الحكومة الأفغانية تقترب من التوصل إلى اتفاق مع «طالبان»

يتوقع بعض الأطراف الدولية المنخرطة في عملية السلام بأفغانستان أن يتم إطلاق سراح متبادل بين الحكومة الأفغانية وحركة «طالبان» المسلحة. وشكلت عملية إطلاق السجناء جزءاً من الاتفاق الموقّع الشهر الماضي بين «طالبان» والولايات المتحدة.
وقالت أطراف على صلة بالمفاوضات بين الجانبين لوكالة الأنباء الألمانية: «يبدو أن الطرفين يقتربان من التوصل لاتفاق».
وجرى اتخاذ القرار خلال مؤتمر عبر الفيديو استمر 4 ساعات بين الجانبين، الأربعاء، بحضور ممثلين من الولايات المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأفغاني جاويد فيصل، لوكالة الأنباء الألمانية، أمس الخميس، إن ممثلين من الجانبين من المقرر أن يلتقوا في أفغانستان في الأيام المقبلة من أجل إجراء محادثات مبدئية. وأعلن «مجلس الأمن» أنه سوف يتم الإفراج عن مائة من سجناء «طالبان» بحلول 31 مارس (آذار) الحالي بعد الحصول على ضمانات من «طالبان» بأن السجناء لن يعودوا إلى القتال.
وقال المتحدث السياسي باسم جماعة «طالبان» سهيل شاهين، في تغريدة، إن «طالبان» سوف ترسل فريقاً إلى سجن باغرام للتحقق من صحة الإفراج عن السجناء استناداً إلى قائمة معطاة إلى المسؤولين الأميركيين. وذكر فيصل أن الفريقين سيناقشان خفض العنف ووقف إطلاق النار وخطوات تقنية للأمام خلال المحادثات المباشرة.
وبحسب الاتفاق ما بين الولايات المتحدة و«طالبان»، يجب الإفراج عما يصل إلى 5 آلاف من سجناء «طالبان» قبل المفاوضات الأفغانية - الأفغانية التي كان من المقرر أن تبدأ في 10 مارس (آذار) الحالي، ولكن أُجلت. وقبل أسبوعين، أصدر الرئيس الأفغاني أشرف غني مرسوماً للإفراج التدريجي عن 1500 من سجناء «طالبان» قبل المحادثات. وسوف يتم الإفراج عن 3500 من سجناء «طالبان» بشكل مشروط في مرحلة ثانية.
كما تعهدت الولايات المتحدة أيضاً بسحب أكثر من 4 آلاف عسكري من أفغانستان بحلول منتصف يوليو (تموز) المقبل، بموجب الاتفاق التاريخي الذي أبرمته واشنطن مع «طالبان» بالدوحة في 29 فبراير (شباط) الماضي.
في إطار مساعيها لكبح وباء «كورونا» المستجدّ، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون)، الأربعاء، أنّها جمّدت لمدة شهرين كلّ تنقلات العسكريين الأميركيين حول العالم، بما فيها عمليات إرسال الجنود إلى مناطق القتال أو إعادتهم إلى وطنهم.
وأوضح بيان لوزارة الدفاع أنّ قرار التجميد الذي سيسري على نحو 900 ألف عنصر في القوات المسلّحة الأميركية منتشرين في الخارج «سيكون له أثر على عمليات التدريب والانتشار وإعادة الانتشار وتحركات أخرى للقوات». وأضاف: «اليوم، من غير المتوقّع أن يكون لهذا القرار تأثير على انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، والذي من المفترض أن يكتمل بعد 135 يوماً من توقيع الاتفاق» مع حركة «طالبان».
وقالت وزارة الدفاع الأميركية في بيان إنّ وزير الدفاع مارك إسبر أمر بوقف تنقّلات كلّ موظفي البنتاغون الموجودين في الخارج، من مدنيين وعسكريين، لمدة 60 يوماً، مشيرة إلى أنّ التجميد يشمل أيضاً أفراد أسر هؤلاء الموظفين إذا كانوا يعيشون معهم في الخارج.
وحتى صباح الأربعاء، أحصت وزارة الدفاع الأميركية 435 إصابة بفيروس «كورونا»، (كوفيد19)، في صفوف موظفيها العسكريين والمدنيين وأفراد أسرهم والمتعاقدين معها. وتوفي متعاقد واحد بسبب الفيروس.
والثلاثاء أعلن سلاح البحرية الأميركية تسجيل 3 إصابات بالفيروس على متن حاملة الطائرات «يو إس إس ثيودور روزفلت» التي تبحر في المحيط الهادي، في أول عدوى تسجّل على متن سفينة حربية أميركية. وقالت البحرية إنّها أجلت المصابين الثلاثة ووضعت كل من خالطهم في الحجر الصحي.