إصابة 7 مدنيين في الحديدة بقصف للميليشيات... ومعارك مستعرة بالجوف

جانب من عمليات المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن (حساب «مسام» على «تويتر»)
جانب من عمليات المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن (حساب «مسام» على «تويتر»)
TT

إصابة 7 مدنيين في الحديدة بقصف للميليشيات... ومعارك مستعرة بالجوف

جانب من عمليات المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن (حساب «مسام» على «تويتر»)
جانب من عمليات المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن (حساب «مسام» على «تويتر»)

أصيب 7 من عمال «مجمع إخوان ثابت الصناعي والتجاري» في مدينة الحديدة، الأحد، نتيجة استهداف جماعة الحوثي الانقلابية المجمع الصناعي بقذائف «هاون»، وذلك بعد أسبوع من استهداف مماثل للمجمع الصناعي في مدينة الحديدة الساحلية، غرباً، والذي أسفر عن مقتل عامل وإصابة اثنين آخرين، وذلك في إطار استمرار الميليشيات الحوثية بانتهاكاتها وتصعيدها العسكري وزراعة الألغام والعبوات الناسفة في المنازل والطرقات والمزارع والسواحل؛ واستهداف الأحياء والقرى السكنية في مختلف مناطق المحافظة.
ومساء السبت استهدفت الجماعة الانقلابية أحياء سكنية محررة في شارع صنعاء بمدينة الحديدة، ضمن خروقاتها المستمرة لوقف إطلاق النار، فيما ردت القوات المشتركة من الجيش الوطني على مصادر النيران وأخمدتها، وفقاً لما أفاد به بيان مركز قوات «ألوية العمالقة» الحكومية، المرابطة في الساحل الغربي؛ إذ قال إن «ميليشيات الحوثي كثفت من استهدافها الأحياء السكنية في شارع صنعاء، فيما ردت القوات المشتركة بالسلاح المناسب على مصادر نيران الميليشيات الحوثية، محققة إصابات مباشرة في مواقع الميليشيات».
كما قصفت جماعة الحوثي الانقلابية حي منظر الشعبي في مديرية الحوك، جنوب مدينة الحديدة، بـ3 قذائف مدفعية وسط الشارع العام، مما أثار الرعب والفزع في صفوف أهالي الحي، بالتزامن مع استهداف مماثل طال قرى مديريتي التحيتا والدريهمي، جنوب الحديدة، بالأسلحة المتوسطة وقذائف «بي إم بي».
وعلى وقع المعارك العنيفة التي يخوضها الجيش اليمني بإسناد من تحالف دعم الشرعية في جبهات مأرب والجوف لمواجهة التصعيد العسكري لميليشيات الحوثي الانقلابية، المدعومة من إيران، أفادت مصادر عسكرية رسمية في الجيش بسقوط عشرات القتلى والجرحى والأسرى بصفوف الانقلابيين في الجوف.
جاء ذلك في الوقت الذي استحدثت فيه الميليشيات الحوثية في الضالع، جنوب اليمن، نقاطاً عسكرية في الطريق الرابطة بين الحشاء غرب الضالع وماوية التابعة لمحافظة تعز، بالتزامن مع استهداف قرى ومنازل المواطنين في الحشاء.
وقال «المركز الإعلامي للقوات المسلحة» إن «الجيش الوطني؛ مسنودين برجال القبائل، وجّه، السبت، ضربة موجعة لميليشيات الحوثي الانقلابية في مديرية خب الشعف شمال محافظة الجوف؛ حيث استدرجوا مجموعة من عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية إلى كمين محكم بجبهة السليلة بمنطقة اليتمة».
وأكد في بيان أن «الجيش تمكن من تطويق العناصر المهاجمة وأمطروها بالنيران ما أدى إلى مقتل العديد منهم وأسر من تبقّى بنحو 30 عنصراً»، موضحاً أن «المعارك أسفرت أيضاً عن تدمير العديد من آليات العدو، واستعادة 4 أطقم عيار 23 وكميات من الأسلحة والذخائر المتنوعة».
