كورونا المستجد»، و565 حالة وفاة.


مقالات ذات صلة

صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )

الحناء تراث عربي مشترك بقوائم «اليونيسكو» 

الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)
الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)
TT

الحناء تراث عربي مشترك بقوائم «اليونيسكو» 

الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)
الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)

في إنجاز عربي جديد يطمح إلى صون التراث وحفظ الهوية، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، الأربعاء، عن تسجيل عنصر «الحناء: الطقوس، الممارسات الجمالية والاجتماعية» ضمن قوائم التراث الثقافي غير المادي لـ«اليونيسكو» على أنه تراث مشترك بين 16 دول عربية.

ويأتي الملف التراثي نتيجة تعاون مشترك بين وزارتي الثقافة والخارجية المصريتين وسائر الدول العربية التي تعد الحناء من العناصر الثقافية الشعبية المرتبطة بمظاهر الفرح فيها، كما تمثل تقليداً رئيساً لمظاهر احتفالية في هذه المجتمعات وهي: السودان، مصر، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، العراق، الأردن، الكويت، فلسطين، تونس، الجزائر، البحرين، المغرب، موريتانيا، سلطنة عمان، اليمن، وقطر.

وتعقد اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي اجتماعاً يستمر منذ الاثنين الماضي وحتى الخميس 5 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، في أسونسيون عاصمة باراغواي، للبت في إدراج 66 عنصراً جديداً رُشحَت على أنها تقاليد مجتمعية، وفق «اليونيسكو».

وذكّرت المنظمة بأن الحنّة (أو الحناء): «نبتة يتم تجفيف أوراقها وطحنها ثم تحويلها إلى عجينة تُستخدم في دق الوشوم وتحديداً تلك التي تتلقاها المدعوات في حفلات الزفاف، وتُستعمل أيضاً لصبغ الشعر أو جلب الحظ للأطفال».

الحنة تراث ينتقل بين الأجيال (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)

وعللت «اليونيسكو» إدراج الحنّة في قائمة التراث الثقافي غير المادي بأنها «ترمز إلى دورة حياة الفرد، منذ ولادته وحتى وفاته، وهي حاضرة خلال المراحل الرئيسة من حياته، وترافق طقوس استخدام الحنّة أشكال تعبير شفهية مثل الأغنيات والحكايات».

من جهته أعرب الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري، عن اعتزازه بهذا الإنجاز، مشيراً إلى أن تسجيل الحناء يُعد العنصر التاسع الذي تضيفه مصر إلى قوائم التراث الثقافي غير المادي منذ توقيعها على اتفاقية 2003، بحسب بيان للوزارة.

وأكدت الدكتورة نهلة إمام رئيسة الوفد المصري أن الحناء ليست مجرد عنصر جمالي، بل تمثل طقساً اجتماعياً عريقاً في المجتمعات العربية؛ حيث تُستخدم في الحياة اليومية والمناسبات المختلفة، كما أشارت إلى «ارتباط استخدام الحناء بتقاليد شفهية، مثل الأهازيج والأمثال الشعبية، وممارسات اجتماعية تشمل زراعتها واستخدامها في الحرف اليدوية والعلاجية».

وسلط الملف الذي قُدم لـ«اليونيسكو» بهدف توثيقها الضوء على أهمية الحناء بأنها عنصر ثقافي يعكس الروح التقليدية في المجتمعات المشاركة، وكونها رمزاً للفرح والتقاليد المرتبطة بالمناسبات الاحتفالية وفق الدكتور مصطفى جاد، خبير التراث الثقافي اللامادي بـ«اليونيسكو»، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «تمثل الحناء واحدة من أهم عناصر تراثنا الشعبي، فهي مرتبطة بمعظم مفردات التراث الشعبي المصري والعربي الأخرى؛ وهي وثيقة الارتباط بالنواحي الجمالية والتزيينية، وأغاني الحناء، فضلاً عن الأمثال والمعتقدات الشعبية، والاستخدامات والممارسات الخاصة بالمعتقدات الشعبية، وتستخدم الحناء في الكثير من طقوسنا اليومية، المتعلقة بالمناسبات السعيدة مثل الزواج والأعياد بشكل عام».

الحنة تراث عربي مشترك (بكسيلز)

وأكد جاد أن التعاون العربي تجاه توثيق العناصر التراثية يعزز من إدراج هذه العناصر على قوائم «اليونيسكو» للتراث اللامادي؛ مشيراً إلى أنها ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، وقال: «تثمن (اليونيسكو) عناصر التراث الشعبي المشتركة بين الدول، وقد سبق تسجيل عناصر النخلة، والخط العربي، والنقش على المعادن المشتركة بين مصر وعدة دول عربية؛ مما يؤكد الهوية العربية المشتركة».

وأضاف: «نحن في انتظار إعلان إدراج عنصر آخر مشترك بين مصر والسعودية على القوائم التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي بـ(اليونيسكو) اليوم أو غداً، وهو آلة السمسمية الشعبية المعروفة».

وكانت بداية الحناء في مصر القديمة ومنها انتشرت في مختلف الثقافات، خصوصاً في الهند ودول الشرق الأوسط، حتى صارت ليلة الحناء بمثابة حفل «توديع العزوبية» في هذه الثقافات، وفق عالم المصريات الدكتور حسين عبد البصير، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «الأدلة الأثرية والتحاليل العلمية وثقت دور الحنة باعتبارها مادة أساسية ذات أهمية كبيرة في الحياة اليومية للمصريين القدماء»، وتابع: «بخلاف استخدامها في الأغراض التجميلية مثل صبغ الشعر، فقد تمت الاستعانة بها في الطقوس الجنائزية؛ إذ يعتقد استخدامها في التحنيط، كما كانت جزءاً من الممارسات الروحية لتحضير المومياوات للحياة الآخرة، فضلاً عن صبغ الأقمشة والجلود».

ارتبطت الحناء بالمناسبات والأعياد (بكسيلز)

الفنان العُماني سالم سلطان عامر الحجري واحد من المصورين العرب الذين وثقوا بعدستهم استخدام الحنة في الحياة اليومية، وسجّل حرص الجدات على توريثها للأجيال الجديدة من الفتيات الصغيرات، يقول الحجري لـ«الشرق الأوسط»: «الحنة في سلطنة عمان هي رمز للفرحة، ومن أهم استخداماتها تزيين النساء والأطفال بها في عيد الفطر، حيث عرفت النساء العربيات منذ القدم دق ورق الحناء وغربلته ونخله بقطعة من القماش وتجهيزه، مع إضافة اللومي اليابس (الليمون الجاف)، لمنحها خضاب اللون الأحمر القاتم، وذلك قبل العيد بعدة أيام، ثم يقمن بعجن الحناء المضاف له اللومي الجاف بالماء، ويتركنه لفترة من الوقت، وقبل النوم يستخدمن الحناء لتخضيب اليدين والرجلين للنساء والفتيات».