قررت السلطات في العاصمة الليبية طرابلس، التخفيف من ازدحام الموقوفين داخل السجون والمعتقلات تخوفاً من تفشي فيروس «كورونا» بين المسجونين، فأطلقت سراح العشرات منهم أمس (الخميس) فيما تبحث وضعية آخرين، في حين دعت «منظمة التعاون والإغاثة العالمية» إلى اتخاذ تدابير احترازية مع عشرات الآلاف من النازحين والمهاجرين غير النظاميين بالبلاد. وقال العميد عبد الغني الحاراتي رئيس فرع جهاز الشرطة القضائية بطرابلس: «أطلق 82 نزيلاً من الموقوفين على ذمة قضايا من مؤسسة الإصلاح والتأهيل الجديدة (السجن الرئيسي)، ضمن إجراءات خطة الطوارئ لمكافحة كورونا». وأضاف الحاراتي في بيان أن «جهاز الشرطة القضائية يسعى إلى تخفيف الاكتظاظ داخل السجون». وفي وقت سابق أطلق الجهاز 70 نزيلاً من الموقوفين على ذمة قضايا جنح. وأشار الحاراتي إلى «إخضاع المفرج عنهم للفحص الطبي عبر وحدة الرعاية الصحية بالمؤسسة». وسبق أن اتخذ المستشار محمد الحافي، رئيس المجلس الأعلى للقضاء في ليبيا، قراراً، نهاية الأسبوع الماضي، بالنظر الفوري والسريع في ملفات القضايا الجنائية، للإفراج عن كل من لا يشكل إطلاق سراحه خطراً على المجتمع، مستثنيا «الموقوفين على ذمة القضايا الخطيرة كالقتل والإرهاب، وجلب المخدرات، على أن يكون قرار الإفراج مشروطاً بالكشف الطبي»، بينما لم يأتِ القرار على ذكر المعتقلين السياسيين، أو قيادات النظام السابق الذين لا يزالون قيد التوقيف، وهو ما أزعج جل الأوساط في البلاد، خصوصاً أنصار النظام السابق. ووجه محمد لملوم وزير العدل في حكومة «الوفاق» أمس، بـ«سرعة إعداد قوائم بأعداد النزلاء المحكومين ممن قضوا ثلثي المدة وكذلك نصف المدة، وإحالتها إلى النيابة العامة تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم، سعياً لتخفيف الاكتظاظ داخل المؤسسات الإصلاحية». في سياق قريب، قال «رئيس منظمة التعاون والإغاثة» (Iocea) جمال المبروك، لـ«الشرق الأوسط» إن عدد المهاجرين غير النظاميين المحتجزين في مراكز الإيواء قليل بالنسبة لمجموع المهاجرين الطلقاء بالمدن الليبية، مشيراً إلى ضرورة أن تسارع السلطات إلى إيجاد حلول لأزمتهم إمّا بإطلاق سراحهم أو حمايتهم من المخاطر المحتملة. وقدّر العقيد المبروك عبد الحفيظ، رئيس جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، عدد المهاجرين غير النظاميين الطُلقاء داخل البلاد بـ700 ألف، بالإضافة إلى 7 آلاف آخرين محتجزين داخل مراكز الاعتقال بمدن الغرب الليبي، وفقاً لإحصاء العام الماضي. وحذرت منظمة التعاون في بيان أمس، من الصعوبات المنتظر أن يواجهها عشرات الآلاف من النازحين والمهاجرين واللاجئين في ليبيا، في ظل المخاوف المتصاعدة من تفشي فيروس «كورونا»، داعية السلطات المحلية والمنظمات الدولية بالتضامن مع هذه الفئات وفق تدابير تتفق مع المعايير الدولية وحقوق الإنسان. وأشارت إلى «الآثار المحتملة للفيروس على السكان النازحين قسراً عن ديارهم، واللاجئين والمهاجرين غير النظاميين المحتجزين بمراكز الإيواء». ورأت أن هذه الأوضاع المستجدة «تحتم تقديم المساعدة لهؤلاء لكونهم يعيشون وضعاً استثنائياً ويفتقدون إلى أي الحماية». وقدر تقرير لمكتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عدد النازحين في نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي بسبب حرب العاصمة طرابلس، بأكثر من 140 ألف شخص، ولفت إلى مقتل أكثر من 280 مدنياً، وإصابة 363 آخرين. كما أجرى وفد من اللجنة الدولية للصليب الأحمر زيارة إلى ليبيا مؤخراً تفقد خلالها مراكز إيواء النازحين بطرابلس، إضافة إلى أحد مخيمات النازحين في بنغازي.
15:2 دقيقه
كورونا يحرر 152 سجيناً في ليبيا
https://aawsat.com/home/article/2200906/%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7-%D9%8A%D8%AD%D8%B1%D8%B1-152-%D8%B3%D8%AC%D9%8A%D9%86%D8%A7%D9%8B-%D9%81%D9%8A-%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A7
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة