دراسة: مستوى الدخل يؤثر على نوع العادات الغذائية

تصنيع الأغذية يتسبب في إطلاق 25 % من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري

دراسة: مستوى الدخل يؤثر على نوع العادات الغذائية
TT

دراسة: مستوى الدخل يؤثر على نوع العادات الغذائية

دراسة: مستوى الدخل يؤثر على نوع العادات الغذائية

حذر باحثان أميركيان من أن الانتشار المتزايد للأنظمة الغذائية المتبعة في الغرب، يضر بصحة الإنسان والبيئة على حد سواء.
وأوضح كل من الباحث الأميركي دافيد تيلمان ومايكل كلارك من جامعة مينيسوتا الأميركية في الدورية العلمية المتخصصة "نيتشر" (الطبيعة)، أن تناول اللحوم والدهون والسكريات، لا يحد فقط من متوسط عمر الإنسان؛ ولكنه يؤثر بالسلب أيضا على البيئة.
وحذر العالمان الأميركيان من أن مواصلة اتباع هذه الأنواع من الأنظمة الغذائية السلبية، يمكن أن يؤدي إلى زيادة انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة تصل إلى 80 في المائة بحلول عام 2050، بسبب عمليات الصناعة التي تتم وتؤثر هذه النوعيات من الأغذية.
وأضاف العالمان أن الزراعة وعمليات تصنيع الأغذية تتسبب في إطلاق نحو 25 في المائة من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم، ويؤثر ذلك بصفة خاصة على وزن الماشية.
وأوضح الباحثان أيضا أن ارتفاع متوسط الدخل وارتفاع مستوى التحضر والتمدن، أدى إلى تغير العادات الغذائية على مستوى العالم. واستُبدلت الأنظمة الغذائية الغنية بالخضروات بالأطعمة المحتوية على كميات كبيرة من اللحوم ونوعيات الأطعمة المحتوية على ما يعرف باسم "السعرات الحرارية الفارغة"، وهي الأطعمة التي تحتوي على كمية كبيرة من السعرات ولكن قيمتها الغذائية محدودة للغاية.
وتابع تيلمان وكلارك، أن التغييرات الزراعية الناتجة عن ذلك أدت إلى ارتفاع انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري على نحو كبير، وأدت أيضا إلى زيادة إزالة الغابات، ما تسبب في انقراض أنواع معينة من النباتات.
وأضاف العالمان أن اتباع الأنظمة الغذائية الغربية، أدى إلى زيادة معدلات الإصابة بالسكري من النوع الثاني وأمراض القلب التاجية وغيرها من الأمراض المزمنة، التي أسفرت عن تراجع معدلات متوسط العمر.
ونظرا لهذا الترابط المباشر بين الصحة والإنسان والبيئة، يرى تيلمان وكلارك أن تعديل النظام الغذائي يعد أحد أهم التحديات التي تواجهها الإنسانية حاليا، مشيران إلى أن مواجهة هذا التحدي ممكن؛ ولكنه صعب.
من جانبها أوضحت إلكه شتيهفست من وكالة البيئة الهولندية (بي إي إل)، أن السلوك الشرائي لدى المستهلكين لا يرتبط بمدى توافر السلع الغذائية أمامهم وأسعارها فحسب؛ ولكنه يتعلق أيضا بالحملات الغذائية والعوامل المجتمعية في كل دولة، مؤكدة أنه يمكن للحكومات التأثير على هذه العوامل.
ووفقا للدراسة الغذائية التي أجراها المعهد الألماني لأبحاث التغذية والسلع الغذائية بمدينة كارلسروه، يتناول الألمان الكثير من الأطعمة غير الصحية كاللحوم والدهون والحلويات.



