تشكيلي سعودي يتحدّى العزل و«كورونا» بالفن

أعطت لوحاته مساحة للأمل وحب الوطن

يقاوم الضامن الضجر بالرسم
يقاوم الضامن الضجر بالرسم
TT
20

تشكيلي سعودي يتحدّى العزل و«كورونا» بالفن

يقاوم الضامن الضجر بالرسم
يقاوم الضامن الضجر بالرسم

بلوحاته التي ينثرها على مواقع التواصل الاجتماعي يبدو الفنان التشكيلي السعودي عبد العظيم الضامن المتحدر من جزيرة تاروت في محافظة القطيف، التي سجلت أول إصابة بـ«كورونا»، يمتشق الريشة لمحاربة الفيروس بالفن واللون الأخضر الذي تصطبغ به معظم مساحات لوحاته التشكيلية التي يجتهد في تضمينها أفكاراً جديدًا لبعث أمل جديد.
يقول الضامن: «وسط الحجر الصحي المؤقت الذي يلفّ مدينتي أقاوم الضجر بمزيد من الرسائل الإيجابية للمجتمع وللعالم». ويضيف: «كان على الجميع أن يتقبّل هذه الإجراءات المفروضة بكثير من الرضا والالتزام، فبدأت بتوجيه هذه الرسائل إلى المجتمع لتكون عوناً للتوجيهات الحكومية وتعليمات وزارة الصحة. منذ إطلاق حملة (خليك في البيت) بات ضرورياً التزام البقاء في المنزل، وهكذا بدأت قصة الفن في زمن الكورونا».
يوضح الضامن وهو مدرس، إنه مع انتشار خبر أول إصابة بالفيروس رفض زملاؤه في العمل السلام عليّ في أول يوم دراسي قبل تعليق الدراسة، «تقبلت هذا التصرف، لكن مع زيادة عدد المصابين والمخالطين، كان لا بد على الجميع أن يكونوا حذرين». ويضيف «تحوّلت هذه المشاعر إلى طاقة فنية؛ إيماناً مني بأهمية رسالة الفن، ودورنا كفنانين في تسجيل الحقبة الزمنية ومعايشتها».
يقول الضامن: «لا بد أن يستفيد الجميع من العزل الصحي، وذلك بتنمية مواهبهم واستكمال مشاريعهم المعطلة، مثل الرواية والقصيدة والقصة واللوحة»، ويؤكد «بالفعل كانت فرصة لي أن أترجم ذلك في لوحات أرسمها، وجعلت من هذا العزل رسالة كل يوم لوحة وحكاية، وجوه في زمن الكورونا، وسأختتم هذه المجموعة بمعرض».
وعن طغيان اللون الأخضر على معظم لوحاته الفنية الأخيرة، يقول ما حدث جعل حب الوطن يتجذر أكثر في قلوب الجميع؛ فهو بمثابة الأم الحنون التي سعت وتسعى لحماية أبنائها، كذلك تعاطف الجميع والمشاعر التي عبروا عنها كانت غامرة وأعطتنا قيمة وطنية كبيرة، وصدقاً أستشعر حب الحياة بلونها الأخضر الذي يغلب على اللوحات لا إرادياً».
الضامن هو أحد الفنانين السعوديين الذين اشتغلوا على تنمية الحركة التشكيلية وتحويلها إلى تيار فني يجتذب عشرات الشباب والشابات ويطور مهاراتهم، وقد حملت أعماله ومشاريعه الفنية مضامين عالية كرسالة السلام بين الشعوب، وسبق أن حاز مرتبة الشرف للتميز والإبداع العالمية لعام 2014، من منظمة السلام والصداقة الدولية في الدنمارك.


مقالات ذات صلة

ترمب يُروِّج لنظرية «تسرب كورونا من المختبر» عبر موقع «كوفيد» الحكومي

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يُروِّج لنظرية «تسرب كورونا من المختبر» عبر موقع «كوفيد» الحكومي

يدعم موقع إلكتروني اتحادي متخصص في فيروس «كوفيد-19»، كان يعرض معلومات عن اللقاحات والفحوصات والعلاج، الآن، نظرية أن الوباء نشأ نتيجة تسرب من مختبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ تعرض الصفحة التي تشبه ملصقاً لأحد أفلام هوليوود عنواناً وهو «تسريب المختبر» (البيت الأبيض)

البيت الأبيض يدشن صفحة تدعم نظرية نشوء «كورونا» داخل مختبر

دشّن البيت الأبيض، الجمعة، صفحة إلكترونية جديدة حول أصول نشأة فيروس كورونا، على موقعه الرسمي يدعم فيها النظرية القائلة بأن «كوفيد-19» نشأ داخل مختبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس «كورونا المستجد» بقسم «كوفيد - 19» داخل مستشفى في بيرغامو... 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية» تضع اللمسات الأخيرة على «اتفاق الجوائح»

