السيسي ينسّق مع شي للاستفادة من التجربة الصينية

السلطات تخلي سوق العتبة الحيوي لمنع انتشار الفيروس (إ.ب.أ)
السلطات تخلي سوق العتبة الحيوي لمنع انتشار الفيروس (إ.ب.أ)
TT

السيسي ينسّق مع شي للاستفادة من التجربة الصينية

السلطات تخلي سوق العتبة الحيوي لمنع انتشار الفيروس (إ.ب.أ)
السلطات تخلي سوق العتبة الحيوي لمنع انتشار الفيروس (إ.ب.أ)

في الوقت الذي أجرى فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً بنظيره الصيني، شي جينبينغ، للاستفادة من تجربة بكين في إدارة أزمة فيروس كورونا المستجد، أعلن الجيش المصري عن وفاة ضابط برتبة لواء متأثراً بإصابته بـ«كوفيد - 19»، وهو الضابط الثاني من نفس الرتبة، الذي تعلن القاهرة وفاته خلال يومين.
وبحسب الرئاسة المصرية، فإن السيسي تواصل مع بينغ، و«أشاد بما حققته الصين من نجاح لافت في احتواء انتشار فيروس كورونا، معرباً عن التطلع لتعزيز التعاون والتنسيق بين المؤسسات الصحية بالبلدين للاستفادة من آليات إدارة أزمة كورونا في الصين على مختلف المستويات».
كما أكد بينغ - بحسب الرئاسة المصرية - «استعداد الصين الكامل لتقديم ما لديها من إمكانات وتجارب لمصر في مجال مكافحة انتشار فيروس كورونا». وفي تدوينة منفصلة للسيسي عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، قال إنه «يتابع عن كثب وعلى مدار الساعة إجراءات الدولة الاحترازية لمواجهة انتشار فيروس كورونا»، مجدداً تعهده للمواطنين بالاستمرار في «إجراءاتنا بكل دقة في مكافحة هذا الوباء حفاظاً على صحة وحياة كل مواطن مصري».
وفي إطار الإحصاء الرسمي الدوري اليومي لأعداد المصابين والضحايا والمتعافين، قالت وزارة الصحة المصرية، مساء أول من أمس، إن إجمالي المصابين في مصر سجل (حتى مساء الأحد الماضي) 327 حالة، من ضمنهم 56 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفى العزل، و14 حالة وفاة».
وشهد يوم أول من أمس، فقط، تسجيل 33 حالة إصابة جديدة، ووفاة 4 مواطنين تتراوح أعمارهم بين 51 عاماً و80 عاماً، فضلاً عن خروج 15 مصاباً من مستشفيات العزل بعد تعافيهم.
من جهة أخرى ولليوم الثاني على التوالي، نعى الجيش المصري، اللواء أركان حرب شفيع داود، وأفاد بيان رسمي، أنه «توفي أمس، نتيجة إصابته بفيروس (كورونا المستجد) خلال اشتراكه في أعمال مكافحة الفيروس بالبلاد». يأتي الإعلان بعد يوم واحد من «وفاة مسؤول آخر هو اللواء أركان حرب خالد شلتوت، أول من أمس، متأثراً بإصابته أيضاً بفيروس كورونا، خلال اشتراكه في أعمال مكافحة انتشار المرض ومجابهته».
ولم يحدد بيان الجيش المصري تاريخ أو مكان إصابة ضابطيه الراحلين، لكن المؤسسة العسكرية كانت أعلنت في 17 من مارس (آذار) الحالي بدء المشاركة في عمليات التعقيم لمقار عدد من الجامعات المصرية ضمن إجراءات مواجهة «فيروس كورونا المستجد»، وذلك بعد توجيه من الرئيس المصري بـ«تعاون القوات المسلحة مع جميع أجهزة الدولة لمجابهة خطر فيروس (كورونا) المستجد واتخاذ كل الإجراءات التي تكفل سلامة ووقاية أفراد الشعب المصري»، وخلال الأيام القليلة الماضية، نشر المتحدث العسكري للجيش، العقيد أركان حرب تامر الرفاعي، صوراً ومقاطع فيديو مصورة تظهر مشاركة قوات من عناصر الجيش في تعقيم عدد من المواقع الحكومية ومترو الأنفاق.
وفي مشهد نادر، نفذت السلطات المحلية بالعاصمة القاهرة، عملية إخلاء منطقة سوقي «العتبة» و«الموسكي» الحيويين والمكتظين بالباعة والمتسوقين، وذلك بعد إصدار قرار حكومي بغلقهما لمنع انتشار الفيروس.
ومجدداً نفى مسؤول مركز الإعلام الأمني بوزارة الداخلية ما تم تداوله بإحدى الصفحات المزورة المنسوبة لوزارة الداخلية بشأن اتخاذ إجراءات حظر التجول بدءاً من مساء أمس (الاثنين) في البلاد ضمن الإجراءات الاحترازية.
ولا يمكن الإنكار أن «كورونا المستجد» بدأ يؤثر على عدة مجالات في الحياة اليومية بمصر، ودخل مؤخراً على خط الفتاوى الدينية الرسمية. إذ سارعت المؤسسات الدينية، لتفنيد أسئلة شغلت بال المصريين تتعلق بـ«كوفيد - 19».
وعن حكم «تكفين وتغسيل والصلاة على المتوفى» المصاب بالفيروس. قال «مركز الأزهر» إن «الأصل فيمن مات من المسلمين أن يغسل ويكفن ويصلى عليه صلاة الجنازة؛ لكن في زمن انتشار الأوبئة، التي تثبت الجهات الطبية أنها تنتقل من الميت لمن يلمسه، فعندئذ يكتفى بصب الماء عليه، وإمراره فقط بأي طريقة كانت دون تدليكه، مع أخذ التدابير الاحترازية لمنع انتقال المرض للمغسل، من تعقيم الحجرة، وارتداء بدلة وقائية... وإن كان يُخشى من نزول سوائل من جثة المتوفى، فمن الضروري إحاطة الكفن بغطاء مُحكم، لا يسمح بتسرب السوائل منه»، مضيفاً: «من خرج من المستشفى مجهزاً بكفنه، يجوز لأهله أن يصلوا عليه صلاة الجنازة في الخلاء، بدل المسجد، ويجوز أن يصلي عليه اثنان - أقل عدد لصلاة الجماعة -، كما يجوز لمن لم يصل عليه - بسبب الخوف من الاختلاط وانتشار الوباء - أن يصلي عليه عند قبره منفرداً، ويجوز أيضاً أن يصلى عليه صلاة الغائب».
وحول حكم الاستخفاف بإجراءات الوقاية من «كورونا»، أكد «مركز الأزهر الفتوى» على صفحته الرسمية بـ«فيسبوك» أمس: «مثل هذه الأفعال نهى الشرع عنها، فلا يليق بحال من الأحوال أن تكون أخلاق الناس عند الابتلاء والشدائد، السخرية والاستهزاء».
فيما قال مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر عن حكم ارتداء القناع أثناء الصلاة: «اتفق الفقهاء على أنه من المسموح للرجال والنساء تغطية الوجه أثناء الصلاة، وارتداء الأقنعة الطبية، التي تغطي الفم والأنف أثناء الصلاة، لحماية النفس من الأمراض المعدية المنقولة جواً». بينما أفتى المجمع أمس «بجواز صلاة الرجل مع زوجته في المنزل بنية الجماعة»، قائلاً: «صلاة الجماعة يحصل ثوابها للرجل إذا صلى إماماً بواحد أو زوجته، فأقلها اثنان فأكثر، وتصلى خلفه».


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.