إجراءات وقائية مشددة على مواقع تجمّع النازحين السوريين

إجراءات وقائية مشددة على مواقع تجمّع النازحين السوريين
TT

إجراءات وقائية مشددة على مواقع تجمّع النازحين السوريين

إجراءات وقائية مشددة على مواقع تجمّع النازحين السوريين

شدّدت السلطات اللبنانية والأمم المتحدة الإجراءات الصحية على مواقع تجمّع النازحين السوريين في لبنان، حيث تم تقييد حركتهم بين المناطق، تنفيذاً لقرار التعبئة العامة التي أعلنتها الحكومة اللبنانية والسارية على اللبنانيين وسائر المقيمين على الأراضي اللبنانية.
وقالت مصادر لبنانية لـ«الشرق الأوسط» إن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بدأت قبل أيام قليلة تثبيت نقاط صحية على مداخل المخيمات ومواقع تجمعات النازحين السوريين للتحقق من عدم انتشار «كورونا» في المخيمات، كما تم تقييد خروجهم من المخيمات باستثناء عدد محدد من الأشخاص أوكلت إليهم مهام تلبية احتياجات المخيمات. وقالت المصادر إن هؤلاء يخضعون للفحص والكشف المتكرر.
بالموازاة، قطعت مفوضية اللاجئين شوطاً كبيراً في الجاهزية لمواكبة أي تطور طارئ، حيث بدأت بإعداد مستشفى رياق في البقاع وتجهيزه للعزل في حال باتت هناك حاجة لذلك، كما بدأت بإعداد مستشفى ميداني بالتوازي قرب مستشفى رياق، وتجهيزه لمواكبة أي تطور، ويتم وضع السلطات اللبنانية بهذه التطورات عبر التواصل مع رئيس لجنة الصحة النيابية عضو كتلة «المستقبل» النائب عاصم عراجي.
وقالت المصادر إن هناك تواصلاً دائماً مع مفوضية اللاجئين ويتم تعزيز نقاط الرقابة، وتتولى البلديات منع التجول إلا لعدد معين لتلبية احتياجات المخيمات.
ووصلت رسائل نصّية إلى النازحين السوريين من مفوضية الأمم المتحدة تطلب منهم البقاء في منازلهم للحد من انتشار فيروس كورونا، طبقا للقرار الذي فرضته السلطات اللبنانية ابتداء من 27 مارس (آذار) الحالي، وحظر التجوال من 7 مساء حتى 5 صباحا، وأبلغتهم أنها تتكفل بعلاج أي شخص سوري على نفقتها في حال أصيب بالعدوى.
ويأتي ذلك بعد أيام على قرار السلطات السورية إقفال الحدود مع لبنان، وهو ما أثار امتعاضاً سياسياً في الداخل اللبناني. وتقول مصادر نيابية لـ«الشرق الأوسط» إن السكوت عن إقفال الحدود السورية أمام اللاجئين «غير مقبول»، ذلك أن إقفال الحدود أمام النازحين الراغبين بالعودة «يمثل طعنة لشرعة حقوق الإنسان والدستور السوري، لكون هؤلاء مواطنين سوريين».
وعلى صعيد الإجراءات، نقلت وكالة الأنباء المركزية عن مصدر معني في الجنوب أن «البلديات أقدمت على إقفال الطرقات الفرعية من أجل المحافظة على سلامة البلدات من أي تهريب لنازحين سوريين من مناطق أخرى، ومن أجل الحدّ من حركة الزيارات غير الضرورية»، وشددت على «أننا شجّعنا البلديات على ضرورة تأمين أماكن للحجر الذاتي وإعداد جداول بها تمهيداً لإرسالها للجنة الوزارية المركزية الخاصة بمكافحة فيروس كورونا». وأوضح أن «حواجز صحّية منتشرة على مداخل البلدات الجنوبية من أجل تعقيم كل من يدخلها من سكانها مع اتّخاذ تدابير منها فحص الحرارة».
وتنسحب الإجراءات المكثفة على اللاجئين الفلسطينيين، إذ علمت «الشرق الأوسط» أن الفلسطينيين بدأوا بتجهيز مستشفى «الهمشري» في مخيم عين الحلوة في صيدا في جنوب لبنان، تحسباً لأي طارئ.
وقالت مصادر مواكبة للملف الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط» إن المخيم الوحيد المضبوط هو مخيم نهر البارد في الشمال، حيث تعتمد معايير وقائية ينفذها الجيش اللبناني لتنفيذ قرارات مجلس الوزراء المتعلقة بالتعبئة العامة.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.