تجتمع الدول الأعضاء بمنظمة الصحة العالمية، اليوم (الثلاثاء) في جنيف، على أمل وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق الجوائح، بعد التوصل إلى اتفاق «مبدئي» الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
العالم مقر «منظمة الصحة العالمية» في جنيف (أ.ف.ب)

أعضاء «منظمة الصحة العالمية» يقتربون من اتفاق لمواجهة الأوبئة

يقترب أعضاء «منظمة الصحة العالمية» من التوصل إلى اتفاق بشأن معاهدة للاستعداد للأوبئة التي قد تحدث في المستقبل.

صحتك المزاج قد يؤثر على فاعلية بعض اللقاحات (أ.ف.ب)

المزاج الجيد قد يحسّن فاعلية بعض اللقاحات

كشفت دراسة جديدة أن المزاج الجيد يمكن أن يُعزز فاعلية بعض اللقاحات، التي تعتمد على  تقنية الحمض النووي الريبي المرسال أو«mRNA»، مثل لقاح «كوفيد-19».

«الشرق الأوسط» (لندن)

«آسان» يعرض مقتنيات تاريخية تحتفي بالإرث الثقافي السعودي

تركز القطع والتحف النادرة على «أسلوب الحياة السعودي» وتُقدَّم لأول مرة أمام الجمهور (واس)
تركز القطع والتحف النادرة على «أسلوب الحياة السعودي» وتُقدَّم لأول مرة أمام الجمهور (واس)
TT
20

«آسان» يعرض مقتنيات تاريخية تحتفي بالإرث الثقافي السعودي

تركز القطع والتحف النادرة على «أسلوب الحياة السعودي» وتُقدَّم لأول مرة أمام الجمهور (واس)
تركز القطع والتحف النادرة على «أسلوب الحياة السعودي» وتُقدَّم لأول مرة أمام الجمهور (واس)

أبرم «متحف مسك للتراث» (آسان) اتفاقية تعاون تمتد لـ30 عاماً مع «فنون التراث» لعرض مجموعة متنوعة وواسعة من المقتنيات التراثية التي تمتلكها وتحتفظ بها، بما فيها قطع وتحف النادرة تركز على «أسلوب الحياة السعودي»، وتُقدَّم لأول مرة أمام الجمهور.

وسيتولى متحف «آسان» مهمة حفظ وإدارة وعرض مقتنيات «فنون التراث»، التي تضم نحو 57 ألف قطعة تراثية متنوعة، بينها نحو 3 آلاف قطعة مجوهرات، و3 آلاف قطعة منسوجات وملابس وسجاد ومفروشات، و40 ألف مادة فوتوغرافية وأداة استخدام يومي وأبواب خشبية، و1000 كتاب ومخطوطات ووثائق، وتسجيلات صوتية وفيديوهات.

تضم المقتنيات نحو 57 ألف قطعة تراثية متنوعة (واس)
تضم المقتنيات نحو 57 ألف قطعة تراثية متنوعة (واس)

وتشمل المقتنيات أيضاً خرائط يعود تاريخها إلى مئات السنين استُخدمت للمساعدة في الاستدلال على المسارات الصحيحة لعبور الصحراء، فضلاً عن هوادج الإبل التي كان يستخدمها سكان شبه الجزيرة العربية في الماضي، وذلك لضمان الحفاظ عليها وصونها للأجيال المقبلة. وسيعمل «آسان» على رقمنة المجموعة قبل نقلها إلى المتحف، وستدخل ضمن مبادراته في المجال التعليمي، والمبادرات والبرامج المجتمعية التفاعلية، وما يخص المنتجات الحرفية المستوحاة منها؛ مما يعزز ارتباط أفراد المجتمع بالهوية الثقافية السعودية والموروث الأصيل.

يُعزِّز المتحف ارتباط أفراد المجتمع بالهوية الثقافية والموروث الأصيل (واس)
يُعزِّز المتحف ارتباط أفراد المجتمع بالهوية الثقافية والموروث الأصيل (واس)

وسيُوفِّر المتحف، المقرر افتتاحه خلال السنوات المقبلة، تجارب غامرة لجميع زواره بمختلف أعمارهم وخلفياتهم، تأخذهم في رحلة عبر الزمن، وتُحفِّز لديهم روح الإبداع والشغف لاستكشاف الكنوز الثقافية والتراثية التي تجسّد أنماط الحياة والقيم الأصيلة، وتُلهم الشعب السعودي للمضي قدماً في رسم ملامح إرثه الثقافي والحضاري مستقبلاً.