معارك ضارية في صرواح والجوف وهادي يشدد على توحيد الصفوف

TT

معارك ضارية في صرواح والجوف وهادي يشدد على توحيد الصفوف

على وقع المعارك الضارية التي يخوضها الجيش اليمني بإسناد من تحالف دعم الشرعية في مواجهة تصعيد الميليشيات الحوثية العسكري في الجوف ومأرب، شدد الرئيس اليمني على توحيد الصفوف في مواجهة الجماعة الانقلابية ووعد بتقديم جميع أشكال الدعم والإسناد للسلطات المحلية في محافظة مأرب.
وذكرت المصادر الرسمية أن هادي خلال اتصال هاتفي بمحافظ مأرب سلطان العرادة «أشاد بالمواقف البطولية المشرفة التي يسطرها ويسجلها أبناء محافظة مأرب وإقليم سبأ في الدفاع عن الثورة والجمهورية من خلال اجتراحهم المآثر وتقديم التضحيات سبيلاً لانتصار راية اليمن الاتحادي الجديد عالياً المبني على العدالة والمساواة والحكم الرشيد».
واطلع الرئيس اليمني خلال الاتصال على مستجدات الأوضاع الميدانية والاحتياجات الخدمية والتنموية في المحافظة، مشددا على أهمية استتباب الأمن والاستقرار بصورة عامة.
ووفقا لوكالة «سبأ» قال هادي إن «مأرب وأبناءها وإقليم سبأ بصورة عامة سيظلون كما عهدهم شعبنا صناع فجر الثورة ورواد النضال والتحرر والبطولة والبسالة والفداء».
كما ثمن هادي مواقف أبناء مأرب ومعهم الجيش الوطني وأحرار اليمن وبدعم ومساندة من التحالف العربي «لدحر فلول وقوى التمرد من الميليشيات الحوثية الإيرانية التي تزج بالأبرياء والمقرر بهم وقوداً في حربها العبثية على شعبنا ووطننا خدمة لأهداف وأجندة إيران وأطماعها التوسعية». وفق الوكالة الرسمية. وأثنى هادي على «جهود السلطة المحلية في محافظة مأرب على مختلف الصعد ومنها العمل على استتباب الأمن والاستقرار وتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين والنازحين من المحافظات المجاورة إثر الحرب التي تشنها الميليشيا الحوثية الانقلابية».
وشدد الرئيس اليمني على «أهمية توحيد اللحمة وتعزيز الصفوف لمواجهة قوى التمرد والانقلاب وأدواتها وأذرعها المختلفة». مؤكداً «تقديم كل أشكال المساندة والدعم ميدانياً وخدمياً وفي مختلف المجالات».
إلى ذلك، نقلت وكالة«سبأ» عن المحافظ العرادة تأكيده على «وقوف أبناء مأرب صفاً واحداً إلى جانب الشرعية الدستورية ممثلة بالرئيس هادي حتى عودة الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن». لافتا إلى «وقوف أبناء محافظة مأرب وإقليم سبأ مع ترسيخ الأمن والاستقرار وتثبيت أركان الدولة اليمنية الاتحادية الجديدة المبنية على العدالة والمساواة والحكم الرشيد».
جاء ذلك في وقت تشتعل فيه جبهات القتال بشكل أعنف بين قوات الشرعية، من جهة، وجماعة الحوثي الانقلابية، من جهة أخرى، في جبهات الجوف، شمالا، وصرواح غرب مأرب، وسط تكبيد الانقلابيين الخسائر البشرية والمادية الكبيرة في معاركهم مع الجيش المسنود من تحالف دعم الشرعية. وأكدت مصادر عسكرية رسمية في الجيش الوطني في محافظة الجوف أن «قوات الجيش الوطني خاضت، السبت، معارك عنيفة في مختلف جبهات القتال بمديرية (خب والشعف) وكبدت الميلشيات الانقلابية الخسائر الكبيرة في صفوفها ومعداتها القتالية بما فيها تدمير أطقم عسكرية ومعدات عسكرية، إضافة إلى سقوط أسرى من العناصر الانقلابية بيد قوات الجيش الوطني».
وفي مأرب، قال المركز الإعلامي للقوات المسلحة إن «قوات الجيش حررت مواقع جديدة في جبهة صرواح عقب شنها، الجمعة، هجوماً واسعاً على مواقع تتمركز فيها ميليشيات الحوثي الانقلابية في جبهة صرواح غرب محافظة مأرب». وأوضح المركز في بيان أن «مجاميع من ميليشيات الحوثي حاولت التسلل إلى مواقع في جبهة صرواح، إلا أن الجيش أفشل المحاولة وشنّ هجوماً معاكساً تمكن خلاله من التقدمّ وتحرير عدد من المواقع الاستراتيجية». مشيرا إلى أن «المعارك استمرّت نحو 7 ساعات، وأسفرت عن مصرع العديد من عناصر الميليشيات بين قتيل وجريح فيما لاذ بالفرار عدد كبير من تلك العناصر».
وفي السياق نفسه، قال قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء الركن محمد الحبيشي، إن «الجيش الوطني يحقق انتصارات مستمرة في مختلف الجبهات بمديرية صرواح وإن العدو الحوثي يجر أذيال الهزيمة مخلفاً العشرات من جثث قتلاه في جبال وشعاب المنطقة».
وأضاف أن «الميليشيات الانقلابية لن تستطيع الاقتراب من مأرب مهما عملت وحشدت وستدفع الثمن غاليا إذا حاولت الاقتراب من صرواح أو مأرب».
ووفقا لمركز إعلام القوت المسلحة، أكد الحبيشي أن «الجيش الوطني يقاتل من أجل مشروع دولة قائمة على العدل والمساواة في كل مجالات الحياة، فيما تقاتل الميليشيات الحوثية من أجل مشروع عنصري سلالي كهنوتي تجاوزه الزمن والعالم ولا يمت للحياة بصلة». بحسب تعبيره.
ووجه الحبيشي دعوة إلى المغرر بهم «لكي يعودوا إلى رشدهم»، قائلا إن «الميليشيات الحوثية تزج بهم في معارك خاسرة لا ناقة لهم فيها ولا جمل». كما دعا أولياء الأمور إلى «الحفاظ على أبنائهم وأقربائهم من الموت الذي تسوقهم إليه الميليشيات وتستخدمهم كوقود في معركة خاسرة».
إلى ذلك، أفادت مصادر عسكرية في الإعلام العسكري للقوات المشتركة في جبهة الساحل الغربي، بأن القوات أسقطت، السبت، طائرة استطلاع مسيرة تابعة للميليشيات الحوثية في مديرية الدريهمي، جنوب الحديدة؛ وتعد هذه الطائرة هي الرابعة التي تم إسقاطها في المديرية نفسها خلال ثمانية أيام.


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.