من جانبه، أكد قائد عمليات المنطقة العسكرية السادسة العميد ركن علي محسن الهدي، أن «القوات المسلحة ومعهم رجال القبائل المساندة لا يزالون يحققون تقدماً ميدانياً كبيراً كل يوم في مختلف جبهات محافظة الجوف؛ جبهة صبرين القريبة من سوق الثلوث الذي يطل على جبهة العقبة، وفي جبهات السليلة والوجف بمديرية خب الشعف، التي تكبدت الميليشيا المتمردة فيها خسائر فادحة في العتاد والمعدات والأرواح»، حسبما نقل عنه الموقع الإلكتروني الرسمي للجيش الوطني «سبتمبر.نت».
وقال إن «المحاولات الهجومية البائسة التي تقوم بها الميليشيا الانقلابية هي تحاول (من خلالها) تحقيق نصر وهمي لأنصارها، بعد أن منيت بهزائم ساحقة في عدتها وعتادها العسكري».
على صعيد متصل، شنت جماعة الحوثي قصفاً ليلياً مكثفاً على منازل وقرى المواطنين جنوب غر بمديرية الحشاء بمحافظة الضالع، جنوب اليمن. وتحدث سكان محليون، نقل عنهم المركز الإعلامي لمحور الضالع القتالي، أن «الميليشيات الحوثية المتمركزة في موقع الإرسال (شبكة الهاتف بقمة جبل المصوام) شنَّت قصفاً مكثفاً بسلاح المدفعية باتّجاه منازل المواطنين في حَورَة غَنيَة العليا ومنطقة مُقَيلان، الأمر الذي دفع بالمواطنين إلى النزوح باتّجاه الجبال المحيطة هرباً من القصف الذي أدَّى إلى تضرر بعض منازل المواطنين وإعطاب سيارة مدنية تابعة لأحد الأهالي».
وذكر المركز أن «الميليشيات الانقلابية قامت بنصب عدد من النقاط العسكرية في عزلة نَيع بمنطقة مَرَاوِسَة جنوب الحشاء، وسط الطريق العام الذي يربط المنطقة بمديرية ماوية التابعة لمحافظة تعز، وقامت باختطاف عدد من أهالي المنطقة واقتادتهم إلى جهة مجهولة دون معرفة الأسباب».
وفي السياق، اقتحم عناصر من الميليشيات، السبت، منزل الشيخ ناجي محمد الشرجي، في منطقة القرن بالعود، شمال محافظة الضالع، حسبما أفادت به مصادر محلية أوضحت أن «الانقلابيين اقتحموا منزل الشيخ بعد رفضه الانصياع لتوجيهات مشرفي جماعة الحوثي في المنطقة لدعم الجبهات الحوثية، وانسحبوا من المنزل ومحيطه بعد تفتيش للمنزل استمر لساعات».
إلى ذلك، أعلنت الفرق الهندسية الاختصاصية العاملة ضمن المشروع السعودي لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام «مسام»، الذي ينفذه «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، انتزاع 1781 لغماً وذخيرة غير منفجرة خلال الأسبوع الرابع من مارس (آذار) الحالي ليصل عدد ما تم نزعه منذ بداية مارس إلى 10557 لغماً وذخيرة غير متفجرة، فيما بلغ إجمالي ما انتزعه المشروع منذ انطلاقه العام الماضي وحتى 26 مارس (آذار) الحالي 156021 لغماً وذخيرة غير منفجرة، وفقاً لما أفاد به تقرير العمليات الأسبوعي بما نفذه المشروع.
وقال مدير عام المشروع، أسامة القصيبي، حسبما نشره حساب المشروع على «تويتر»، إن «الفرق الهندسية نزعت خلال الأسبوع الرابع من مارس 1781 لغماً وذخيرة غير منفجرة، ونزعت فرقنا من بداية شهر مارس 10557 لغماً وذخيرة غير منفجرة»، موضحاً أن «فرق المشروع نزعت خلال الأسبوع الماضي 1521 ذخيرة غير منفجرة، و3 عبوات ناسفة، و254 لغماً مضاداً للدبابات، و3 ألغام مضادة للأفراد».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».