أظهرت أحدث الأرقام التي أعلنت عنها وزارة الصحة البلجيكية أمس (الأربعاء)، حدوث ارتفاع كبير في الوفيات والإصابات بفيروس «كورونا» المستجد (كوفيد 19)؛ حيث أعلنت السلطات عن وفاة 56 شخصاً في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، أي ما يعادل وفاة كل نصف ساعة، وهو الرقم الأعلى منذ تفشي الوباء، وكان أعلى رقم هو 37 حالة وفاة قبل يومين، وبالتالي ترتفع الوفيات إلى 178 حالة وفاة.
كما جرى الإعلان عن دخول ما يقرب من مائة شخص إلى غرفة العناية المركزة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، بينما بلغ عدد حالات الإصابة الجديدة 668 حالة، وهو الرقم الأعلى منذ بدأ تفشي الوباء، ولا تزال منطقة فلاندرا شمال البلاد هي الأكثر من حيث تسجيل حالات الإصابة بالفيروس، وبالتالي يرتفع عدد حالات الإصابة بالفيروس إلى ما يقرب من 5 آلاف مصاب، ووصل عدد الموجودين منهم في غرف العناية المركزة إلى ما يقرب من 500 شخص.
في الإطار ذاته، تواجه وزيرة الصحة الفيدرالية ماغي دبلوك انتقادات شديدة من مختلف الأحزاب والنقابات والأطباء، بـ«الاستهتار وسوء تقدير خطورة الأزمة». كما توجه لدبلوك اتهامات بسوء إدارة أزمة «كوفيد 19»، وعدم التعامل بجدية مع النقص الحاد في الكمامات وأدوات التعقيم ومعدات الكشف عن الوباء. ودافعت دبلوك عن نفسها، في تصريحات لوسائل إعلام محلية الأربعاء، بأنها اتبعت تعليمات الخبراء والعلماء، وقامت بتنفيذ توصياتهم، وأردفت: «من المهم أن نتحدث مع الجمهور بشكل مباشر وواضح بعيداً عن الغموض».
ولا يزال العاملون في المستشفيات من أطباء وممرضات ومسعفين، بالإضافة إلى الصيادلة والمشرفين في دور العجزة، يشتكون من ندرة الأدوات اللازمة للوقاية من الوباء، وتلك للكشف عنه. وفي الإطار نفسه، وبعد أن قررت الحكومة في الدولة الجارة هولندا، الإبقاء على الحجر الصحي الذي يهدف إلى وقف تفشي فيروس «كورونا» حتى 1 يونيو (حزيران)، يتساءل كثيرون عما إذا كانت الإجراءات التي نفذتها الحكومة البلجيكية ستمتد إلى ما بعد 5 أبريل (نيسان).
ويبدو أن الخبيرة في الأمراض المعدية البروفسورة إريكا فليغي تعتقد ذلك. وفي حديثها المتلفز على شبكة «في آر تي» الفلمنكية، شددت عالمة الأمراض المعدية على أننا سنحتاج إلى البقاء في الحجر الصحي وعدم إيقافه.
وتقدمت فليغي بالمشورة للحكومة حول الوضع وأفضل مسار للعمل؛ لكنها أكدت أن السياسيين هم الذين سيتعين عليهم اتخاذ القرارات النهائية.
وكان من المتوقع الإعلان عن تدابير جديدة الثلاثاء، غير أن الحكومة قررت الإعلان عنها يوم الجمعة المقبل. وقال مكتب رئيسة وزراء بلجيكا، صوفي ويلميس: «إن مختلف التدابير المتخذة في سياق المعركة ضد فيروس (كورونا)، (كوفيد 19)، سيتم تقييمها يوم الجمعة المقبل 27 مارس، وذلك خلال اجتماع يشمل مجلس الأمن القومي والوزراء الفيدراليين».
وبحسب مكتب الوزيرة سيأخذ المجلس في الاعتبار توصيات الخبراء والعلماء، وسيقيم فعالية تدابير الحجر الصحي الحالي، والإجراءات التي يتم اتباعها في الفترة المقبلة، وفي نهاية الاجتماع ستعلن الوزيرة عن التدابير التي يجب اتباعها في مؤتمر صحافي.
وفاة و4 إصابات كل نصف ساعة في بلجيكا
وفاة و4 إصابات كل نصف ساعة في بلجيكا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة