القاهرة «بلا ضجيج» مع «اختبار حظر التجول»

القاهرة «بلا ضجيج» مع «اختبار حظر التجول»
TT

القاهرة «بلا ضجيج» مع «اختبار حظر التجول»

القاهرة «بلا ضجيج» مع «اختبار حظر التجول»

ظهرت العاصمة المصرية القاهرة «بلا ضجيج» مع أول ليلة من «اختبار حظر التنقل» لاحتواء تفشي فيروس «كورونا المستجد»، وخلت الشوارع من المارة الذين بقوا في منازلهم طوال ساعات الحظر من السابعة مساء حتى السادسة من صباح اليوم التالي. فيما عزف مصريون الموسيقى، ورددوا الأغاني من شرفات المنازل.
وقال الأربعيني محمد رجب، ويقطن في ضاحية حلمية الزيتون شرق العاصمة، إنه «أخذ يتسامر مع أحد جيرانه من شرفة منزله خلال الساعات الأولى من الحظر». رجب الذي حرص على قضاء الوقت في مشاهدة القنوات الفضائية ومباريات كرة القدم المسجلة، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «جميع جيرانه التزموا في منازلهم، لمساعدة الحكومة في إجراءاتها للتصدي للفيروس»، مؤكداً أن «تجربة حظر التجول، قد يراها البعض مُزعجة؛ لكنها تُعيد للأسرة المصرية دفئها، والاجتماع من جديد بين جميع أفرادها، سواء أمام الشاشات أو على مائدة الطعام».
والقاهرة معروفة بأنها مدينة لا تنام، يقصدها الجميع من ربوع البلاد، وتظل حركة وسائل المواصلات تسير بها حتى الساعات الأولى من الصباح، فضلاً عن بعض المقاهي، والمطاعم، والمحال، التي تظل مفتوحة طوال الليل ويقصدها كثيرون. لكن ليلة أول من أمس، ومع أول أيام الحظر، الجميع أغلق، والكُل أسرع بحثاً عن وسيلة مواصلات حتى يصل لمنزله «خوفاً من تطبيق عقوبات مخالفة حظر التجول».
وأكد الخمسيني إبراهيم عبد الوهاب لـ«الشرق الأوسط» أن «معاملة أفراد الشرطة كانت راقية معه خلال ساعات الحظر مساء أول من أمس، حيث اضطر للذهاب إلى صيدلية مجاورة لمسكنه بحي مصر الجديدة، لشراء دواء لزوجته المريضة». فيما فضل محمد أبو علي، وهو حارس عقار في ضاحية عين شمس، «المرور حول العقار الذي يعمل فيه للاطمئنان عليه، والتأكيد على حراس العقارات المجاورة بعدم الخروج أمام العقارات، حفاظاً على أسرهم».
وزادت مصر من الإجراءات التي تستهدف منع حدوث انتشار لفيروس «كورونا» بإغلاق المساجد والكنائس والنوادي الرياضة والأماكن الأثرية، وتمديد تعطيل الدراسة في المدارس والجامعات للمرة الثانية. وأعلنت وزارة الصحة أمس «تسجيل 456 حالة مصابة بـ(كورونا)، من ضمنهم 95 حالة تم شفاؤها، وخرجت من مستشفى العزل الصحي، و21 حالة وفاة بالفيروس».
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، مقاطع فيديو لأحياء في شرق العاصمة، تظهر مشاهد الأهالي في شرفات المنازل، يستمعون للموسيقى، وتفاعلهم معها بالتصفيق، في محاولة منهم لـ«كسر الرتابة» التي أصابت بعضهم بعد فرض حظر التجول. فيما أخذ يردد سكان آخرون من الشرفات «الله أكبر... الله أكبر» والدعاء لمصر. وقال رجب إن «أحد جيرانه، كان يقف في شرفة منزله وهو يستمع لأغان من هاتفه الشخصي».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.