الجزائر: حقوقيون يحتجون على استدعاء ناشطين في «الحراك» إلى مراكز الشرطة

TT

الجزائر: حقوقيون يحتجون على استدعاء ناشطين في «الحراك» إلى مراكز الشرطة

تسلم عدة متظاهرين بالحراك الجزائري، أمس، استدعاءات من الشرطة للتحقيق معهم حول تهم وُجِّهت إلى العديد من الناشطين، وفي غضون ذلك غابت أمس، الاحتجاجات الشعبية التي تواصلت في مدن الجزائر المختلفة على امتداد عدة أشهر، وذلك وللجمعة الثانية على التوالي بسبب الظروف الصحية التي تمر بها البلاد.
ودعا سياسيون معارضون إلى «اعتماد أشكال جديدة احتجاج بدل الشارع»، بعد أن انتشرت أخبار الاستدعاءات الأمنية يومي الخميس والجمعة بين أفراد الحراك الشعبي بالعاصمة، ويوجد من بين المعنيين بها عدد من طلاب الجامعات، حسبما أفاد ناشطون لـ«الشرق الأوسط».
وينتظر أن ينتقل الذين طالهم الإجراء الأمني الإداري غداً (الأحد)، إلى مراكز أمنية محددة بالعاصمة لمعرفة ما تأخذ عليهم السلطات. ولا يعرف عددهم بالتحديد، لكنه يفوق عشرة أشخاص، حسب مصادر متابعة لتفاصيل الموضوع.
وترجح توقعات أن وجودهم في طليعة المتظاهرين خلال احتجاجات الأسابيع الماضية هو سبب استدعائهم، كما لا يُستبعد عرضهم على النيابة بشبهة «التحريض على التجمهر غير المرخص». وقد احتج محامون وحقوقيون على «التوزيع العشوائي» على هذه التهمة على المتظاهرين.
وتأتي هذه التطورات في خضم خلاف كبير بين المحامين والنيابة، أخذ بعداً سياسياً لأنه يخص سلامة الإجراءات القضائية، التي اتُّبعت في محاكمة المناضل السياسي كريم طابو، الثلاثاء الماضي، والتي انتهت بإدانته بعام سجناً نافذاً.
وأصيب طابو بأزمة صحية خلال المحاكمة، وكان غائباً لحظة النطق بالحكم، وهو حالياً في العيادة يعاني من شلل نصفي حسب محاميه، لكن النيابة نفت ذلك. وقد دعم «المجلس الوطني لحقوق الإنسان»، التابع للحكومة، موقف النيابة بشأن «صواب» وسلامة محاكمة طابو.
وغاب الحراك الشعبي أمس، عن «جمعته» للمرة الثانية، وهو ما أثار مخاوف العديد من رموزه من احتمال زوال ديناميكيته، إذا استمر تعليق المظاهرات لأسابيع عديدة. وفي سياق هذه المخاوف دعا ناشطون إلى «التفكير في أشكال أخرى للاحتجاج»، كقرع الأواني المنزلية، وترديد شعارات وأغاني الحراك من داخل البيوت بشكل يومي.
وقال الباحث الجزائري زين العابدين غبولي، المقيم بلبنان، والكاتب بـ«معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى»، لـ«الشرق الأوسط»، إن «قدرة الحراك على تعليق احتجاجاته كانت مثيرة للاهتمام». لكن قدرته على العودة إلى الاحتجاجات، واللجوء إلى أدوات ملحّة أخرى للنضال السلمي «باتت أكثر طرحاً للأسئلة خلال الأسابيع المقبلة... ومن الواضح اليوم أن احتجاجات يومي الجمعة والثلاثاء أصبحت غير كافية، خصوصاً بعد تنصيب عبد المجيد تبون رئيساً للبلاد. ولهذا السبب تم تنظيم بعض الاحتجاجات التصعيدية يوم السبت، وتعرضت لقمع غير عادي. واليوم فإن السؤال ليس هو فقط معرفة ما إذا كان الحراك سيعود، لكن بأي أشكال سيعود؟». وأضاف غبولي موضحاً: «لا يمكن للحراك أن يعود إلى ما كان عليه قبل الأزمة. يمكنه فقط أن يتصاعد ويضع المزيد من الضغط على السلطة، أو يهدأ ويتلاشى ببطء. لكنّ هذا يعتمد على مدى قدرة الحراك على التنظيم الذاتي، والعمل كبديل لاستجابة السلطة غير المرضية. لذلك أعتقد أن حظوظ الحراك في العودة بقوة أكبر متوقف أساساً على ما سيفعله خلال أسبوعي التوّقف المؤقّت».
وبرأي غبولي فقد «عمّقت الانتخابات الرّئاسية (جرت نهاية العام الماضي) أزمة الشرعية في الجزائر، ولم تحلّها. فالحراك تواصل بعد الانتخابات لأنه في الحقيقة، وبناءً على معطيات كثيرة، لم يحدث تغيير في نظام الحكم، بل تمّ فقط التحول من بلد مسيّر بواجهة بوتفليقة لبلد مسيّر بواجهة تبون، مع الحفاظ على نفس آلية اتخاذ القرار، وبقاء نفس المشكلات الهيكلية. الحراك استمر كذلك لأنه يرى أن الانتخابات كانت مسرحية أخرى لمحاولة شرعنة نظام حكم غير شرعي».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.