إعادة الأصالة العمرانية لسقف مسجد الرويبة بالقصيم

يتكون سقف مسجد الرويبة من 3 عناصر طبيعية هي الطين وخشب الأثل وجريد النخل (واس)
يتكون سقف مسجد الرويبة من 3 عناصر طبيعية هي الطين وخشب الأثل وجريد النخل (واس)
TT

إعادة الأصالة العمرانية لسقف مسجد الرويبة بالقصيم

يتكون سقف مسجد الرويبة من 3 عناصر طبيعية هي الطين وخشب الأثل وجريد النخل (واس)
يتكون سقف مسجد الرويبة من 3 عناصر طبيعية هي الطين وخشب الأثل وجريد النخل (واس)

يُعدّ مسجد الرويبة في مدينة بريدة بمنطقة القصيم السعودية، أحد أبرز المساجد التي يستهدفها مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية في مرحلته الثانية، عبر الحفاظ على مواده وميزاته المكانية التي تمنحه طابعاً تاريخياً فريداً، ويسمح بإجراء إضافات لا تؤثر في ملامحه، حيث سيُعاد بناؤه، ويحافظ على خصائص سقفه المكون من 3 عناصر طبيعية هي الطين، وخشب الأثل، وجريد النخل.

مرّ المسجد بترميم واحد منذ بنائه الأول وبقي على حاله (واس)

ومرّ المسجد، الذي يعود عمره لأكثر من 130 عاماً، ويبعد نحو 7.5 كلم جنوب شرقي بلدية مدينة بريدة، بترميم واحد منذ بنائه الأول، وكان ذلك في عام 1364هـ، وبقي على حاله، ولا زالت الصلاة قائمةً فيه حتى اليوم، بينما كان مقراً للصلاة والعبادة ومدارسة القرآن الكريم، إضافة إلى اتخاذه داراً لتعليم القراءة والكتابة ومختلف العلوم، مما جعله منارةً علميةً وثقافيةً لأهل المنطقة.

ويتميّز مسجد الرويبة بسقفه المكون من عناصر طبيعية تحتفظ في تفاصيلها بإرث عمراني أصيل، حيث إنه مبني على الطراز النجدي الفريد في فن العمارة الذي يتميز بقدرته على التعامل مع البيئة المحلية والمناخ الصحراوي الحار، إذ تُشكِّل عناصر الطراز النجدي انعكاساً لمتطلبات الثقافة المحلية.

يتميّز مسجد الرويبة بسقفه المكون من عناصر طبيعية تحتفظ في تفاصيلها بإرث عمراني أصيل (واس)

وتبلغ مساحة المسجد قبل الترميم 203.93 متر مربع، في حين ستزداد بعد الانتهاء من ترميمه إلى 232.61 متر مربع، كما سترتفع طاقته الاستيعابية من 60 مصلياً إلى 74 مصلياً، في حين يتطلب تطوير سقف المسجد التقليدي الذي تتكون أجزاؤه من السواكف والجذوع المتعامدة وطبقة العسبان، وتعمل طبقة الطين النهائية بوصفها مادةً عازلةً ومصرفة لمياه الأمطار عن السقف.

ويعمل مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية على تحقيق التوازن بين معايير البناء القديمة والحديثة بطريقة تمنح مكونات المساجد درجةً مناسبةً من الاستدامة، وتدمج تأثيرات التطوير بمجموعة من الخصائص التراثية والتاريخية، في حين تتم عملية تطويرها من قبل شركات سعودية متخصصة في المباني التراثية وذات خبرة في مجالها، مع أهمية إشراك المهندسين السعوديين للتأكد من المحافظة على الهوية العمرانية الأصيلة لكل مسجد منذ تأسيسه.

يذكر أن إطلاق المرحلة الثانية من مشروع تطوير المساجد التاريخية أتى بعد الانتهاء من المرحلة الأولى التي تم إطلاقها مع بداية المشروع في عام 2018م، حيث شملت إعادة تأهيل وترميم 30 مسجداً تاريخياً في 10 مناطق.

المسجد مبني على الطراز النجدي ويتميز بقدرته على التعامل مع البيئة المحلية والمناخ الصحراوي الحار (واس)

وينطلق المشروع من 4 أهداف استراتيجية، تتلخص بتأهيل المساجد التاريخية للعبادة والصلاة، واستعادة الأصالة العمرانية للمساجد التاريخية، وإبراز البعد الحضاري للمملكة، وتعزيز المكانة الدينية والثقافية للمساجد التاريخية. ويُسهم المشروع في إبراز البُعدَين الثقافي والحضاري للمملكة الذي تركز عليه «رؤية المملكة 2030» عبر المحافظة على الخصائص العمرانية الأصيلة والاستفادة منها في تطوير تصميم المساجد الحديثة.