منظمات تستفيد من هدنة إدلب لشرح مخاطر وباء «كورونا»

«الشرق الأوسط» تتجول في مخيمات النازحين

منظمات تستفيد من هدنة إدلب  لشرح مخاطر وباء «كورونا»
TT

منظمات تستفيد من هدنة إدلب لشرح مخاطر وباء «كورونا»

منظمات تستفيد من هدنة إدلب  لشرح مخاطر وباء «كورونا»

تستفيد منظمات إنسانية وإغاثية ومؤسسة الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) من الهدنة الروسية - التركية في إدلب لتكثيف أعمالها لاتخاذ الإجراءات الممكنة لمواجهة خطر تفشي فيروس «كورونا» في مدن ومخيمات النازحين شمال غربي سوريا.
وكان الرئيسيان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان توصلا في 5 الشهر الجاري إلى اتفاق تهدئة في شمال غربي سوريا أوقف هجوم قوات النظام لقضم مناطق في محافظة إدلب. وقام وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بزيارة الرئيس بشار الأسد قبل أيام لتثبيت هدنة إدلب وإعطاء أولوية لمحاربة وباء «كورونا». كما حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والمبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن الأطراف السورية والخارجية لإعلان «وقف شامل للنار» في سوريا والتفرغ لمحاربة «كورونا».
عليه، تستعجل منظمات وجهات محلية توفير الظروف المناسبة للتقليل من الخسائر في هذه المنطقة التي تضم 3.5 مليون معظمهم نازحون وبينهم آلاف في العراء والحقول. وقال عبد الحكيم رمضان منسق الصحة العامة في مديرية صحة إدلب إنه خلال الأيام الماضية وصل 300 تحليل إلى مخبر الترصد الوبائي في إدلب و«هناك دفعة مماثلة ستصل خلال الأيام القليلة القادمة من تركيا». وأضاف: «يجري الآن العمل على اتخاذ الإجراءات التي تتركز على الوقاية من المرض كـحملات التوعية التي بدأت العمل بشكل فعال وواسع شملت معظم المخيمات، خلال الفترة القريبة الماضية لوضع الناس على جدية المرض وإعطائهم النصائح الهامة الخاصة بالإجراءات الاحترازية، يمكن أن يقوموا بها للوقاية من الكورونا».
وتابع رمضان أنه يجري العمل الآن على بناء 28 وحدة عزل، في كل وحدة 35 سريرا، في مناطق مختلفة بمحافظة إدلب، إضافة إلى مواصلة تأمين المستلزمات الطبية والصحية اللازمة لعلاج وعزل مرضى الكورونا في حال وصول العدوى إلى الشمال السوري.
ولفت إلى أن في كل المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة شمال سوريا هناك 201 سرير «عناية مشددة، تحتوي فقط على 95 منفسة قدم الخدمة لـ4 ملايين و178480 شخصاً»، مشيراً إلى أن عدد الأسرة والتجهيزات الحالية غيرة قادرة على احتواء أزمة انتشار الإصابات بالفيروس، فيما لو وصل إلى مناطق الشمال السوري، لا سيما أن هناك نقصا كبيرا في أسرة العناية المشددة والمنافس.
من جهته، قال مدير الدفاع المدني في محافظة إدلب مصطفى حاج يوسف أن فرق الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) استنفرت بكامل طاقاتها وإمكاناتها بحملة تعقيم واسعة للمناطق المأهولة بالسكان والمرافق العامة والمدارس والمساجد، وتترافق حملة التعقيم مع حملة توعية وتقديم إرشادات تتعلق بسبل الوقاية من الفيروس. وأضاف أن «حملة التعقيم استهدفت حتى الآن أكثر من 150 مخيما للنازحين في المناطق الحدودية شملت الخيام والحمامات أفران الخبز والمساجد ودور الأيتام».
ولفت إلى أن هناك نقصا حادا بالوسائل والمعدات الخاصة بفرق الدفاع المدني كالأقنعة والرداءات الواقية والكمامات بالإضافة إلى المواد المعقمة المحدودة، قائلا إنه «تم إرسال طلبات مشاريع معدات، لجهات دولية، لدعم فرق الدفاع المدني، لمواصلة عملها الإنساني لمواجهة فيروس كورونا».
من جهته، قال مسؤول في «جمعية عطاء للإغاثة والتنمية»: «قمنا بإطلاق حملة واسعة النطاق من خلال فرق مدربة تابعة للجمعية لتقديم الإرشادات المتعلقة بالحماية والوقاية من فيروس كورونا للمدنيين النازحين في المخيمات شمال غربي سوريا، بالإضافة إلى حملة تعقيم وتوزيع منظفات على النازحين». وأضاف: «بدأنا ببناء عدد من الخيام الكبيرة بالقرب من بعض مخيمات النازحين القريبة من الحدود السورية - التركية بهدف التخفيف من نسبة الازدحام في المخيمات وإفساح المجال أمام المدنيين لاتخاذ الإجراءات الوقائية الكاملة ضد الفيروس». ولفت إلى أن الموقف «يتطلب إمكانات ومساعدات أكثر من المتاحة لدينا، إذ أنه يجب توفير خيام جديدة وتوفير مساعدات غذائية للنازحين لكي لا يضطروا للتنقل والتجمعات في حال وصل الفيروس إلى داخل المخيمات».
من جهته، قال محمود النايف أحد النازحين من ريف إدلب الجنوبي في مخيم الكرامة على الحدود السورية - التركية إن «معظم الناس يعتمدون في العيش على مزاولة العمل بشكل يومي»، لافتاً إلى أن «الفيروس سيكون عائقا أساسيا لدى النازحين والتوفيق بين حظر تجول محتمل من مخاطر تفشي الفيروس وممارسة أعمالهم لكسب قوت يومهم. أي، ليس لديهم خيار آخر، سوى تقديم المساعدات والمؤن الغذائية من قبل المنظمات الإنسانية المحلية والدولية».


مقالات ذات صلة

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا رجل أمن بلباس واقٍ أمام مستشفى يستقبل الإصابات بـ«كورونا» في مدينة ووهان الصينية (أرشيفية - رويترز)

الصين: شاركنا القدر الأكبر من بيانات كوفيد-19 مع مختلف الدول

قالت الصين إنها شاركت القدر الأكبر من البيانات ونتائج الأبحاث الخاصة بكوفيد-19 مع مختلف الدول وأضافت أن العمل على تتبع أصول فيروس كورونا يجب أن يتم في دول أخرى

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أعلام تحمل اسم شركة «بيونتيك» خارج مقرها بمدينة ماينتس الألمانية (د.ب.أ)

«بيونتيك» تتوصل إلى تسويتين بشأن حقوق ملكية لقاح «كوفيد»

قالت شركة «بيونتيك»، الجمعة، إنها عقدت اتفاقيتيْ تسوية منفصلتين مع معاهد الصحة الوطنية الأميركية وجامعة بنسلفانيا بشأن دفع رسوم حقوق ملكية للقاح «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بفيروس كورونا على نحو مطرد (أ.ف.ب)

الصحة العالمية تعلن عن حدوث تراجع مطرد في وفيات كورونا

بعد مرور نحو خمس سنوات على ظهور فيروس كورونا، تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بهذا الفيروس على نحو مطرد، وذلك حسبما أعلنته منظمة الصحة العالمية في جنيف.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».