«الشارقة الثقافية» تحتفي بالقصة القصيرة وعلم الاجتماع

غلاف المجلة
غلاف المجلة
TT

«الشارقة الثقافية» تحتفي بالقصة القصيرة وعلم الاجتماع

غلاف المجلة
غلاف المجلة

تحت عنوان «القصة القصيرة... نقداً وإبداعاً» جاءت افتتاحية العدد (42) شهر أبريل (نيسان) من مجلة الشارقة الثقافية التي تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، مشيرة إلى أنّ المجلة أخذت على عاتقها منذ العدد الأول أن تولي اهتماماً كبيراً بالقصّة القصيرة وتحتفي بها بكلّ فنونها وسحرها، وتفرد صفحات بكاملها في كلّ عدد لنشر القصص لكتّاب من مختلف البلاد العربية، إضافة إلى القصص المترجمة والكتابات النقدية والحوارات الخاصّة والقراءات المعمّقة لأبرز الإصدارات في هذا المجال، وذلك إيماناً منها بدور القصّة في تطور الأدب وأهميتها في مواجهة التغيّرات والتحوّلات الاجتماعية، علاوة على الدفع نحو عملية الوعي والتنوير.
أمّا مدير التحرير نواف يونس فألقى الضوء في مقالته «علم الاجتماع والتحوّل من الثقافة إلى الحضارة» على تراجع وغياب دور علم الاجتماع في حياتنا العلمية والاجتماعية والإنسانية، وسط حاجتنا الشديدة لسياسات بحثية اجتماعية تلعب دورها في عملية التحول من الثقافة إلى الحضارة، خصوصاّ وأن العالم يتجه الآن نحو ترسيخ منظومة قيم جديدة، تتسم بملامح المجتمع المدني العالمي وقضاياه الإنسانية، وذلك بعد أن اعتمد علم الاجتماع في تطبيقاته الصناعية والعلمية والأدبية والرقمية والأخلاقية والحياة اليومية وظيفياً.
في تفاصيل العدد (42) توقف يقظان مصطفى عند علماء العرب والمسلمين الأوائل في حقل علم الجيولوجيا، حيث قال المستشرق مايرهوف «نحن مدينون لابن سينا»، وتطرق عبده وازن إلى عرب باريس الذين شاركوا في صنع ثقافتها المشرقة، وتناول خالد بيومي المفكر والعالم كوندرسيه الذي أشاد بالنهضة العربية الإسلامية.
وفي باب «أمكنة وشواهد» إطلالة على مدينة قرطاج التي تعدّ ذاكرة فينيقية وحاضرة ثقافية بقلم عامر الدبك، وجولة في مدينة الفيوم المصرية التي تعتبر مدينة التاريخ والأساطير بقلم عمر إبراهيم محمد، فضلاً عن بانوراما حول مدينة صنعاء القديمة التي تعدّ بوابة تاريخية وحضارية بقلم دكتور محمد أحمد عنب.
أمّا في باب «أدب وأدباء» فتناول حسن بن محمد الأديب جبرا إبراهيم جبرا ، وكتبت دكتورة بهيجة إدلبي عن الدكتور أحمد ضيف أنه أول من فتح باب النقد المنهجي في أدبنا الحديث، وتطرق وليد رمضان إلى الروائية البريطانية جين أوستن التي نالت المجد بعد الرحيل، وأجرى دكتور أنس الفيلالي حواراً مع الشاعر عبد الكريم الطبال، وقدم يوسف رحايمي مداخلة حول الرواية الإفريقية التي تحتفي بمضامين التراث والعادات، وسلطت غيثاء رفعت الضوء على «فتاة غسان» إحدى رائدات عصر النهضة الأدبية والتي سبقت عصرها في أفكارها وشعرها، فيما تناول عزت عمر تطور الرواية العربية من النهضة إلى الثورة الرقمية، والتقى أحمد اللاوندي الكاتبة الدكتورة لطيفة لبصير التي عبرت من الشعر إلى القصة القصيرة، كما التقى عاطف عبد المجيد الكاتبة نجلاء علام، وتوقف ناجي العتريس عند الكاتب سليمان فياض، وقدم جميل داري إضاءة على ديوان «خلجات مغترب» للشاعر أحمد طاوس، وناقش هشام أزكيض بقاء الكتاب الورقي في ظل النشر الإلكتروني، وحاور سعيد البرغوثي الشاعر سامر محمد إسماعيل.
وفي باب «تحت دائرة الضوء» قراءات وإصدارات: اختلال العالم - بقلم شعيب ملحم، أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث - بقلم أنجلاء مأمون، دراسة عميقة ورحلة شائقة في السير الشعبية – بقلم ناديا عمر، السرد والمفارقة... الاندماج والتفاعل في «رسالة سلام» - بقلم مصطفى غنايم، «العربية أسرار وعذوبة» رحلة في عوالم ودقائق لغوية - بقلم عبد العليم حريص، إدواردو غاليانو والرؤى المغايرة للعالم - بقلم سعاد سعيد نوح، النقد الثقافي في العالم العربي - بقلم أبرار الأغا، حيلة الفرسان وشعار الشجعان - بقلم سوسن محمد كامل.
ويفرد العدد مساحة للقصص القصيرة والترجمات لمجموعة من الأدباء والمبدعين العرب: علي صقر «أنفاس مخسوفة»، قصّة قصيرة، قراءة في «أنفاس مخسوفة» بقلم عدنان كزارة، محمد عطية محمود «وردة عابرة.. ومنضدة»، قصّة قصيرة، محمد رفاعي «كائنات»، قصة قصيرة، رفعت عطفة «الصحراء» ، قصّة مترجمة، أحمد رجب شلتوت «أقاصيص»، قصة قصيرة، إضافة إلى «أدبيات» من إعداد فواز الشعار.



«جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي» تتوّج الفائزين بدورتها العاشرة

الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)
الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)
TT

«جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي» تتوّج الفائزين بدورتها العاشرة

الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)
الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)

كرّمت «جائزةُ الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي»، بدولة قطر، مساء الثلاثاء، الفائزين في فئات الدورة العاشرة، وذلك خلال حفل كبير حضره الشيخ ثاني بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي لأمير البلاد، وشخصيات بارزة، وأعضاء البعثات الدبلوماسية، ونخبة من الباحثين والعاملين بمجال الترجمة.

وتهدف الجائزة إلى تكريم المترجمين وتقدير دورهم في تمتين أواصر الصداقة والتعاون بين شعوب العالم، وتقدير دورهم عربياً وعالمياً في مد جسور التواصل بين الأمم، ومكافأة التميز في هذا المجال، وتشجيع الإبداع، وترسيخ القيم السامية، وإشاعة التنوع، والتعددية والانفتاح.

الشيخ ثاني بن حمد لدى حضوره حفل تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)

كما تطمح إلى تأصيل ثقافة المعرفة والحوار، ونشر الثقافة العربية والإسلامية، وتنمية التفاهم الدولي، وتشجيع عمليات المثاقفة الناضجة بين اللغة العربية وبقية لغات العالم عبر فعاليات الترجمة والتعريب، ويبلغ مجمل قيمة الجائزة في مختلف فئاتها مليوني دولار أميركي.

وقال الدكتور حسن النعمة، أمين عام الجائزة، إنها «تساهم في تعزيز قيم إنسانية حضارةً وأدباً وعلماً وفناً، اقتداءً بأسلافنا الذي أسهموا في بناء هذه الحضارة وسطروا لنا في أسفار تاريخها أمجاداً ما زلنا نحن اليوم الأبناء نحتفل بل ونتيه مفتخرين بذلك الإسهام الحضاري العربي في التراث الإنساني العالمي».

وأشاد النعمة بالكتاب والعلماء الذين ترجموا وأسهموا في إنجاز هذه الجائزة، وبجهود القائمين عليها «الذين دأبوا على إنجاحها وإخراجها لنا في كل عام لتكون بهجة ومسرة لنا وهدية من هدايا الفكر التي نحن بها حريُّون بأن نرى عالمنا أجمل وأسعد وأبهج وأرقى».

الدكتور حسن النعمة أمين عام الجائزة (الشرق الأوسط)

من جانب آخر، أعربت المترجمة والأكاديمية، ستيفاني دوغول، في كلمة نيابة عن الضيوف وممثلة للمترجمين، عن شكرها لجهود دولة قطر وجائزة الشيخ حمد للترجمة في تكريم المترجمين والمثقفين من كل أنحاء العالم، موجهة التحية لجميع الفائزين، وللغة العربية.

يشار إلى أنه في عام 2024، توصلت الجائزة بمشاركات من 35 دولة حول العالم، تمثل أفراداً ومؤسسات معنية بالترجمة، من بينها 17 دولة عربية. وقد اختيرت اللغة الفرنسية لغة رئيسية ثانية إلى جانب اللغة الإنجليزية، بينما اختيرت الهنغارية والبلوشية والتترية واليوربا في فئة اللغات القليلة الانتشار.

الفائزون بالدورة العاشرة

وفاز بالجائزة هذا العام «فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الفرنسية»، في المركز الثاني رانية سماره عن ترجمة كتاب «نجمة البحر» لإلياس خوري، والثالث إلياس أمْحَرار عن ترجمة كتاب «نكت المحصول في علم الأصول» لأبي بكر ابن العربي، والثالث (مكرر): ستيفاني دوغول عن ترجمة كتاب «سمّ في الهواء» لجبور دويهي.

وعن «فئة الترجمة من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية»، فاز بالمركز الثاني الحُسين بَنُو هاشم عن ترجمة كتاب «الإمبراطورية الخَطابية» لشاييم بيرلمان، والثاني (مكرر) محمد آيت حنا عن ترجمة كتاب «كونت مونت كريستو» لألكسندر دوما، والثالث زياد السيد محمد فروح عن ترجمة كتاب «في نظم القرآن، قراءة في نظم السور الثلاث والثلاثين الأخيرة من القرآن في ضوء منهج التحليل البلاغي» لميشيل كويبرس، والثالث (مكرر): لينا بدر عن ترجمة كتاب «صحراء» لجان ماري غوستاف لوكليزيو.

