رئيس الحكومة المغربية: الأيام الـ10 المقبلة ستكون حاسمة

وفيات «كورونا» ترتفع إلى 21... ودعم أوروبي بـ450 مليون يورو

رجال أمن عند نقطة تفتيش لضمان الالتزام بالحجر المنزلي في الدار البيضاء (رويترز)
رجال أمن عند نقطة تفتيش لضمان الالتزام بالحجر المنزلي في الدار البيضاء (رويترز)
TT

رئيس الحكومة المغربية: الأيام الـ10 المقبلة ستكون حاسمة

رجال أمن عند نقطة تفتيش لضمان الالتزام بالحجر المنزلي في الدار البيضاء (رويترز)
رجال أمن عند نقطة تفتيش لضمان الالتزام بالحجر المنزلي في الدار البيضاء (رويترز)

أعلنت السلطات المغربية مساء الجمعة، عن ارتفاع عدد المصابين بفيروس «كورونا المستجد» إلى 333 حالة، عقب رصد 58 إصابة جديدة، وتسجيل 11 وفاة جديدة، ما يرفع إجمالي ضحايا «كوفيد - 19» إلى 21 حالة، بينما تعافى 11 مصاباً. ولفت سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، إلى أن الأيام العشرة المقبلة ستكون حاسمة، مشدداً على ضرورة التعاون لإنجاح الحجر الصحي.
وأشار مصدر بوزارة الصحة إلى أن 57% من هذه الحالات أصيبت بالعدوى محلياً، فيما 43% منها وافدة من الخارج. وأضاف أن 86% من المصابين بفيروس «كورونا» بالمغرب حالتهم مستقرة، فيما 14% حالتهم صعبة أو حرجة.
على صعيد آخر، أعلن بيان مشترك بين المملكة المغربية والاتحاد الأوروبي، أن الاتحاد سيدعم ميزانية المغرب من خلال إعادة تخصيص لـ150 مليون يورو، بشكل فوري، موجهة بشكل خاص لتلبية حاجيات الصندوق الخاص بتدبير جائحة فيروس «كورونا المستجد» الذي تم إحداثه بمبادرة من الملك محمد السادس.
كما سيعمل الاتحاد الأوروبي على إعادة تخصيص 300 مليون يورو من الاعتمادات المالية المخصصة للمغرب لمواجهة الجائحة، عبر تسريع تعبئتها للاستجابة للحاجيات المالية الاستثنائية للمملكة.
وصدر هذا البيان المشترك عقب اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، مع المفوض الأوروبي المكلف سياسة الجوار ومفاوضات التوسع، أوليفر فاريلي.
وأكد البيان أن المفوض الأوروبي المكلف سياسة الجوار ومفاوضات التوسع، أعرب في هذا الصدد، عن ارتياحه للتدابير القوية والضرورية التي اعتمدها المغرب على وجه السرعة لمواجهة انتشار الفيروس وتأثيراته، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي سيبقى على استعداد لمواكبة المغرب في جهوده الصحية والاقتصادية والاجتماعية عبر العديد من الإجراءات.
على صعيد ذي صلة، أعلن سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، أن الطاقة الاستيعابية لغرف الإنعاش المجهزة في المستشفيات المغربية سترتفع من 1640 غرفة حالياً إلى نحو 3000 غرفة في الأسابيع المقبلة نتيجة اقتناء المغرب معدات وتجهيزات طبية للإنعاش، خصوصاً تجهيزات التنفس الصناعي.
وتوقف العثماني، في كلمته خلال انعقاد المجلس الحكومي بالرباط، أمس، عند الوضعية الوبائية الحالية للفيروس بالمغرب، مسجلاً ارتفاع عدد الإصابات، ومحذراً من أن الأيام العشرة المقبلة ستكون حاسمة في تطور الوباء بالبلاد، «مما يستلزم تعاون الجميع والتضامن والتحلي بالوعي الجماعي المشترك لإنجاح الحجر الصحي والالتزام بمقتضيات حالة الطوارئ المعمول بها في بلادنا منذ أيام».
وأشار العثماني إلى أن المغرب دخل منذ أيام حالة الطوارئ الصحية، التي نُشر القانون الخاص بها في الجريدة الرسمية، وهو ما يستدعي مسؤولية الجميع في الالتزام بشكل صارم بمقتضيات هذه الوضعية، داعياً جميع المواطنات والمواطنين إلى تحمل مسؤوليتهم الفردية، لأنه لا يمكن لأي سلطة أن تلزم الناس بالحجر الصحي بشكل كلي، إذا لم يتعاون المواطنون فيما بينهم. وشدد العثماني على أن «السبيل للنجاح في هذا الامتحان، هو المكوث في البيوت وعدم الخروج منها إلا للأسباب الضرورية المحددة أساساً في التسوق أو التطبيب والصيدلية أو للعمل في حالة استمراره».
من جانب آخر، تطرق العثماني إلى الضرر الذي لحق بالاقتصاد الوطني بسبب تداعيات انتشار وباء فيروس «كورونا»، مشدداً على أهمية وضرورة الحرص على استمرار الحياة الاقتصادية. وقال: «إذا كانت قطاعات اقتصادية قد توقفت بالكامل، وأخرى بدرجة أقل، فإن هناك قطاعات ضرورية ما زالت مستمرة، حيث لا يمكن أن تشل حركة كل المعامل والشركات، فالذي يمكن له الاستمرار في العمل وفي نشاطه الاقتصادي، عليه أن يستمر في ذلك، مع احترام الضوابط الاحترازية والاحتياطات الضرورية لحماية العمال والمستخدمين، تفادياً لانتقال العدوى، وحتى لا يتسببوا هم في نقلها إلى أقاربهم ومحيطهم».
وصادق المجلس على عدة قرارات، بما في ذلك توظيفات في مناصب عليا. وفي هذا الصدد عيّنت الحكومة محمد القصري في منصب الوكيل القضائي للمملكة، بوزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، وهي الهيئة المكلفة التقاضي باسم الحكومة وتمثيلها أمام القضاء. كما صادق المجلس على تعيين زينب بنموسى، في إطار الحركية، مديرةً للوكالة الوطنية للتجهيزات العامة، بوزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء.


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.