من ندوة «الترجمة من اللغة العربية وإليها... واقع وآفاق» (الشرق الأوسط)

أما (الجائزة التشجيعية)، فحصل عليها: عبد الواحد العلمي عن ترجمة كتاب «نبي الإسلام» لمحمد حميد الله. بينما فاز في «فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية»، حصلت على المركز الثالث: طاهرة قطب الدين عن ترجمة كتاب «نهج البلاغة» للشريف الرضي. وذهبت الجائزة التشجيعية إلى إميلي درومستا (EMILY DRUMSTA) عن ترجمة المجموعة الشعرية «ثورة على الشمس» لنازك الملائكة.

وفي (فئة الترجمة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية) حصل على المركز الثاني مصطفى الفقي وحسام صبري عن ترجمة كتاب «دليل أكسفورد للدراسات القرآنية» من تحرير محمد عبد الحليم ومصطفى شاه، والثاني (مكرر): علاء مصري النهر عن ترجمة كتاب «صلاح الدين وسقوط مملكة بيت المقدس» لستانلي لين بول.

وفي «فئة الإنجاز»، في قسم اللغة الفرنسية: (مؤسسة البراق)، و(دار الكتاب الجديد المتحدة)، و«في قسم اللغة الإنجليزية»: (مركز نهوض للدراسات والبحوث)، و(تشارلز بترورث (Charles E. Butterworth)، وفي لغة اليورُبا: شرف الدين باديبو راجي، ومشهود محمود جمبا. وفي «اللغة التترية»: جامعة قازان الإسلامية، و«في قسم اللغة البلوشية»: دار الضامران للنشر، و«في اللغة الهنغارية»: جامعة أوتفوش لوراند، وهيئة مسلمي المجر، وعبد الله عبد العاطي عبد السلام محمد النجار، ونافع معلا.

من ندوة «دور الجائزة في الارتقاء بمعايير جودة الترجمة» (الشرق الأوسط)

عقدٌ من الإنجاز

وعقدت الجائزة في الذكرى العاشرة لتأسيسها ندوة ثقافية وفكرية، جمعت نخبة من أهم العاملين في مجال الترجمة والمثاقفة من اللغة العربية وإليها، تتناول الندوة في (الجلسة الأولى): «الترجمة من اللغة العربية وإليها: واقع وآفاق»، بينما تتناول (الجلسة الثانية): «دور الجائزة في الارتقاء بمعايير جودة الترجمة، وكيفية تطوير هذا الدور».

وخلال مشوارها في عشر سنوات، كرّمت الجائزة مئات العاملين في الترجمة من الأفراد والمؤسسات، في نحو 50 بلداً، لتفتح بذلك آفاقاً واسعة لالتقاء الثقافات، عبر التشجيع على الاهتمام بالترجمة والتعريب، ولتصبح الأكبر عالمياً في الترجمة من اللغة العربية وإليها، حيث اهتمت بها أكثر من 40 لغة، كما بلغت القيمة الإجمالية السنوية لمجموع جوائزها مليوني دولار.

ومنذ تأسيسها، كرمت الجائزة 27 مؤسسة ودار نشر من المؤسسات التي لها دور مهم في الترجمة، و157 مترجماً و30 مترجمة، حيث فاز كثيرون من مختلف اللغات الحية عبر العالم. حتى اللغات التي يتحدث بها بضعة ملايين بلغتها الجائزة وكرمت رواد الترجمة فيها من العربية وإليها. أما اللغات الكبرى في العالم فكان لها نصيب وافر من التكريم، مثل الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألانية والصينية والكورية واليابانية والتركية والفارسية والروسية.

وشملت الجائزة كذلك ميادين القواميس والمعاجم والجوائز التشجيعية للمترجمين الشباب وللمؤسسات الناشئة ذات الجهد الترجمي، وغطت مجالات الترجمة شتى التخصصات الإنسانية كاللغوية والتاريخية والدينية والأدبية والاجتماعية والجغرافية.

وتتوزع فئاتها على فئتين: «الكتب المفردة»، و«الإنجاز»، تختص الأولى بالترجمات الفردية، سواء من اللغة العربية أو إليها، وذلك ضمن اللغات الرئيسية المنصوص عليها في هذه الفئة. وتقبل الترشيحات من قبل المترشح نفسه، ويمكن أيضاً ترشيح الترجمات من قبل الأفراد أو المؤسسات.

أما الثانية فتختص بتكريم الجهود الطويلة الأمد المبذولة من قبل الأفراد والمؤسسات في مجال الترجمة من اللغة العربية أو إليها، في عدة لغات مختارة كل عام، وتُمنح الجائزة بناء على عدد من الأعمال المنجزة والمساهمة في إثراء التواصل الثقافي والمعرفي.